×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

نحو رؤية لعمل إعلامي وطني

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

د.حسن منصور

 

الرؤية لا يمكن أن تكون علمية وعملية إلا إذا استندت إلى أسس نظرية واضحة، ومنطلقات عملية ممكنة، ويصعب على فرد واحد مهما كانت مؤهلاته أن يضع رؤية بحجم وطن كامل، إلا إذا عمل ضمن جهود مؤسسية تراكمية تفضي إلى تصور واضح، يقدم إجابات تفصيلية عن تساؤلات المستقبل؛ تأسيسا على دروس الماضي ومعطيات الحاضر.

وفي الأسطر التالية يحاول الكاتب أن يضع تصوراً عامّاً، ومقدمة تأسيسية لرؤية إعلامية تنطلق من محددات مرتبطة بأطراف العملية الاتصالية الإعلامية ذاتها.

 

أولا: الإعلام الوطني، ورسالته الجامعة:

ليس المقصود بالإعلام الوطني هنا الإعلام الرسمي التابع لمؤسسات الحكومة الرسمية، وإن كان الإعلام الرسمي جزءاً أصيلاً منه، وإنما المقصود بالإعلام الوطني: هو الجهود الاتصالية والإعلامية الرسمية وغير الرسمية، والتقليدية وغير التقليدية، التي تجتمع حول أهداف وطنية جامعة.

وبهذا المعنى تكون قناة الفضائية اليمنية الرسمية، والناشط الوطني على صفحات فيس بوك، والصحفي والحقوقي والسياسي المؤمن بالقضية الوطنية اليمنية، كلّ هؤلاء قائمون بالاتصال في الإعلام الوطني.

وقبل البحث في الرؤية لعمل إعلامي وطني، ينبغي الاتفاق أولاً على الفكرة الوطنية الجامعة التي يتم من خلالها صياغة الرسائل الإعلامية وبلورة الرؤى والخطط والبرامج، وتنسيق الجهود.

والفكرة الوطنية اليمنية الجامعة في اللحظة الراهنة، هي: استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، والتأسيس لدولة النظام والقانون التي يتساوى فيها كلّ اليمنيين.

 

ثانياً: الإعلام الوطني المقاوم:

من التعريفات المشهورة للإعلام أنه (التعبير الموضوعي عن عقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها)، وفي الحالة اليمنية الراهنة، فالحاجة ماسة لإعلام وطني ومقاوم أيضاً..

مقاوم لماذا؟

مقاوم لكلّ عوامل الهدم التي تستهدف النيل من الفكرة الوطنية الجامعة السالف ذكرها، ومقاوم لكلّ عوامل الهدم التي تستهدف جهاز المناعة الوطني.

ولذلك فإن المعارك الجانبية التي يفتعلها بعض الإعلاميين في صفوف الشرعية ليس لها من تفسير سوى عدم استيعابهم لتلك الفكرة أو عدم اقتناعهم بها في الأصل.

والإعلام الوطني المقاوم – بالمعنى السابق - يهدف إلى تجميع قوى الرأي العام على قناعات وطنية ثابتة غير قابلة للنزاع أو الجدل، وينطلق من التزام الدقة والمبادئ الأخلاقية التي تقوم على إعلام الحقيقة. ويعمل على صناعة وعي مقاوم لدى العسكريين والمدنيين أثناء الحرب وبعدها.

وإعلام المقاومة الذي يسبق المعركة ويرافقها ويستمر بعد انتهائها، ويعمل على تحطيم الروح المعنوية للعدو بوسائل متعددة، ووفق خطة علمية، ويلتقي مع أساليب وتكتيكات الحرب النفسية، هو جزء بسيط من المفهوم الأشمل للإعلام الوطني الذي يصيغ رؤاه الشاملة بما يتجاوز لحظة المواجهة العسكرية الراهنة مع القوى الانقلابية؛ لينطلق في فضاء أكثر اتّساعا تنظر إلى مستقبل اليمن الكبير، وتوسع دائرة الأمل والتفاؤل بتجاوز الأزمة الراهنة، وتحذر من مخاطر الصراعات الهامشية، وتعلي من المصالح الوطنية، وتسلط الضوءعلى النماذج الوطنية الشريفة التي تقدم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية والمناطقية الضيّقة.

وإذا كانت الحرب النفسية نشاطاً دعائياً، أو استخداماً مخططاً للدعاية بكل أشكالها البيضاء والسوداء والرمادية، فإن الإعلام الوطني المقاوم عملية اتصالية شاملة قد تستخدم بعض أساليب الحرب النفسية والدعاية البيضاء، لكنه يتجنب الأساليب الملتوية، ويتحرّى الصدق وعدم تزييف الحقائق، ويتجنب اعتماد المبالغات إلا في نطاقات محدودة وضرورية.

 

ثالثاً: الوظائف التي يؤديها الإعلام:

يؤدي الإعلام بوسائله المختلفة وظائف متعددة، والمقصود بتلك الوظائف الأدوار الإيجابية المتوقعة التي يستفيد منها الفرد والمجتمع، أما الأدوار السلبية فهي انعكاس للخلل الوظيفي الذي ينحرف بالإعلام عن مساره المهني.

ومن بين الوظائف الأساسية للإعلام: الوظيفة الإخبارية، ووظيفة الشرح والتفسير، وتحقيق التماسك الاجتماعي، والوظيفة التعبوية (خاصة في أوقات الحروب والأزمات)، الوظيفة الترفيهية والتسويقية.

وانطلاقاً من ذلك يمكن القول إن "الحفاظ على الجبهة الوطنية الداخلية وتماسكها، وحشد الطاقات والإمكانات لمساندة المشروع الوطني، والتصدي للإشاعات والدعاية السوداء" كلها وظائف وأدوار متوقعة من الإعلام الوطني.

 

رابعاً: الخلل الوظيفي في الأداء الإعلامي:

الخلل الوظيفي يحدث في الأداء الإعلامي عندما تنحرف وسائل الإعلام عن الأدوار المتوقعة منها إلى أدوار أخرى تؤدي إلى نتائج عكسية، وهناك مظاهر متعددة لذلك الخلل، أهمها غياب بعض الوظائف أوالأدوار الإيجابية المتوقعة.

وتصبح وسائل الإعلام (غير وظيفية) عندما تستخدم في التضليل، وعندما ينحصر أداؤها في (التخدير) الذي يتم من خلال إغراق الناس بسيل هائل من المعلومات يؤدي إلى تخدير الجمهور بدلاً من إيقاظه.

 

وفي التأسيس لرؤية إعلامية وطنية ينبغي الانطلاق من فهم الوظائف المطلوبة من الإعلام الوطني بما يناسب احتياجات الزمان والمكان، وتجنب كل عوامل الخلل الوظيفي الذي تكبل الأداء الإعلامي، وتحدّ من فاعليته، وتحرفه عن مساره الصحيح.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية