الخضر سالم بن حليس
يرى أستاذ التأريخ عبد الرحمن بن خلدون؛ أن العامل الوحيد في تسريع تدمير الدول، هو الظلم «يقع الخراب بالظُّلم دفعةً واحدةً عند أخْذ أموال النَّاس مجَّانًا، والعدْوان عليْهم في الحُرم والدماء»، »عليْنا أن ننزع الظلم عن النَّاس؛ كي لا تخْرب الأمصار وتكسد أسواق العمران، وتقفر الديار».
إن هذا تشخيص دقيق لما يمارسه الحوثيون، فهاهم يسابقون الزمن، ويحرقون المراحل، وصولاً لآخر نقطة في الظلم الذي يتعرض له الشعب، فكل عمليات التدمير الاقتصادي، والتعليمي، والعمل على انهاك المواطن، وتحويل قطاع واسع من الشعب إلى متسولين، وإحراق العملة، والقضاء على الخدمات، وإشباع البلد بكل مظاهر الإنهاك الاقتصادي، ماهي إلا خطوات تعبر عن الثقافة البشعة التي يتشربها الشيعة عبر تأريخهم، حيث تسكن ذاكرتهم بذور التدمير، مقتنعون أن الحياة لاتستقيم لهم إلا بمزيد من التدمير، والسفك المرعب، فحيثما حلوا بموطن حل الخراب، العراق ، سوريا، لبنان، طبعات مختلفة لصورة تدميرية واحدة، يريدون نشرها على سطح الكرة الأرضية. واليمن اليوم ماثلة للخراب.