مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

عن تجربة تعز في بناء الهوية الوطنية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

ما قدمته تعز للوطن الأم خلال نصف قرن مضى، هو تجربة فريدة يمكن البناء عليها، حيث ينطلق تفكير «التَّعِزِّي» إلى مشروع الوطن الأم وبناء دولة الشعب، وليس بناء العصبيات القبلية أو السعي إلى تقسيم البلاد إلى دويلات ومشيخات وكانتونات.

راجعوا تاريخ تعز ورجالها، ستجدون محافظة لا تعيش إلا في كنف الدولة، ولا يفكر رجالها إلا بالمشروع الوطني الجامع.. اقرأوا تاريخ آل النعمان، والأصبحي، وحاميم، والشرجبي، وعثمان، وعبدالغني مطهر، وعلي محمد سعيد، والجناحي، وعبدالرحمن العريقي، ومحمد قائد سيف، وسعيد فارع، وصوت أيوب المغرد في كل بيت يمني، وغيرهم، لم يتملك أياً منهم نزعة مناطقية، أو مذهبية، أو تفكير شخصي، أو جهوي، حتى ثوارها لم تقيد أحلامهم إلا حدود الأسوار الخارجية لليمن، أما تراب الوطن فهو سجادة النضال، ومحراب العمل الوطني.. عودوا واقرأوا دور عبد الفتاح إسماعيل وعبود الشرعبي في مقاومة الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن.

كانت ثورة 26سبتمبر1962 نواة لمشروع وطني جامع يبدأ بإسقاط سلطة الكهنوت الإمامي، وهدم ميراث من التمزق والعنصرية المذهبية عمره ألف عام، إذْ لم يترك أئمة اليمن أي نسيج اجتماعي موحد ومتآلف، فهذا الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم يؤلف كتاباً بعنوان « إرشاد السامع إلى جواز أخذ مال الشوافع» وصولاً إلى الكهنوت محمد المطاع الذي أفتى في يناير2016 بوجوب الاصطفاف مع الحوثي في قتال أهل تعز وسلب أموالهم!!.

في ثورة 26سبتمبر وقف الأحرار في مواجهة موتٍ متخثرٍ في الحلوق منذ قرون طويلة، ورفعوا ستارة ظلم وظلام عمرها ألف عام، حتى تمكن اليمني من مغادرة عزلته ورؤية العالم واكتشاف ما حوله، ولابد أن الجميع قد قرأ كيف كان الأجنبي القادم إلى اليمن يقف عند حدود المنفذ البري أو البحري لأيام حتى تأتي موافقة خطية من الإمام تسمح بدخوله، وبعد شهور من صعود أول إنسان إلى سطح القمر، كان الإمام أحمد يحكى للناس أن الأرض معلقة بقرن ثور، وأن الجن هم من يحركون كرسيه الهزاز، ويخبئ مذياعه في كومة الملابس ويرعبهم أن الجن تتحدث إليه!!.

لقد كانت ثورة الـ26 من سبتمبر من أكثر الثورات جرأة في التاريخ الإنساني ذلك أنها لم تذهب لإسقاط نظام حكم سياسي فقط، بل نظام حكم يعتقد أنه يستمد مشروعيته من الله، وأن كل ما يفعله يتسق مع إرادة الله في خلقه.. عودوا إلى كتب التاريخ لتعرفوا كيف سرقوا الأرض والإنسان والعقول وحرية التفكير، منذ أن وطأت أقدام يحيى بن الحسين الرسي أرض اليمن، اقرأوا عن 45 حرباً شنها ضد القبائل لأنهم خالفوه في الرأي، وعن قتاله لأهالي بني الحارث وجَدِرْ وصلبهم في جذوع الشجر حتى استأذنت النساء بدفنهم؛ لأن روائحهم آذت القرية، اقرأوا سيرة المتوكل على الله إسماعيل الذي نصحه علماء الزيدية بالتخفيف من قتل اليمنيين ونهب أموالهم، فرد بمقولته الدموية الشهيرة: «لن يؤاخذني الله بما أخذته منهم لكن سيؤاخذني بما تركته لهم».. وإبادة طائفة المُطَرَّفِيْة على يد عبد الله بن حمزة، وطائفة الإسماعيلية وقبيلة الزرانيق على يد الإمام يحيى.

 

وما يفعله عبدالملك الحوثي اليوم هو امتداد طبيعي لتاريخ آبائه وأجداده الكهنة، ولم يشذ عنهم قيد أنملة، يستبيح المال العام ويسترخص دماء الناس، ويهدم مؤسسات الدولة، ويجاهر بعداء وهدم منابر التنوير والتثوير «المدارس والجامعات والمساجد»... وفي موازاة ذلك تقدم تعز نموذج لليمني الجسور الذي قهر الطبيعة وحول الجبال القاسية إلى مدرجات خضراء، فحولوا تعز إلى لوحة استثنائية في الوطنية، ووحدة النسيج الاجتماعي، حتى أصبحت ساحة معركة وطنية يتقاطر إليها الوطنيون الأحرار من كل اليمن، وهذا امتداد طبيعي لصنائع رجالها في كل اليمن، تماماً كما تفعل مأرب اليوم، عاصمة التاريخ ومهد البطولات.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية