×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

النظام التعليمي في بلادنا.. هل يمكن إصلاحه؟!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

  أ. د. داوود الحدابي

من وقت لآخر سواءٌ وأنا في العمل أو في زيارة علمية داخل أو خارج البلاد، أفكر دوماً كيف يمكن بأقل التكاليف تطوير الواقع التربوي في البلاد، كلما قرأت حول تجربة من تجارب العالم أو شاركت في مؤتمر تربوي محلي أو إقليمي أو دولي ينصرف ذهني إلى نفس الرغبة التواقة في إحداث نقلة نوعية في النظام التعليمي بأنواعه وأشكاله ومستوياته.

ولا زلت أتذكر أنه في يوم من الأيام وبعد وصولي لقناعة بأن أهم مكون للتطوير وإحداث النقلة غير المكلفة بشكل كبير هو التركيز على العنصر البشري، والذي يعد مصدر الثروات والنمو والازدهار، ألا وهو الإنسان.

يعد العنصر البشري المتمثل في القيادات والإدارات في جميع مستوياتها، ثم يليهم المعلمون العنصر الأساس في النظام التعليمي إذا اتسم بالكفاءة المهنية والنزاهة وحب المهنة والإرادة ووضوح الرؤية والحرص على خدمة البلاد، بهذا نكون قد حققنا أكبر إنجاز، وخطونا الخطوة الأساسية التي ستتبعها بشكل متسارع إنجازات كبيرة فيما يتصل بجميع مكونات النظام التعليمي وفق أولويات تراها وتقررها تلك القيادات والمعلمون كل في موقع عمله.

ونتيجة لحاسي الكبير ورغبتي الجامحة، فقد قمت بإعداد تصور سريع بحيث نبدأ بأهم مكون للنظام التعليمي في مرحلة التعليم العام وذلك من خلال تدريب وتأهيل مهني للقيادات المدرسية خلال عام بتبني نظام مرن، بعد وضع معاير مهنية وموضوعية لاختيارها، وما هو متوفر في الواقع دون بحث عن المثاليات، ولكن من خلال مبدأ “سددوا وقاربوا” على أن تتم عملية التقويم والتطوير المهني والمستمر لهذه القيادات لاحقاً.

اعتقدتُ أن هذه نظرة مهنية وواقعية وقابلة للتنفيذ، كما أنني أيضاً قدمت مقترحاً عملياً آخر للاهتمام باستكمال تأهيل المعلمين في الميدان، ووضع معاير للمعلمين مستقبلاً حتى يتم رفد المدارس بكفاءات قادرة على القيام بمهمة التعليم والتربية وذلك أيضاً من خال نظام مرن لا يؤثر على عملهم الحالي فهم يمثلون ثلثي المعلمين في المدارس.

وكنتُ سعيداً وفي قمة الفرح أنني قدمت مقترحين لأهم عاملين لنجاح النظام التعليمي كما هو متعارف عليه في العالم، فهذه الكوادر البشرية قادرة من خلال كفاءتها وحرصاً على تطوير التعليم أن تضع الوسائل والأنظمة والآليات لإحداث تغييرات نوعية لتحسن الأداء المدرسي والتعليمي في البلاد، فلم أقدم مقترحاً يتضمن تجهيزات وغيرها من المكونات المكلف تطويرها.

وبعد تقديم هذين المقترحين بصورة عملية مع علمي بإمكانية توفير مصادر للتمويل غير المكلف لتنفيذ المقترح إلا أنني وجدت ترحيباً بالمقترح على المستوى النظري، وكأن شيئاً لم يكن!

تمر السنوات والوضع يتدهور سنة بعد سنة، وأرى أمام عيني إمكانية التنفيذ وإحداث نقلة متدرجة لحل الإشكالات وتحسن الأداء. كان يغيب على من اطلع على المقترحين البعد الاستراتيجي، فلم يكن يفكر بأبعد من يومه، إضافة إلى عدم وجود قناعة حقيقية بالمقترح وإن ظهرت الموافقة ظاهرياً عليه، كما أن تدني مستوى الإدارة لتنفيذه، وأعتقد أن الاعتبارات لمواقع النفوذ في حينه ومراعاة الضغوط من حوله قد يكون أحد الأسباب في عدم تحقيقه.

كم تخسر بلداننا من عدم تبني حلول مقبولة وعملية! ولكن الاعتبارات السياسية والآنية والابتعاد عن الاعتبارات المهنية والموضوعية ومصالح الأمة يجعل المجتمع يخسر الشيء الكثير.

كم يحز في نفسي أن نجد الكثير من المقترحات المهنية والواقعية والقابلة للتنفيذ من العديد من العاملين في ميدان التربية لا تجد طريقها إلى أرض الواقع، أنا على يقن أن الآلاف من أمثالي لديهم الكثر من المقترحات المهنية والحلول العملية لعلاج أمراضنا الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، ولكن لا يُسْمَع إلا لمن يتزلف ويكيل المدح ويقدم نفسه وكرامته قرابين لأصحاب القرار.

متى نجد القادة التربويين الذين ينصتون للحق والمفيد من آلاف المخلصين من التربويين؟ فما خاب من استشار الخبراء

 

المخلصين وما أكثرهم.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية