مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الحوثيون.. انتهاكات لا تنتهي!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

الخضر سالم بن حليس   

على هتافات (الصرخة) وأغاريد الزوامل الحربية تجمع الحوثيون على أبواب صنعاء، وجدوا الفرصة مواتية على أعقاب دولة هشة تعيش أضعف لحظاتها، وتئن من تركات الماضي العفاشي الأليم، دولة لا تملك من القوة ريحها، ولا من الجيش زهوته، بعد أن تنحى قسراً رئيس تأبط شراً بشعبه، فكان يحوم في الأرجاء بانتظار فرصة سانحة تمنحه التحالف مع الشيطان ضد أبناء بلده، فكأنما تجمع الانتقام في زجاجة واحدة ليتجرعه تلك اللحظات.

استلم علي عبد الله صالح الحكم عام 1978 م وهو نفس العام الذي استلم فيه مهاتر محمد ماليزيا، فأحالها الأول إلى صحراء مقفرة، وأحالها الثاني إلى جنات مبهرة.

ودقت ساعة الصفر فأوحت إيران لأتباعها في اليمن أن الفرصة مواتية الآن، فأطلق الحوثيون شارة البدء بالتهام عمران وقتل حارسها البطل على أبواب مدينتها اللواء القشيبي رحمه الله وتمزيق جثته والتمثيل به، ثم إرسالها إلى صنعاء كرسالة سياسية مفادها "إن هي إلا البداية وذاك مصير منتظر".

 خرج الحوثيون يقودون مسيرات هلامية كاذبة خاطئة، تطالب بإسقاط الجرعة السعرية التي أقرتها حكومة باسندوة، وسرعان ما عرف الجميع أن تلك المسيرات إنما كانت ديكورًا سياسيًا لتسويق الجريمة المنتظرة فلم تسقط الجرعة إذ ذاك وإنما سقطت اليمن بكاملها.

في ليلة 21 من سبتمبر حشد الحوثيون حشودهم بعد أن تبخروا برائحة البارود الخانق، والتحفوا فوهات البندقية المسكونة بأصابع الموت، اجتمعت تلك المجاميع الزاحفة من أروقة الجبال لا تعرف ثورة القلم ولا رفوف المكتبات، ولا تفقه سوى أصوات (الرصاص) الزاجل يمطر الجنبات.

مجاميع لا يحملون لليمن نهضة يابانية منشودة وإنما مشهدًا عراقيًا ألياً وينسخون منه نسخة دموية تناسب اليمن، فرسموا صورتهم بالدم المسال في الطرقات، وتفننوا في القتل ليجعلوا من حروفه (اللغة الرسمية) الناطقة هناك.

اقتحم الحوثيون جامعة الإيمان في الساعات الأولى مرسلين تطميناً للنظام الدولي بتفوقهم في مكافحة الإرهاب، وتجاهلوا أنهم النسخة الأصلية له، وسقطت صنعاء خال ساعات لتعلن الحوزات العلمية سقوط رابع دولة عربية ونجاح سوق تصدير الثورة الإيرانية.

لم يكن يوم 21 سبتمبر سوى تخبط قاده مراهقين لا يعرفون كيف تدار البلاد إلا بمئات النقاط الأمنية التي نشروها في الشوارع، حوصر الرئيس في منزله وطاردته الطائرات إلى عدن وكان ذلك أول تدشين لولاية أنصار الشيطان في اليمن، هدم الحوثيون في طريقهم إلى صنعاء 182 مسجداً، و 42 داراً للقرآن الكريم، وتم تصفية عشرات العلماء ورجال الأعمال والإعلام قتلاً بالرصاص، والأرقام تتضاعف كل يوم.

كانت لغة الرد الحوثية لكل من ينتقد تصرفاتهم الصبيانية هدم منزله بما فيه ليصبح اليمن على أكثر من 218 منزلاً مهدوماً بالمفخخات وتطويق تلك المنازل بالكامل دون سابق إنذار ولا حتى إمهال النساء لملمة أغراضهن من داخله كما حدث لشقيقة الشيخ العماد بمحافظة إب.

لم يقف شره الحوثيين الجامح عند ذلك فقد امتدت سلسلة جرائمهم إلى مساحات شاسعة وتفننوا في التدمير فاستولوا على منازل المواطنين وأسكنوها قناديلهم كغنائم حرب واقتطعوا رواتب النازحين هرباً من ملاحقاتهم ومنحوها للمجهود الحربي الذي لم يكن سوى ساحة لتجنيد الصغار والدفع بهم إلى فوهات الموت، وتغذية الجبهات بأولئك الأطفال.

 

تلك مؤشرات أولية وغيضٌ من فيض انتهاكات الحوثيين التي لا تنتهي، أما الباقي فستكشفه الأيام القادمة وتلاحقه كاميرات التاريخ.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية