×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

قاضي الدولة القعيطية.. العلامة عبدالله بن عوض بُكَيْر

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

الشيخ أحمد بن حسن المعلم     
نائب رئيس هيئة علماء اليمن

تزخر حضرموت بأعلام تركوا بصماتهم الطيبة في تاريخ المنطقة واليمن، وأسهموا في بذل الخدمة والمعرفة والخير للناس.

في هذا العدد نقدم أسطراً من حياة علم من أعلام حضرموت في القرن الرابع عشر الهجري، العشرين الميلادي؛ إنه القاضي العلامة عبدالله بن عوض بُكَيْر؛ رئيس القضاء الشرعي، وعضو مجلس الدولة في السلطنة القعيطية بحضرموت.

ولد في مدينة غيل باوزير سنة 1314هـ، وتعلّم في بعض الكتاتيب مبادئ القراءة والكتابة، ثم تتلمذ على يد العلامة عمر بن مبارك بادباه المتوفى سنة 1367هـ، والشيخ عمر بن سالم باوزير في غيل باوزير، والشيخ علي بن محمد الحبشي المتوفى سنة 1333هـ بسيئون، وبعد إتمام تعليمه رجع إلى بلده غيل باوزير؛ فاشتغل بالإمامة في بعض مساجدها، واشتغل بالتدريس وتعليم العلم حتى اشتهر، وذاع ذكره. وفي سنة 1356هـ عيّنه السلطان عمر بن عوض القعيطي رئيسًا للمجلس العالي للقضاء ورئيسًا للقضاة الشرعيين بحضرموت، فأصلح القضاء، ونظّمه تنظيمًا لم يعهد في أي دولة من دول المنطقة آن ذاك؛ فقد جعل القضاء مراتب، وأنشأ أجهزة رقابة وتقييم للقضاة، وحدد مصادر الأحكام الشرعية، وذلك بالأخذ بالمعتمد من مذهب الشافعي، إلا في مسائل محددة أخذوا فيها بأقوال بعض المذاهب الأخرى، وأقوال بعض المجتهدين من العلماء.

كان -رحمه الله- يتولى الأمور الشرعية في السلطنة، وإليه يرجع السلاطين ومسؤولو الدولة وتجار البلد فيما أشكل عليهم، وكان يحتسب على السلطان فمن دونه، حريصًا على السُّنّة، غيورًا عليها، يدافع عنها بعلمه وسلطانه. ألَّف عددًا من الرسائل، معظمها في تصحيح بعض المفاهيم ونقد بعض الانحرافات، منها: تطهير الفؤاد من سيء الاعتقاد، ورفع الخمار عن مثالب المزار، والسيف القاطع في صون المسجد عن الدف رغم أنف المنازع.

وبعضها في الفقه، مثل: نسيم الحياة شرح سفينة النجاة.

وبعضها في حلّ بعض المشكلات وعلاج بعض النوازل مثل:حل القيد عما استعصت معرفته على باجنيد، والجواهر المبثوثة في تعلّق الدين بالحقوق والمنافع الموروثة

وكان نشطًا في متابعة المستجدات، واتخاذ المواقف إزاء بعضها عبر الصحف المتوفرة في وقته، وعُرف عنه أنه انفتاحه على العالم الإسلامي؛ سيما مصر والمملكة العربية السعودية، وقد رأيت له رسائل متبادلة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهما الله- أكثرها يتعلّق بترشيح بعض الطلاب للجامعة الإسلامية، كما رأيت له مراسلة مع شيخ الأزهر –رحمه الله-.

وكانت له عناية فائقة بتأهيل القضاة؛ حيث ابتعث عددًا من الطلاب إلى السودان للدراسة في كلية الشريعة بجامعة الخرطوم، وعاد بعضهم في عهده، وتسلموا مناصب قضائية في آخر عهد الدولة القعيطية.

وقد تخرج بالشيخ عدد من التلاميذ، كان لهم إسهام جيد في القضاء والتعليم والدعوة، من أبرزهم ابنه القاضي العلامة عبد الرحمن عبدالله بكير، والعلامة عبد الله محفوظ الحداد، والقاضي محمد رشاد البيتي، والقاضي العلامة علي محمد مديحج، والشيخ المعمر عبد الله الناخبي، وكلّهم قد توفوا -رحمهم الله-، عدا السيد علي مديحج -متعه الله بالصحة والعافية وأحسن له الخاتمة-

إسهامات علمية وخدمات اجتماعية قدمها شيخنا -رحمه الله- للبلد، لكن حكام حضرموت إبان حكم الجبهة القومية والحزب الاشتراكي واجهوه بالإقصاء والتهميش والحجر عليه في منزله حتى مات -رحمه الله- صبيحة يوم الاثنين، السابع عشر من جمادى الآخرة سنة 1399هـ.

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية