×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الشيخ المقرئ محمد حسين عامر .. الصوت المميز في اليمن

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 المنبر اليمني/  خاص

 حين فقد الشيخ محمد حسين عامر -رحمة الله عليه- بصره في الشهر السادس بعد ولادته، لم يكن في مخيلة أحد من أهله أو جيرانه أنه سيحظى بهذا الصيت، وستصبح له هذه السيرة الطيبة، والإنجاز الكبير  في الحياة؛ فغاية ما يُرجا لمن يفقد بصره هو عائلة تقوم على خدمته والصبر على ذلك، لكنه تحول إلى شيخ القراءات السبع في اليمن، بفضل جدّه واجتهاده وحسن تربية والده، الذي عَرَفَ كيف يستغلُّ طاقة ولده، فكان صوت محمد حسين عامر وتلاوته قبيل المغرب في الإذاعات والتلفاز، علامة مميزة، ونكهة رمضانية خاصة، تضفي على رمضان في اليمن وعند اليمنيين أجواء ومشاعر خاصة، ومذاقًا خاصًّا.

 وعلاوة على كون الشيخ محمد حسين عامر مقرئًا، حافظًا، فهو منشد أيضاً، ويُعدّ أول مجدد للإنشاد في اليمن، ومن أبرز المؤسسين لجمعية المنشدين اليمنيين، فهو صاحب الصوت الرخيم والعذب. ما يهلُّ علينا رمضان إلا وهو أول المبشرين بهذا الشهر الكريم، من خلال تلاوته للقرآن، وكذلك التسابيح والدعاء والإنشاد.

ولد الشيخ العلامة محمد حسين عامر عام 1938م في قرية (الظواهرة)، منطقة حيد السواد، مديرية (الحدا)، في محافظة ذمار، ونشأ فيها.

مكث في قريته 9 سنوات، بدأ بحفظ القرآن الكريم على يد والده، ثم اصطحبه أبوه مع أخيه الأكبر (أحمد حسين) - وكان أعمى أيضًا - إلى مدينة صنعاء سنة 1366هـ/ 1947م، فدرسا القرآن الكريم، وحفظ الشيخ محمد حسين عامر القرآن وهو في العاشرة من عمره؛ في مدة لم تتجاوز السنة وأربعة أشهر.

ثم درس علوم القرآن الكريم على يد عدد من العلماء، كالشيخ (حسن شندف)، والشيخ (عبد الله الطائفي)، والشيخ (حسين مبارك الغيثي)، والشيخ (العزي الجنداري)، والشيخ (أحمد بن حسين الخولاني)، ثم انتقل إلى مدرسة (دار العلوم)؛ فدرس فيها علم القراءات السبع، ومن شيوخه فيها: الشيخ (حسين الجلال)، والشيخ (محمد علي الأكوع)، ثم انتقل بعد ذلك إلى المدرسة العلمية، ودرس فيها بعض المتون، مثل: متن الأزهار في الفروع، ومتن الآجرومية وقطر الندى في النحو، وغيرها من العلوم، وقد أخذ العلم على يد الشيخ (علي الطائفي)، والشيخ (حسين الغيثي)، وغيرهما من العلماء الأجلاء.

ثم عمل في تدريس  القرآن الكريم، وأسس عددًا من مدارس التحفيظ في جامع (النهرين) في مدينة صنعاء وفي غيره من الجوامع والمساجد، وأسس مدرسة للقراءات السبع، خاصة قراءة نافع. وقد تأثر بتلاوة المقرئ (يحيى الحدائي) إمام جامع المظفر بتعز، وحاكاه في التلاوة ونبرات الصوت، وتفوق على القرّاء، وتميز بنبرات صوتية غير مسبوقة. تخرج على يديه كثير من حفظة القرآن، من أشهرهم المقرئ (يحيى الحليلي)، والعديد من طلبة العلم والمنشدين.

كانت حياته حافلة بالعطاء وخدمة العلم، واشتهر مقرئًا من خلال إذاعة وتلفزيون صنـعاء، وعدد من الإذاعات اليمنية، وعبر أشرطة الكاسيت التي انتشرت، وصار بعد ذلك من أشهر المقرئين اليمنيين. وفي بداية الستينات بدأت إذاعة صنعاء بالنقل المباشر لصلاة الفجر يومياً من الجامع الكبير بصنعاء طوال شهر رمضان المبارك؛ فكان صوته العذب يدوي في مآذن صنعاء، وما زالت حتى اليوم تسجيلات صوته تتردد في الأفق.

عُرف الشيح محمد حسين منشدًا دينيًا في الإذاعة والتلفزيون كذلك. أصيب بالمرض، وظل يعاني منه حتى مات في مدينة صنعاء يوم السبت 15 من رمضان 1419هـ.

 

 توفي الشيح محمد حسين عامر وترك في نفوسنا فراغاً وأثراً بالغاً، وحزن عليه اليمنيون جميعهم؛ لما كان يتمتع به من حب جماهيري.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية