وقف العالم مذهولًا وهو يستقبل العام 2005، الذي جاء مصطحبًا معه جهاز نشوان باراساوند، الذي أحدث دويًا في مجال تكنولوجيا الطب.. حيث عُدّ بمثابة البشرى والهدية الإلهية لمرضى تصلب الشرايين الذين أعيتهم الحياة بسبب مرضهم والعلاج بالتدخل الجراحي وما يرتب عليه من آثار جانبية تهدد المريض مدى الحياة؛ ولكنه ـ أي التدخل الجراحي ـ كان ـ في جميع أنحاء العالم ، ولا يزال يعد في كثير من الدول ـ الوسيلة الاضطرارية لإنقاذ حياة المريض من خطر الموت.. فالشرايين قد تتصلب جدرانها، وهذا يؤدي إلى فقدان جدران الشريان لمرونته وبالتالي تقل حركة الدم فيه فيضعف أداؤه، فيلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي باستئصال الشرايين المتصلبة واستبدالها بشرايين صناعية.. ولكن بفضل جهاز نشوان باراساوند ـ التقنية الآمنة والأقل كلفة والمتفق بأنها لا تترك أية أعراض جانبية، بحسب دراسات أجريت عليها ـ تخطى الأطباء في كثير من الدول المتقدمة الإجراء الجراحي، حيث يوضع مجس الجهاز على العضو المصاب فيصدر نوعًا من الموجات تعمل على تحسين الشرايين وتقلل الترسبات عليها ويعود العضو إلى وظيفته بعد عدد من الجلسات. وقد اُعتمد هذا الجهاز في جميع مشافي دولة المجر ومستشفيات الدول الصناعية والعظمى كجهاز أساسي لعلاج هؤلاء المرضى.

أعلنت لجنة التحكيم الدولية لاتحاد المخترعين أن ما قدمه خالد نشوان يعد  أفضل اختراع دولي في مجال الطب الحديث، وبهذا استحق براءة اختراع عام 2006، وكذلك علامة الجودة الدولية، ومنحته هيئة التصنيف والمعايير الطبية المجرية  شهادة الجودة الطبية.

 يعود اسم الجهازـ وشهرته إلى مخترعه العالم والطبيب خالد عوض صالح نشوان، الذي لديه العديد من الاختراعات الطبية الأخرى، أبرزها - وهو لا يقل أهمية عن جهاز باراساوند، والمسجل رسميا ـ جهاز نشوان بينكيلي ـ لعلاج آلام المفاصل.

 وقد لُقب بفارس المخترعين برتبة ضابط، وهو أول عالم عربي يُمنح هذا اللقب ويحصل على ميدالية ماري كوري العلمية عام 2005ـ  والتي تعد ثاني أكبر جائزة علمية عالمية بعد جائزة نوبل ـ، كما أنه مُنح ما يقارب بضعًا وعشرين ـ أو يزيد ـ جائزة عالمية مشهورة.

  وجاءت شهادة رئيس الاتحاد الدولي له متوجة سلسلة جوائزه. فقد شهد له بأنه مفخرة لليمن والمجر واتحاد المخترعين، حين أصر د.خالد على تكريمه بوسام فارس المخترعين بأن يكون باسم بلاده وبفضله حصل اليمن ـ الدولة العربية الوحيدة ـ على عضوية في المنظمة الدولية للمخترعين بين 86 أعضاءً آخرين.

 لم يبدع نشوان في المجال الطبي فحسب؛ لكنه اغترف من علوم اللغة العربية الكثير، فألف عددًا من الكتب الأدبية باللغتين العربية والمجرية، منها: كتاب (أتيت من أرض ملكة سبأ)، وقد ألف  ثمانية كتب عن 8 دول عربية كان لليمن والسعودية منها نصيب ، وكان واحدًا من الكتّاب الذين شاركوا في تأليف كتاب جامع للأدباء المجريين، وحصل على جائزة الأدب المجري للعام 2001، وقد ضُم كعضو فخري في اتحاد المبدعين العرب.

غريزته في مجال الأعمال وقدرته القيادية أهلته ليشغل العديد من المناصب، فقد عين رئيسا للعلاقات الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، والمنسق العام للاتحاد الدولي للمخترعين، ومفوض الشرق الأوسط ورئيس اتحاد المخترعين اليمنيين، ورئيس إدارة شركة تلمد المحدودة ومجموعة نشوان الطبية، ومؤسس مؤسسة سبأ من أجل الحضارات والمواهب.

  لم يذهب سدىً ما تعهدت به اليمن واستثمرته من جهد ووقت لتنشئة ابنها خالد، فلديه الكثير من المواقف والأعمال التي  تشهد بعميق حبه لليمن، وهويته اليمنية خير برهان حيث إنه ما زال محافظا عليها رافضا جميع عروض الجنسيات الأخرى المقدمة له. وقد تحدث بقلب يضج بولاء ووطنية :(لن ندير ظهورنا نحو أوطاننا، ولو كلفنا ذلك خسارة الفوز بلقب ما أو تكريم. فلا تكريم إلا تكريم الوطن ونحن نأتي بعده، فأنا أدين لبلدي اليمن الموحد بالكثير؛ حيث نهلت بداياتي العلمية في بلادي، فهناك الأساس والبداية، فالهدف دومًا هناك في اليمن السعيد). فأنعم بابن اليمن خالدا، وفي بطنها من أمثاله الكثير