×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

رؤية لتحصين اليمن من اختراقات إيران الطائفية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

بقلم: الشيخ أحمد بن حسن المعلم- نائب رئيس هيئة علماء اليمن  

اليمن مهدد بالأخطار -بل قد نزلت به فعلاً- وموضع التهديد أنها تعمل على طمس الهوية اليمنية، ويأمل دعاتها أن يحلها محل تلك الهوية، ولو مُكِّن (للحوثيين) فإنهم سيطمسون أهم أركان الهوية اليمنية المتمثلة في العقيدة، الثقافة، التاريخ، السلوك.

 وعلى ذلك فالواجب هو العمل الجاد والسريع على وضع خطة محكمة وشاملة لدفع هذه الأخطار، وغيرها مما يهدد الهوية اليمنية والبدء فوراً في تطبيقها. ومن جوانب تلك الخطة ما يأتي:

1-   سرعة الحسم العسكري؛ لأن البلاد في ظلّ الحرب المستعرة ستظلّ منفلتة ومفتوحة لكلِّ حامل فكر أن ينشر فكره، وكل صاحب مشروع أن يسوّق مشروعه ولا يحول بينه وبين ذلك رادع قانوني ولا أمني ولا أخلاقي. وأكبر دليل على ذلك ما فعله الحوثيون ببعض أنصار علي عبد الله صالح؛ حيث سلّم صالح أنصاره لهم؛ فاستطاع الحوثيون أن يحرفوا ولاءهم، ويغيروا قناعاتهم، ويحولوا مسارهم بواسطة الدورات المكثفة، والتوعية المستمرة، والشعارات البراقة، وغيرها.

وفعلوا مثل ذلك مع من اختلطوا بهم من فئات الشعب؛ فتحوث بعض أهل السنة، وأصبحوا يقاتلون أهلهم وإخوانهم في صفوف أعدائهم التاريخيين.

فمطلبُ الحسم العسكري هو أول المطالب وأولاها؛ لأنه سيشلّ أركان البغاة الخارجين على الأمة، وينهي قوتهم، ويسكت صوتهم، ويقضي على جميع أدواتهم التي يعملون من خلالها على طمس الهُوية اليمنية إضافة الى قتل اليمنيين وتشريدهم وإهلاك حرثهم ونسلهم.

2-   التعجيل ببناء مقومات الدولة في كلّ ما يتم تحريره من أرجاء الوطن أولاً بأول، فلابدّ من إعادة تأهيل أجهزة الدولة، من أجهزة أمن بمختلف مسمياتها، وأجهزة قضاء، ونيابات عامة، وسجون وإصلاحيات، في الوقت نفسه الذي تؤهل فيه مرافق الصحة، والتعليم، والخدمات العامة.

3-    تدارك التعليم وإنقاذه مما حلّ به في جانبه المادي والمعنوي، ففي الجانب المادي ترممّ الجامعات والمدارس والمعاهد، ويرد الاعتبار للمعلمين، ويعوضون عما لحقهم من ضرر، وتعاد طباعة المناهج على ما كانت عليه قبل حدوث الفتنة.

وفي الجانب المعنوي يزال ما لحق بالمناهج من تحريف، مع إزالة ما علق بعقول ونفوس التلاميذ من مفاهيم مغلوطة بثّها الروافض عبر وسائلهم المختلفة، وتنقية الجامعات والمعاهد والمدارس من دعاة الرفض ومروجي الفتنة، وإبعادهم عن الوصول الى الطلاب، وكفّ شرّهم عن المجتمع.

4 - إصلاح الإعلام وتسخيره لما يحفظ الهُوية، ويعزز الانتماء، ويرسخ القيم، وفق استراتيجية واضحة وملزمة لسائر الجهات الإعلامية والأفراد.

5 -   إحياء دور قطاع الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد، ودور التوجيه المعنوي بالجيش والأمن، وفق استراتيجية كما وصفنا في الإعلام، تتولى جانبي التصفية والتربية، وتجريف ما بثّه دعاة المليشيا من أفكار وشبهات سمموا بها عقول الناس وغالطوهم بها وأقنعوهم بأنها هي الحقّ، وهي الشرع، وهي الوطنية الخ. وفي الوقت نفسه تقوم الأجهزة التوعوية والإرشادية بغرس المفاهيم الصحيحة وتثبيتها في النفوس، وتربية الناس عليها كمشروع وطني استراتيجي، لا كنافلة من النوافل تُعطى من فضلة الوقت والجهد والمال.

ودعوة جميع الجهات التوعوية من مراكز وجمعيات وهيئات ونوادٍ إلى تبني تلك الاستراتيجية والسير في ضوئها.

 

ومما ينبغي أن تستحضره الاستراتيجية، وتجعله من أولى أولوياتها القضاء على ثقافة} من يزيد نعطه ما يريد{، ثقافة عبادة المصالح الشخصية من الأموال والمناصب وما في معناها.

ويجب أن تُستل من النفوس والضمائر ثقافة بيع الذمم و الارتهان للأعداء والخصوم لقاء حطام حقير من مالٍ أو منصبٍ تلك الثقافة التي سنّها في العرب أبو رغال، وعُرفت به، وصارت عاراً وشناراً عليه إلى يوم القيامة.

6 – الالتزام بالمنهج العلمي والدعوي -كإطار مرجعي- للمدرسة العلمية اليمنية ذات الخط الوسطي المعتدل المشهود لها دولياً على مستوى العالم الإسلامي بل العالم أجمع، الذي لا تكاد تخلو مكتبة مركز من مراكزه العلمية ولا جامعاته الشرعية من كتب تلك المدرسة كمراجع موثوقة ومناهج علمية لكلياته ومعاهده الشرعية، في التوحيد، والحديث، والتفسير، والفقه، واللغة، وغيرها من الفنون.

إن من حقنا -معاشر اليمنيين- أن نفاخر بمدرستنا تلك، وأن نجعل من نتاجها العلمي والفكري مع نتاج مثيلاتها من المدارس السنية السلفية منهجاً لنا نضبط به سيرنا، ونحصّن به أجيالنا، وندحر به شبهات من يريد اختراق صفنا، وطمس هويتنا، وإضلال شبابنا، وفتنة أجيالنا من أي جهة كان.

من نتاج مدرستنا المعتمدة على الكتاب والسنة يجب أن تصاغ مناهج تعليمنا وتوعيتنا وبضوابطها يضبط إعلامنا وتوجيهنا المعنوي وإرشادنا الديني.

خاتمة

هذه في نظري أهم بنود الخطة التي يجب أن نعجل بإعدادها وتنفيذها، لكن لن يتسنى لنا تحقيق ذلك إلا بشرط مهمٍّ ومهم للغاية، وهو اجتماع كلمة اليمنيين، ورصّ صفوفهم، ونبذ الفرقة والخلاف فيما بينهم، وتوحيد مواقفهم تجاه مصالحهم العليا، ودفع المخاطر الكبرى المحدقة بهم، وذلك على قاعدة: }الثبات على المبادئ والاتحاد في المواقف{ أو بتعبير آخر}لا يلزم للاتحاد على قضايانا الكبرى أن نتفق في تفاصيل قناعاتنا{، ويلزم لذلك:

1-   التجرّد عن جميع الأهواء والاعتبارات والمصالح الضيقة المتعارضة مع المصالح العليا للأمة.

نبذ التعصب المذهبي، والحزبي، والقبلي، والمناطقي، وكلّ ما هو من قبيل دعوى الجاهلية. 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية