اقتصاد وتنمية

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

أزمة انقطاع الرواتب.. سوط الانقلاب لجلد المواطن اليمني

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

إعداد/ نايف محمد

يعيش نحو مليون موظف يمني أياماً "عجافاً" بعد سنين قد لا ترقى إلى أن توصف بـ "السمان"، لكنها كانت أحسن حالًا، فقد تضرر هذا العدد الكبير من الموظفين منذ انقلاب ميليشيا الحوثي والمخلوع على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014 ، ومنذ تسعة أشهر وأزمة الرواتب تتعقد يوماً بعد آخر، ويزداد وضع الموظف اليمني سوءاً، خصوصاً في المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون، في ظل تعنّت منهم ورفض لمقترحات حل الأزمة، والتي كان آخرها المقترح الأممي الذي حمله مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في جعبته خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء في مايو المنصرم.

  نصت مبادرة ولد الشيخ التي وافقت عليها الحكومة الشرعية ورفضها الانقلابيون على أن يقوم الحوثيون وحلفاؤهم تحويل إيرادات الدولة من العاصمة صنعاء وبقية مناطقهم، إلى صندوق مستقل يعمل بحيادية ويتولى صرف رواتب الموظفين في جميع المناطق، ويديره فريقٌ مهني يمني بإشراف الأمم المتحدة، وبالمثل تقوم الحكومة بتحويل الإيرادات من عدن ومناطقها إلى الصندوق، لكن هذا المقترح قوبل برفض الانقلابين في دلالة بيّنة على تعنّتهم.

أكثر من مليون متضرر

يبلغ عدد موظفي الدولة نحو 1.2 مليون موظف، يتوزعون بشكل غير متساو في مناطق السيطرة التي أفرزتها الحرب، حيث يتركز نحو مليون موظف في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثين، وهم بدون رواتب للشهر العاشر على التوالي، فيا لا يتجاوز عدد الموظفين بمناطق الحكومة الشرعية 200 ألف موظف يستلمون رواتبهم بانتظام.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي قرر الرئيس عبدربه منصور هادي نقل المقر الرئيسي للبنك المركزي وإدارة عملياته إلى عدن، وعقب القرار تعهدت الحكومة للمؤسسات الدولية بصرف رواتب جميع موظفي الدولة في كافة المحافظات بما في ذلك مناطق الحوثين، لكنها اشترطت عقب ذلك تحويل الإيرادات من صنعاء إلى البنك المركزي في عدن.

واقع الرواتب وكيف يعيش الموظف

بعد شهور من الوعود الكاذبة قررت حكومة الانقلابيين التي يترأسها عبدالعزيز بن حبتور في صنعاء، وهو محافظ سابق لعدن، قررت مع بدء شهر رمضان، صرف نصف مرتب شهر واحد للموظفين الحكوميين (نقداً)، إلى جانب بطاقات تموينية يستطيع من خلالها الموظفون الذين دونوا أساءهم، في الجهات الحكومية شراء أبرز المتطلبات الغذائية (قمح وسكر وأرز وغيرها) من مراكز محددة، على أن تستقطع قيمتها من رواتبهم الشهرية، كأحد الحلول المؤقتة لأزمة الرواتب التي تركت آثارها على ملايين اليمنيين منذ أشهر طويلة.

الدكتورة والأكاديمية بجامعة صنعاء بلقيس علوان وضحت ل «المنبر اليمني ،» واقع المرتبات وكيف يعيشون في ظل انقطاعها، حيث أكدت أن “آخر شهر تسلموا فيه الرواتب بشكل منتظم كان راتب شهر أغسطس 2016 ، ثم من بعده تسلموا راتب شهر سبتمبر علی نصفين .» وقالت علوان وهي أستاذ مساعد بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام: “عملياً انقطعت مرتباتنا منذ تسعة أشهر، ولم نلمس أي معالجات بقدر ما هو تنصل عن المسؤولية”، مشيرة إلى أن «حكومة بن حبتور » سلمت لهم ما يعرف بالقسائم أو البطائق السلعية، بإجمالي مرتب ونصف كما سلمت نصف راتب آخر.

وأوضحت أن “تلك الإجراءات خففت عليهم إلی حد ما من الضغط الاقتصادي في جانب توفر السلع الغذائية، ولكنها لم تحل مشكلة توفر الإيجار ورسوم التعليم والطاقة والمواصلات والدواء، كما أن إجراءات الانقلابين إجبارية وأن الأسعار في المراكز التي تقبل البطاقة السلعية أكثر بما يعادل % 20 ”، وأشارت الأكاديمية بلقيس علوان إلى أنهم خلال كل هذه الفترة من الانقطاع استنفدوا كل مدخراتهم وذهبوا للعيش علی الديون لتأمين كل جوانب الحياة مادياً.

اقتصاد منهار ومؤسسات مشلولة

اعتبر الباحث والمختص في الجانب الاقتصادي ورئيس مركز الإعلام الاقتصادي مصطفى نصر أن “أزمة الرواتب مظهر من مظاهر الانهيار الاقتصادي، حيث تشكل التزام الدولة بالمرتبات آخر الالتزامات التي تربط الدولة بالمواطن أو الموظف على وجه الخصوص”.

وقال نصر في حديث ل “المنبر اليمني” إن لأزمة المرتبات تأثر كبير على الوضع الاقتصادي للبلد، مشيراً إلى أن “سبعة ملايين مواطن تقريباً متضررون بصفة مباشرة جراء توقف المرتبات، وأن هؤلاء جميعهم تحولوا إلى فقراء، حيث تسبب طول فترة الانقطاع إلى استنزاف كل مدخراتهم وجميع ما جمعوه خال السنين الماضية”.

 

وبحسب الخبر الاقتصادي، فإن انقطاع الرواتب تسبب في انعدام الثقة بن السلطات الحاكمة والمواطنين، كونه التزاماً أساسياً على الدولة، مؤكداً أن ذلك يتسبب أيضاً في إفشال وانهيار مؤسسات الدولة.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية