×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

عالم في سطور .. العلامة الغاراتي

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

 

  

 

د. عبدالله بن غالب الحميري

 

 

الشيخ العلامة القاضي: عبدالجبار بن مهيوب بن شرف بن مجاهد بن صلاح الغارتي نسبًا، العباسي منشأً، الشافعي مذهبًا، ولد -رحمه الله- في عزلة بني عباس، مديرية المواسط، محافظة تعز سنة ١٣٥٥ هجرية.

من ألمع أعلام تعز في العلوم الشرعية، واللغة، والقضاء، والدعوة والإرشاد، وأحد أبرز تلاميذ العلامة: محمد بن سالم البيحاني. تعددت مشاربه العلمية في الفنون والسلوك؛ نظرًا لتعدد شيوخه في أعرق مدارس اليمن (زبيد) و(عدن)، وتعددت محفوظاته ورحلاته في الطلب والتلقي، وحظي بشهرة واسعة في تعز، وحصل على كثير من الإجازات العلمية، وتقلّد الأوسمة والشهادات التقديرية والجوائز التكريمية من جهات كثيرة، وترقى في السلّم القضائي حتى صار عضو المحكمة العليا بصنعاء، وعضوًا في جمعية علماء اليمن.

وكان له القدح المعلى في الخطابة والبلاغة والبيان والقضاء والفتوى.

أورد له نجله المهندس: محمد عبدالجبار مهيوب، ترجمة حافلة، ذكر فيها من تعدد شيوخه ومحفوظاته ورحلاته العلمية ما ينم عن عظيم همته، وعلو شأنه، وتعدد المواهب التي لم يصل كثير من معاصريه إلى عشرها.

وكانت دروسه اليومية التي يتلقاها عن شيوخه تصل إلى ١٢ درسًا؛ ومحفوظاته تجاوزت ذلك بكثير، من المتون المختصرة والمطولة!!

واشتغل الشيخ بالتدريس والخطابة منذ وقت مبكر، والبداية كانت من عدن التي أمضى فيها ١٦ عامًا، طالبًا، ثم معلمًا في المدرسة التي أنشأها الإنجليز، وتسمى مدرسة النصارى؛ ثم عمل مؤذنًا وإمامًا وخطيبًا لمسجد حسين، في حارة حسين بكريتر، ليعود منها مطاردًا من الاستعمار البريطاني، بعد مشاركته زملاءه الأحرار في وضع أولى لبنات الثورة ضد المستعمر الإنجليزي، ليستقر به القرار في مدينته الأولى تعـز، مدرسًا في معهدها العلمي، ثم في مسجد الدعوة بباب موسى، الذي ظل إمامًا فيه وخطيبًا ومدرسًا حتى قبيل وفاته.

وقد انتفع بالشيخ كثير من طلاب العلم، وعامة الناس، من خلال حلقاته القرآنية، تلاوة وتفسيرًا، ودروسه الفقهية في الفقه الشافعي والفقه المقارن، وفنون العربية.

وعندما رُشِّح الشيخ للقضاء والتحق بسلكه، ظلَّ يتردد بين تعز والمعهد العالي للقضاء في صنعاء لأكثر من ثلاث سنوات، حتى تخرج في دفعة العشرة الأوائل منه بدرجة امتياز!، وكان للشيخ في مسجده سنة سنوية حميدة، جريًا على هدي شيوخه الشوافع في زبيد وعدن، وهي: قراءة صحيح البخاري كاملًا، يبدأ في غرة رجب، ويختتم في آخر شعبان؛ يحضرها علماء وقضاة وطلاب علم وعامة، وقد أدركت ذلك في بداية الطلب، ما بين ١٤٠٠- ١٤٠٤هـ تقريبًاـ وكان -رحمه الله- أول من فتح الله به مداركي العلمية ورحلتي في طلب العلم، وأول من حبب إليّ العلم، فحفظت على يديه -وأنا بحدود الثانية عشرة من عمري- متن الآجرومية كاملًا، وفن التجويد، وجزءًا  كبيرًا من متن الزبد.

وتعلَّمت في حلقته القرآنية بعد صلاة الفجر، التجويد، وما تيسر من حفظ القرآن، ولازمت دروسه في شرح الزبد، والفقه الميسر، وشرح الآجرومية، وغيرها، حتى ارتحلت من عنده، وزهدني مَن زهدني فيه!

وقد عرف عن الشيخ شجاعته في قول الحق، وإنكاره ما يفعله الجهال عند الأضرحة من الشركيات، وكان قويًّا في التصدي للفساد الاجتماعي، والأفكار المنحرفة، وعرف بتواضعه، وكرم نفسه، ودماثة خلقه، وتقبّله للنصح.

توفاه الله عن عمر بلغ ٨٤ عامًا، في يوم الجمعة، ٢١ من شهر صفر لعام ١٤٣٩ هجرية الموافق ١٠نوفمبر ٢٠١٧ م.

 

 

 

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية