مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

اليمن أولاً وسابعاً

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

 

  د.عبدالمجيد محمد الغيلي

   رئيس التحرير

 

 

كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى      خطبٌ، ولا تتفرقوا آحادا

تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا       وإذا افترقن تكسرت أفرادا

  بالرغم من قدم هذا البيت الخالد، وشهرته، إلا أنه يظل ساري المفعول، حاضرا باستمرار، في مختلف الأوساط، وفي مختلف الظروف. 

التفرق ضعف وخور وهزيمة حقيقية، فما انهزم قوم وهم متحدون، وما انتصر قوم وهم متفرقون. 

في اليمن، لا خيار ثالث، إما الشرعية تحت رئيس واحد، وقيادة واحدة، وجيش واحد، وحكومة واحدة، وإما خيار الفوضى، الفوضى التي تتمثل في دكاكين صغيرة، تتمثل في مليشيات وكيانات تعمل خارج إطار الدولة، تتمثل في أصوات نشاز تعزف بأيد مشوهة، وأنغام متنافرة. 

أول تلك الكيانات التي رسخت الفوضى، وحولت اليمن من دولة إلى خراب، المليشيات الحوثية، وليس آخرها المليشيات المسلحة في عدن. ألم ير الآخرون ما الذي فعلته المليشيات السابقة من دمار وفوضى وخراب؟! ألم يروا كيف تسبب المليشيات المسلحة في سفك الدماء، وتثكيل النساء، وترميل الزوجات، وتيتيم الأطفال، وتخريب البيوت، وتهجير السكان، وتعطيل الطاقات، وبطالة العاملين، وقطع المرتبات، وتوقف الخدمات، وانهيار الاقتصاد، وشلل الإنتاج، وانتشار الفساد، وتسلل العابثين، وغياب الأمن ... فكيف يتخذ عاقل هذه الطريق التي خبرناها وعرفناها وجربناها ورأيناها؟!! 

من السهل أن تأتي مليشيات بقوة السلاح، فتقتل وتنهب وتسطو على مبنى حكومي وتفجر، ولكن ما بعد ذلك؟! القوة ليست كل شيء، وامتلاك السلاح ليس كل شيء... القوة لعنة حين تكون بلا رؤية، القوة لعنة حين تتعالى بها عصابة مسلحة، وتريد أن تحقق مكتسبات سياسية أو اجتماعية من خلال القوة، وليس من خلال النظام والقانون. 

اليمن اليوم إما أن تكون وإما ألا تكون، إما أن تكون دولة قوية، وإما أن تكون دويلات مبعثرة متقاتلة متحاربة، تعيش كما كانت تعيش القبائل المتناحرة في القرون المظلمة... 

ينبغي أن تذوب الانتماءات السياسية والاجتماعية والدعوية والمناطقية، تذوب تماما وتختفي في هذه اللحظة التاريخية، ولا يبقى إلا انتماء واحد: الانتماء للوطن الكبير... في هذه اللحظة الحاسمة ينبغي أن تختفي المصالح الضيقة لمصلحة وطن واسع كبير... في هذه اللحظة التاريخية، ينبغي على كل يمني أن يقول: أنا يمني فحسب، ليس لي انتماء غيره... 

وهذا الانتماء يتحقق عبر الاصطفاف خلف الرئيس الشرعي في هذه المرحلة، وبغض النظر عن الانتقادات والمآخذ على الحكومة الشرعية، فلا ينبغي أن يكون ذلك مبررا لتجاوز القيادة الشرعية، وإلا فإن ذلك طريق الفوضى والخراب. 

إننا نشيد بأي مبادرة مجتمعية تسهم في توحيد الصف، وتدعو إلى اجتماع الكلمة، وتعزز الاصطفاف خلف القيادة الموحدة. ومن ذلك مؤتمر علماء اليمن المنعقد في مأرب الذي دعا الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات المجتمعية وسائر أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الشرعية لاستكمال إسقاط الانقلاب وبناء الدولة الحديثة، وحذر من أي كيانات خارجة عن الشرعية، فأي كيانات خارج إطار الشرعية تعد طوق نجاة للمليشيات الحوثية، وتطيل من معاناة الناس. 

أنين الضعفاء، ومعاناة الناس، وسفك الدماء، وتضحيات اليمنيين في مختلف الميادين – كفيلة بأن تعيد توجيه بوصلة النخب والقيادات السياسية والمجتمعية نحو اليمن.

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية