A About

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

أمة السلام الحاج "أم المختطفين": ميليشيا الحوثي زائلة لأنها انتهكت القيم اليمنية التي تحترم المرأة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

حوار/ خاص

الأستاذة أمة السلام الحاج والملقّبة بأم المختطفين "تلمس في حديثها التروّي والحرص الكبير على التسامح، ولمِّ الشمل، وتوحيد الجهود، والتعالي على الجراح والأحقاد من أجل قضية الوطن الكبير".

أسست رابطة أمهات المختطفين في عام 2016م، وهي منظمة يمنية حقوقية إنسانية، تشكَّلت من أمهات وزوجات وذوي المختطفين والمخفيين قسرًا، ومن ناشطات يعملن في مجال الحريات وحقوق الإنسان، تُعنى الرابطة بقضايا المختطفين والمعتقلين تعسفًا والمخفيين قسرًا، في إطار النضال الحقوقي الذي يستهدف إطلاق سراحهم من سجون الميليشيا الحوثية.

في الحوار الآتي تسلط ضيفتُنا الضوء على المعاناة الإنسانية التي يعيشها المختطفون في سجون الميليشيا الحوثية، ومعاناة أهاليهم، وطبيعة عمل الرابطة.

 

  • دكتورة أمة السلام؛ حدّثينا عن فكرة إنشاء الرابطة؟
  • بدأت فكرة رابطة أمهات المختطفين عندما كنا في صنعاء نتابع قضايا المعتقلين في هيئة الدفاع عن المعتقلين، فتم اعتقال الجميع، وأي شخص يشارك في فعالية أو يصورها يتم اعتقاله، حتى إنهم اعتقلوا المحامين، وأي شخص يتحرّك في هذا المجال، وأثناء ما كنّا في إحدى الوقفات الاحتجاجية ضد اختطاف ميليشيا الحوثي لأبنائنا، عندها اتفقنا مع الأمهات الموجودات في الوقفات أن ننشئ مؤسسة نسوية نتابع من خلالها قضايا أبنائنا. كنا نتصور أن القيم التي يعتزُّ بها اليمنيون ستحمي المرأة من صلف الميليشيا، فالمرأة في الأعراف اليمنية لا تُضرب، ولا تُحبس، ولا تعتقل، لكن ميليشيا الحوثي تجاوزت هذه الأعراف، وداهمت الوقفات التي كنّا نقوم بها.

 

  • ما الأهداف التي تنشدونها من إنشاء الرابطة؟
  • تُعنى رابطة أمهات المختطفين برصد وتوثيق الانتهاكات الحوثية بحق المختطفين، وحشد الجهود المجتمعية والرسمية للمطالبة بالكشف عن مصير المخفيين قسريًا، وإطلاق سراحهم، كما نسعى إلى تقديم ملفات القضايا والانتهاكات إلى الجهات العدلية والقضائية المحلية والدولية، إضافة إلى إسناد أسر المختطفين من خلال التوعية القانونية والدعم النفسي والمادي قدر المستطاع.
  • ماذا عن أنشطة الرابطة؟
  • أقمنا أنشطة متعددة، وأحدثنا ضغطًا كبيرًا على جماعة الحوثي، وتم نتيجة الضغوط الإفراج عن أكثر من ٧٠٠ مختطف في المحافظات. ومن أنشطتنا كذلك الوقفات، والبيانات، والتقارير الشهرية والسنوية، والبلاغات، والإسهام في وقفات احتجاجية مع الجميع، ومساعدة الأهالي، والدعم النفسي للمختطفين المفرج عنهم، والإسهام في تقديم بعض المساعدات الإنسانية لأسر المختطفين بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات الخيرية.
  • لا شك، أن هناك صعوبات وتحدّيات كثيرة واجهت جهودكن، أليس كذلك؟
  • بلى، هناك تحدّيات سأحاول أضعكم في الصورة وعرض بعضها.

أولًا: الوضع الأمني في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وهذه من المخاطر التي تخاف الأسر والناشطات التحرّك بشكل مريح نتيجة المخاوف الأمنية وغيرها، والتهديدات التي نتلقّاها من الميليشيا في مناطق سيطرتها.

ثانيًا: صعوبة التواصل؛ لأن معظم تواصلنا عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وانطفاء الكهرباء، وضعف الإنترنت، وصعوبة الاتصال مع كثير من العضوات يمثّل تحديًا كبيرًا لنا في التحرّك وتنسيق الجهود.

 

ثالثًا: نتيجة ظروف الحرب لم نستطع التحرّك بحرية خارج اليمن، والوصول إلى مجلس حقوق الإنسان وغيره، ولم نستطع المشاركة إلا مرة واحدة بمساعدة الأخوات في مبادرة مسار السلام.

رابعًا: لا يوجد داعمون للرابطة، ونتحرّك بإمكانات ذاتية ومتطوعات من أهالي وذوي المختطفين، وإسناد من الناشطات المؤمنات بهذه القضية، وإن وجدنا مساعدات فإننا نوجهها لأهالي المختطفين والمعتقلين. أما أنشطة الرابطة فلا يوجد أي دعم لها من أي جهة.

خامسًا: التحدّي الجديد الآن هو تفشي فيروس كورونا في اليمن، نحن كأهالي يعترينا الخوف على أبنائنا المختطفين في سجون الميليشيا؛ لأن السجون مكدّسة بالأبرياء، ويمنعون دخول الأدوية إليهم، ولا يوجد بيئة صحية ملائمة ولا نظافة سليمة، ولا أشعة شمس، ولا ماء، ولا غذاء مناسب، وهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض أكثر من غيرهم، خاصة أن جميع أهالي المختطفين لا يعرفون عن أبنائهم شيئًا؛ نتيجة منع الزيارات عليهم، وعدم إدخال الأدوية والمواد الغذائية إليهم.

هذه من الأمور التي يعاني منها المختطفون والمعتقلون بالذات في هذا الوقت الحرج، كما يعاني كثيرٌ منهم من الحُمِّيات، وبدأت تحدث إصابات الكورونا في السجن المركزي في صنعاء، ولم يعرف بذلك إلا بعض الأسر؛ نتيجة لاتصال أبنائهم بشكل غير مباشر.

  • هل للرابطة إصدارات؟
  • نعم
  • ما أبرز إصدارات الرابطة؟
  • مؤخرًا أصدرنا الجزء الثالث من تقرير "أمهات على أبواب العدالة"، وهو تقرير يسلط الضوء على أبرز انتهاكات الميليشيا في ٢٠١٩م، وكان تقريرًا متميزًا جدًا، نرجو من الجميع الاطلاع عليه.

كانت التقارير السابقة أمهات على أبواب السجون ١-٢ توثّق معاناة الأمهات على أبواب العدالة، باعتبار أن هذه قضية إنسانية، والعدالة غائبة عنها، ولم نستطع أن نحقق العدالة للمختطفين، ويتعرَّضون في صنعاء لمحاكمات غير عادلة، وأصدرت الميليشيا بحق كثير منهم أحكامًا جائرة، كالصحفيين وغيرهم من الذين صدرت بحقهم أحكام بالإعدام. أيضًا الانتهاكات التي حصلت في كلية المجتمع في ذمار وغيرها، حيث حوَّلتها الميليشيا الحوثية إلى سجن سِرِّي وثكنات عسكرية، وعرّضت الأسرى والمختطفين إلى الاستهداف، وقتل كثير منهم.

 

  • ضعينا أستاذة أمة السلام على صورة المعاناة التي تعيشها أسرة المختطف في سجون الميليشيا؟
  • طبعًا، معاناة الأهالي والأسر- وخاصة الأمهات- معاناة كبيرة جدًّا، كثير من الأمهات مُتْن وهن ينتظرن خروج أبنائهن من السجون.

في الشهر الماضي توفي آباء لمختطفين، وعندما تسمع الأم أن ابنها يعذب يحترق قلبها أيضًا، وتعيش المأساة ذاتها، وتتعذب معه كل لحظة، لك أن تتخيَّل كيف يتم إهانتها في السجون عندما تنتظر للزيارة والتفتيش والوقوف الطويل أمام أسوار السجون، والمتابعة لقضايا أبنائها، والمعاناة الاقتصادية والنفسية. لا يسعنا الوقت والمساحة لذكر معاناة الأم.  

  • كيف تتعامل ميليشيا الحوثي مع أمهات المختطفين؟
  • بالنسبة للنساء في اليمن كان عندنا قيم ومبادئ تَعُدّ المرأة خطًا أحمرَ لا يمكن أن تُهان أو تعتقل، فذلك من العيب الأسود في أعرافنا اليمنية، لكن ميليشيا الحوثي لا تؤمن بهذه الأعراف والقيم اليمنية الأصيلة. كسر الحوثيون تلك القيم، واعتقلوا النساء وضربوهن، وهددوهن، وهدفهم إسكات صوت المرأة ومنعها من المتابعة بعد ذويها، ولكي لا تتكلم بالحق مارسوا ضدها الإرهاب والتخويف الشديد، وهذا يؤثر على حرية التعبير، وأيضًا يؤثر على قيم العدالة التي ينشدها الجميع.

 

  • كان للمرأة اليمنية دور كبير في مقاومة الميليشيا الحوثية، ولها إسهامات وطنية كبيرة في معركة اليمنيين ضد المشروع الإيراني. هل يمكن إلقاء الضوء على بعض هذه الأدوار؟

 

  • أنا أعدّ الأمهات ودورهن في الرابطة من أروع الأمثلة اليمنية في الصبر والتحمَّل والشجاعة والإقبال لرفض هذه المبادئ التي جاءت بها جماعة الحوثي عقائديًا وفكريًا واجتماعيًا، فقد أثبتن أنهن قادرات على تحمل هذه المشاق والوقوف أمام السجان بكل صبر وشجاعة.
  • ما المخاطر على الأسرة اليمنية (المرأة والطفل) فكريًا وأخلاقيًا وإنسانيًا المترتبة على البرامج الطائفية الحوثي لتوطين الفكر الخميني في اليمن؟
  • هناك مشكلة ستعاني منها الأجيال القادمة، وهي آثار ما خلَّفته وتخلفه جماعة الحوثي من التغييب الفكري والوطني، جروح عميقة في مشاعر الناس جراء تعنيفهم والعذاب النفسي الحاصل للجميع، فالجميع الآن محتاج لدعم وعلاج نفسي في هذه المرحلة، ونسأل الله أن يلطف بالجميع، وإن شاء الله ستتصدّى القوى الوطنية والخيرة لهذه الميليشيا.
  • رسائلك التي تحبين إيصالها عبر المجلة؛ ما هي ولمن؟
  • ندعو الجميع إلى الوقوف مع القضية الوطنية قضية المختطفين والمعتقلين، وأيضًا مناهضة ميليشيا الحوثي، والوقوف ضد مشاريعها بكلِّ صرامة وقوة وشجاعة، فهذه الميليشيا زائلة لا محالة، ولن تبقى على أكتاف اليمنيين.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة المنبر اليمني

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية