بقلم/ كاملة ياسين القطيبي
عضو مؤتمر الحوار الوطني
فاطمة أحمد عبد الله العاقل، ولدت بداية الستينيات في القرن الماضي في عدن، أصلها من البيضاء، إحدى سبع بنات (الكبرى)، وُلدت مصابة بالمياه الزرقاء، أراد أبوها تعليمها هي وأختها زينب؛ فانتقل إلى مصر، والتحقت فاطمة بالمدرسة، وعندما وصلت الصف السادس لم تكن قادرة على الرؤية، وكانت أمها تقوم بمساعدتها مع إخوتها في ترتيب وتسطير الدفاتر. كانت فاطمة محبة للقراءة جداً لدرجة أنها كانت تظلّ لمدة ثمان ساعات متواصلة تقرأ باستخدام عدسة كبيرة. التحقت بإحدى ثانويات القاهرة للكفيفات، ثم درست الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وخلال هذه الفترة فقدت بصرها تماماً.
بعــــد أن تخرجــــت مـن الجامعة عادت إلى اليمن لتبدأ رحلة الكفاح، شعر والدها بما قد يعترضها من صعوبات؛ فعرض عليها أن تعمل لديه براتب مغري، لكنها رفضت ذلك، ثم عادت إلى مصر، ودرست في مدرسة المكفوفين لمدة ست سنوات.
أول معهد للفتيات في اليمن
عادت فاطمة إلى اليمن، وعملت مشرفة اجتماعية في مدرسة النور للبنين، فلاحظت غياب الفتيات عن هذه المدرسة، فقررت فتح معهد خاص للفتيات، وتقدمت لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 1994م بطلب فتح هذ المعهد، لكن الوزارة اعتذرت لعدم وجود إمكانيات.
لم تيأس فاطمة العاقل بعد أن رفضت الوزارة طلبها؛ فقد وجدت متبرعا بالمبنى، ثم سافرت إلى السعودية فتلقت متبرعاً للمعهد من أقاربها، وتم فتح المعهد وبدأت باستقبال الفتيات، ويُعدُّ أول معهد علمي للفتيات في اليمن تم تسميته معهد (الشهيد فضل الحلالي) 1995م، وكانت فاطمة العاقل أول مديرة له. أول جمعية للكفيفات ومع تزايد الأعداد والإقبال من الفتيات فكّرت بإنشاء جمعية لتستطيع من خلالها جمع التبرعات؛ لتتمكن من الاستمرار؛ فأنشأت جمعية الأمان لرعاية الكفيفات بتاريخ 6-5-1999، وهو عبارة عن مبنى ضخم جداً، مزود بكافة الأجهزة المتطورة، وتبنّت فكرة بناء بيوت للكفيفات.
ومن القصص التي كنت شاهدة عليها: طفلة كفيفة عمرها سبع سنوات، عانت أسرتها من التشتت بسبب الطلاق بين الأب والأم، فقامت الأستاذة فاطمة العاقل ببناء بيت لهذه الطفلة الكفيفة، وجمعت أخواتها من أمها وأبيها، ووفرت لهم فرص عمل بشكل رائع، وأصبح من لديه فرصة عمل يصرف على إخوته اللذين يدرسون، على الرغم أنهم غير أشقاء.
من إنجازات فاطمة العاقل:
1 - فاطمة العاقل أول من تبنت بناء بيوت للكفيفات.
2 -تبنت طباعة الكتب والمقررات الدراسية بطريقة برايل لطلاب المرحلة الأساسية والثانوية والجامعية للمكفوفين والمكفوفات.
3 -من إنجازاتها الضخمة والكبيرة جداً، والذي كان حلماً من أحلامها طباعة القرآن الكريم بطريقة برايل؛ ليكون المصحف في متناول المكفوفين، ويستطيعوا بذلك ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
4 - بناء سكن للطالبات المكفوفات في كلٍّ من إب وتعز وصنعاء، ووفرت المواصلات الخاصة التي تأخذ الطالبة من السكن إلى المدرسة والعكس، في إطار خطتها في دمج الكفيفات بالمجتمع.
5 - أسست مؤسسة خذ بيدي للصم والبكم والمعاقين حركياً عام 2009م.
كانت تقول: أتمنى لو كان اليوم 48 ساعة، وليس 24 ساعة.
توفيت يوم الخميس 12يناير 2012م.
