×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

روح اليمن وعزم السعودية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

أحمد الصباحي

ليلة 26 مارس 2015م كان اليمنيون قد بلغوا حدَّ اليأس، وضاقت بهم الأرض بعد سيطرة ميليشيا إيران على البلاد شمالاً وجنوباً، وإعلان مسؤول إيراني بشكل فج سيطرتهم على العاصمة العربية الرابعة صنعاء.

هذا الوضع من اليأس كان هو السائد في اليمن كلها، ووصل الأمر إلى مؤسسة الرئاسة بعد القصف الحوثي على قصر الرئاسة، وتمدُّد الميليشيا باتجاه مديريات العاصمة المؤقتة عدن، وعندها كانت فزعة العرب، ووقفة المملكة، وحزم العاصفة، وعزم سلمان، بعد أن أطلق رئيس الجمهورية نداء الأخوة للأشقاء، فتقاصر الزمن أو تلاشى بين النداء والاستجابة، وهو ما يجسّد ويصور حقيقة اللحمة العربية، واستشعار الخطر الإيراني الذي بدأ يقضم الجسد العربي.

لم تكن عاصفة الحزم حدثاً عرضياً أو عملية ثانوية، بل دونّت في سجلات التاريخ المشرق والمشرّف، وجاء في سياق التدخلات المشروعة لإنقاذ اليمن من محاولة التسلل الإيراني عن طريق أدواتها المحلية (ميليشيا الحوثي).

نقف اليوم وفي ذاكرتنا خمس سنوات من العاصفة، وخمس سنوات من الإصرار على استعادة الدولة والكرامة، ولعل بعضنا يندب حظه مستعجلاً النصر، بعد أن شيّد في مخيّلته أن الحرب مجرد أيام معدودة، متجاهلًا طبيعة المعركة وتموضع الخصم وخسّته، واستخدامه المدنيين دروعاً بشرية، واستمرار تدفق تهريب الأسلحة الإيرانية بطرق شتى رغم كل القرارات الدولية، وهذا هو عرف الميلشيا الإرهابية في انتهاك القوانين.

خمس سنوات من العاصفة قدّمت دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ما لا يمكن حصره من دعم للشرعية في سبيل تخليص البلاد من هذه العصابة الباغية المنقلبة على الدستور والقانون والأعراف والدين وقيم الشعب اليمني. لم تكل ولم تمل من العطاء والمساندة على المستويات كلها، بل وسكبت الدماء في نصرة شعب اليمن وتحريره من شرور تلك العصابة.

لم تكن عاصفة الحزم مجرد عاصفة عسكرية لمواجهة العدوان الحوثي، بل كانت عاصفة دعم، وإغاثة، وإعمار، وبناء المؤسسات، وتبني المشاريع الخدمية، كالطرقات والمطارات، ودعم وتوفير المشتقات النفطية، والغاز والكهرباء، والتعليم، والصحة، وإيواء ملايين اليمنيين.

خمس سنوات من التضحية كانت في سبيل استعادة وطن، والحفاظ على الهوية اليمنية العربية الأصيلة، لا يجب أن يكون عامل الوقت وطول المعرفة مدخلًا لأن يصيبنا الوهن الذي بدأ يتسلل إلى بعض من كان في صف الشرعية تحت ذرية تأخّر النصر، بل هناك من تحوّل إلى خصم لدود للسعودية متنكراً كلَّ الجهود التي قدمتها منذ بدء العاصفة وما قبلها، على كافة المستويات العسكرية، والتنموية، والإغاثية، والسياسية، واللوجستية، وسخرت إمكانياتها من أجل اليمن واليمنيين، وتلبية نداء ودعوة الرئيس الشرعي لإنقاذ البلاد.

إن الفئة الغالبة من الشعب اليمني لا يمكن أن تنسى هذه المواقف الصادقة وتلك الدماء الزكية التي سكبت في صحراء مأرب وصعدة والساحل الغربي، وغيرها، فاليمنيون كرام، لا يتنكرون لمن لبّى نصرتهم وقوى ساعدهم في مواجهة خطر جاثم عليهم ويهدد مستقبل أجيالهم.

لا مجال لاستكانة جنود الجمهورية، فهم يعرفون عدوهم، ويعرفون أنهم يدافعون عن هوية وعن أجيال، وعن أمن المنطقة، ويواجهون عدوانًا له أطماعه وأحلامه التي لن تكون سوى سراب.

الطغيان الحوثي لن يدوم، وشعارات التضليل وسياسات المكر والخداع ونكث العهود والمواثيق ستسقط على أيدي أحرار اليمن بمساندة إخوانهم في تحالف دعم الشرعية. وإن حلم اليمنيين بطمس مشروع هذه الفئة الباغية لا يمكن أن يتوقف، وستعود الجمهورية بروح وتضحيات الجنود في الجبهات، وصبر وإباء الشعب في عموم البلاد.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية