مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

العيد في زمن الحوثي

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

همدان العليي

أعلنت جماعة الحوثي في 21 مارس 2015 التعبئة العامة وأمرت قوات الأمن والجيش بالتصدي لمن أسمتهم بالإرهابيين في صنعاء وعدن ولحج، في الوقت الذي اتجهت عناصرهم المسلحة نحو محافظة تعز جنوبي العاصمة صنعاء.

وبناء على هذا الإعلان الكارثي من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، سخّرت الجماعة كل إمكانيات الدولة من رواتب الموظفين ومخصصات المؤسسات الحكومية بما فيها وزارتي التربية والتعليم والصحة العامة والسكان وكثير من المؤسسات الخدمية والمالية مثل التأمينات الاجتماعية وصناديق نظافة المدن ومخصصات صيانة شبكات الصرف الصحي لصالح ما سمي ب ”المجهود الحربي”، فكيف كانت النتيجة؟

يستقبل اليمنيون عيد الفطر المبارك، في الوقت الذي تقول فيه منظمات أممية بأن الوضع في اليمن يتحول بسرعة إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم. نعم، الحوثيون أنتجوا أسوأ كارثة في العالم، ولو لم تندلع الحرب التي أشعلوها ولو تركوا أموال الشعب ولم ينهبوها لكان اليمن بخر اليوم، فقد بلغ عدد السكان المحتاجين للمساعدات الإنسانية في اليمن 18.8 مليون شخص بحسب منظمات أممية، كما أن 4.5 ملايين طفل وأم حامل ومرضع بحاجة إلى خدمات التغذية للعلاج والوقاية من مخاطر سوء التغذية وحوالي 462,000 طفل مصابون بسوء التغذية الحاد المميت، كذلك توفي مئات اليمنيين خلال أقل من شهرين بسبب الكوليرا ومئات الآلاف مصابون بذات المرض وأمراض مختلفة أخرى بسبب تكدس النفايات وطفح المجاري وعدم توفر مياه الشرب النظيفة بعدما أصبح أكثر من 14,5 مليون شخص عاجزين عن الحصول، بشكل منتظم، على مياه نقية وخدمات الصرف الصحي بالإضافة إلى ملايين اليمنيين النازحين والمهجرين والمشردين في أنحاء العالم.

ظهرت المجاعة في مناطق مختلفة كنتيجة طبيعية لنهب إيرادات الدولة ورفع الأسعار وإنشاء السوق السوداء.

وكان من الطبيعي جداً انتشار الأوبئة مثل الكوليرا والجرب بعدما سرقت المليشيا مخصصات عمال النظافة وعربات النقل وصيانة شبكات الصرف الصحي ونهبت موازنة وزارة الصحة لتعتمد في تسيير أعمال هذه الوزارة الحيوية على الهبات والمساعدات المقدمة من المنظمات الدولية.

اليوم.. يعاني اليمنيون من فقر مدقع ووباء منتشر، وعندما يهرع العالم لمساعدتنا عر تقديم شحنات إغاثية لتساعد في التخفيف عن الفقراء والجياع والمرضى، يقوم الحوثيون بمصادرتها وتوزيعها على أنصارهم في المدن ويرسلونها إلى أتباعهم في الجبهات المختلفة، أما تلك الشحنات التي لا يستطيعون السطو عليها فيستهدفونها بالقصف أو التفجر لكي لا تصل إلى من يحتاجونها كما حدث قبل أيام بمحافظة مأرب عندما فجرت الجماعة بالعبوات الناسفة ثلاث شاحنات تحمل مساعدات إنسانية (أغذية وأدوية) مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كانت في طريقه للمتضررين من الحرب في محافظة البيضاء.

 

لا أدري.. هل هذه النتيجة المأساوية مرضية لأولئك الذين خرجوا إلى شارع المطار ليساهموا في تسليم اليمن لأبشع جماعة عرفها اليمنيون قديما وحديثا؟ اليوم وهم لا يستطيعون توفير الغذاء والدواء وملابس العيد لأطفالهم، هل يشعرون بالندم على ما فعلوه؟! لَيتهم.

 

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية