مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الحوثي وطعن الحوار من الخلف!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

أحمد الصباحي     

يخطئ من يظن أن جماعة الحوثي بإمكانها أن تتعايش مع الآخر وتدخل في حوار جاد مع من يختلف معها فكرياً أو سياسياً أو عقائدياً، فما عشناه في اليمن منذ بداية تمرد هذه المجموعة الطائفية عام 2004  إلى وقتنا الحاضر دليل واضح على قتل الحوثي لفكرة الحوار.

في كل مرحلة من مراحل تأسيس وتطور جماعة الحوثي من جماعة متمردة على الدولة حتى سيطرتها على الحكم بقوة السلاح في 21 سبتمبر 2014 ، خاض اليمنيون بمختلفة فئاتهم حوارات سياسية وفكرية مع هذه الجماعة أغلبها انتهت بالفشل بسبب طعنها من الخلف من قبل هذه الجماعة السلالية، كان الجيش اليمني يدخل في مفاوضات مباشرة مع تلك الجماعة وما إن يتفق الجميع على أطر عامة لنزع فتيل الحرب، حتى تنقض جماعة الحوثي ما تم الاتفاق عليه وتستفيد من عامل الوقت وتعيد ترتيب حساباتها الداخلية وتهاجم من جديد.

شخصياً أحصيت بل وعشت عشرات الحوارات والاتفاقات التي تم التوصل إليها عبر لجان وساطة بين الحوثيين والجيش، وأحيانًا بين الحوثيين وبعض القبائل المناوئة لهم، وكان الجميع يتفق على نقاط واضحة المعالم ويتم التوقيع على محاضر موثقة، ثم ما يلبث الحوثي أن يقوم باستفزازات وعمليات ممنهجة لإسقاط الاتفاق وإن توفرت له القوة المناسبة يقوم بالدعس على الحوار والتقدم عسكرياً.

حدث ذلك في دماج وكتاف وعمران ورداع وذمار وإب وتعز وكل المدن اليمنية شاهدة على انتهاك الحوثي لفكرة الحوار وقتله لمشروع التعايش، ونيته الخبيثة لاستئصال كل من يخالفه في الرأي والفكر والسياسة.

في مؤتمر الحوار الوطني الذي خاض اليمنيون سجالات داخلية فيا بينهم خلال عام كامل للتوصل إلى وثيقة عامة للخروج من الأزمة وبناء الدولة اليمنية الحديثة، كان الحوثيون يشاركون في قاعات الحوار ويضغطون من أجل الحصول على مكاسب سياسية وتحسن الصورة القبيحة للجماعة، وتعنتوا في الكثر من النقاط، وقدمت الأطراف السياسية تنازلات كثرة لصالح الجماعة، وفي النهاية لم يكن دخولهم في هذا المؤتمر سوى تجهيز لـ"البروفا"  النهائية للدمار، عندما حشدوا ميليشياتهم على أبواب العاصمة صنعاء واختطفوا وثيقة الحوار الوطني ومسودة الدستور مع أمن عام الحوار الدكتور أحمد عوض بن مبارك وأكملوا سيطرتهم على العاصمة ووضعوا الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية!

وبعد اقتحام العاصمة صنعاء، وقعت جميع القوى السياسية على ميثاق السلم والشراكة الذي كانت أغلب بنوده لصالح الحوثيين، لكنهم لم يلتزموا ببند واحد من تلك البنود ورفضوا التوقيع على الجانب الأمني والعسكري، وواصلوا اقتحام القرى والمدن وتفجر المساجد والبيوت.

وعندما كانت تصعب عليهم قرية أو مدينة، كانوا يرسلون لجان الوساطة من أجل إعلان التهدئة والتوقيع على اتفاق سلام، وما إن تهدأ أصوات الرصاص حتى يقوموا بترتيب صفوفهم ويرسلون التعزيزات من السلاح  والرجال ويطعنون الاتفاق برصاصة غادرة

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية