×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الشيخ عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف ..عَلَمٌ بين ركام النسيان

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 د. محمد أبوبكر شوبان

                       أستاذ الأدب العربي جامعة عدن

 

 

  عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف شخصية مرموقة: فقيه، عالم، أديب، مصلح ومؤرخ، ما كان لعالم النسيان أن يحتويه أو أن تهيل عليه يد النسيان التراب؛ لأنه هامة وقامة سامقة تستعصي على رياح الزمن أن تنال منها، وأنَّى لها ذلك، والعود الهندي يفوح في جوانب مجالس الكندي، وبضائع التابوت تسجل من حضر من علماء ورموز حضرموت...كيف وهو العامل بعلمه وتميز عن غيره .. كيف وديوانه الجزل اللفظ الممتع المعنى يسجّل حضوره عند العلماء والساسة والأدباء كواحد من أهم وثائق التنوير والإصلاح والتاريخ، تجد فيه متعة اللفظ، وحلو الخطاب، وفائدة المعنى ..

 لا يمكن لإنسان أعطى فكره وأدبه لقضايا الوطن والأمة أن تطوي صفحاتِه يد النسيان،  وإن تجاهله الشامي في (قصة الأدب في اليمن)، أو هلال ناجي في كتابه (شعراء اليمن المعاصرون)، أو أغفله أبناء بلدته: عبدالله محمد السقاف في كتابه (تاريخ الشعراء الحضرميين)، أو الشيخ  سعيد عوض باوزير، وهو يستعرض بوادر النهضة الأدبية الحديثة ويرصد أعلامها...فكان من حقه أن نحاول نفْض الغبار عن سيرة رجل سجل اسمه بين دفتي كتاب ناصع البياض بوصفه واحداً من أعلام الإصلاح والتنوير، ومن رجال الفكر والأدب.. ولد في (سيئون) في العام 1882 للميلاد، وتولى والده تدريسه.

 انتفع كثيرًا بالعلامة عيدروس بن عمر الحبشي، مارس الخطابة والتدريس، واتّصل بالعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في العالم الإسلامي، منهم: الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- كانت له العديد من المقالات والقصائد في الصحف العربية بمصر والمهاجر الحضرمية، بذل مساعيَ سياسية لمنع التوسع البريطاني في الجنوب فاتصل بالإمامة والخلافة العثمانية لهذا الشأن.

كانت له العديد من المقالات والقصائد في الصحف العربية بمصر والمهاجر الحضرمية، تميز عن أدباء وشعراء زمانه من خلال الالتفات إلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية والفكرية، تحلّى بالروح الوطنية التي ينبثق منها شعاع التنوير والإصلاح. اشتهر بالخطاب الاستنهاضي الذي تنبعث منه الحماسة والصمود وجهاد المحتل البريطاني، يرفض الخطاب المذهبي، ويدعو إلى الاعتدال في الموقف ومحاربة الخرافة والبدع أيّاً كان مصدرها.

يُعدُّ الشيخ عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف واحداً من رواد الشعر والفكر معاً، وواحداً من شعراء البعث والإحيــــــاء في أوائل القرن العشرين في اليمن،  بالنظر إلــى تراثه الفكري والأدبي،  له إسهامات علمية ومؤلفات فكرية وتاريخية وأدبية، من  أبرزها: ديوانه الشعري، و(العود الهندي)، و(كتاب الأدب الذوقي في نقد شعر شوقي)، وكتاب (النجم المضي في نقد عبقرية الشريف الرضي)، و(بضائع التابوت)، و(إدام القوت)، و(تحقيق الفرق بين العامل بعلمه وغيره)، وغيرها من المؤلفات التي أثرى بها المكتبة اليمنية. لم يزل ابن عبيد الله شمساً تضيء وتنير في ظلمات الجهل، ومقارعاً للخرافة والدجل، وجبلاً من جبال العِلْم والصبر، حتى توفاه الله صباح الأربعاء بمسقط رأسه سيئون في الثامن من فبراير للعام 1956م، السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1375هـ، وقد أحدث موته هزة في الديار الحضرمية، تداعت لها البلدان التي انتفعت بعلم وفكر السقاف، وأقيمت مجالس العزاء في حضرموت وفي إندونيسيا وكينيا وغيرها من بلدان العالم الإسلامي .

رحم الله ابن عبيدالله السقاف وأسبل على قبره سحائب الغفران..

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية