مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

التجريف الطائفي لهوية المرأة اليمنية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 


أم العز بن عبد السلام

أكاديمية تربوية

لم يقتصر الحوثيون في تجريفهم الطائفي على عقيدة وثقافة الشباب والرجال، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، ووجهوا برامج غسيل أدمغة إلى النساء بجميع فئاتهن العمرية والتعليمية، وشمل ذلك كلَّ المحافظات والمناطق التي يسيطرون عليها.

هدف الحوثيين من الذهاب نحو المرأة بتلك البرامج الطائفية هو إيجاد حاضنة شعبية لأفكارهم الدخيلة على مجتمعنا، والغريبة على فكرنا وعقيدتنا، وممارسة الشحن الطائفي لتغيير الفكر السّني المعتدل بفكر سلالي طائفي صفوي، وغزو البيوت، واستهداف منطلق التربية وهي المرأة، فهي الأم والمدرسة الأولى.

دورات طائفية للنساء

 نال المرأة اليمنية نصيبها من الاستهداف الحوثي الممنهج، وخصصت لها الميليشيا كثيرًا من الأنشطة الطائفية المنحرفة المغلفة بالعاطفة والمظلومية، ومحاولة ربطها بحب فاطمة رضي الله عنها، وهو مدخل للاستغلال والمتاجرة والتأثير ولا يتعدى ذلك. وتقوم الميليشيا بإعداد فريق نسوي سلالي طائفي تضمن ولاءه وتنفيذ أجندتها؛ لاستخدامهن في نشر الفكر الحوثي المتصل بإيران والضاحية اللبنانية، والنزول الميداني إلى المحافظات والمناطق، والعمل وفق خطط مرسومة، تستهدف بها قيادات المجتمع النسوية، من مديرات مدارس، وأكاديميات، ومدرسات، وغيرهن، واستدراجهن إلى دورات مضمونها شحن طائفي محض، لكنهم يحتالون على الناس بعناوين براقة لتلك البرامج، مثل: الحرب الناعمة، أو غيره من العناوين المضللة، أما المضامين فإنها تنشر وترسخ الفكر الحوثي ومشروعه وتصوره على أنه المنقذ، وأنه الحق الذي لا يعلوه شك، ويتم حشو المحاضرات بالهمز واللمز بالبخاري -رضى الله عنه- والتعبئة ضد المملكة العربية السعودية، كمادة أساسية في المنهج المقدّم للنساء في كل المحاضرات والبرامج المقدمة لهن. وتستمر فرق المرشدات الحوثيات بالنزول إلى كل مدرسة ومنشأة نزولًا شبه يومي للتوعية (المزعومة) في الإذاعات المدرسية والاجتماعات، وتعيين مسؤولات في المراكز التعليمية يقمن بمتابعة جوانب التوعية يوميًا، ومتابعة الإذاعات، ومدى الالتزام بإحياء المناسبات الطائفية، كيوم الشهيد، ويوم الولاية، ويوم ميلاد فاطمة وزينب -رضى الله عنهما- إلخ. كما يقمن بزيارة شبه يومية إلى الأحياء والبيوت بغرض ما يسمّى التوعية، إضافة إلى أنشطتهن ومحاضراتهن الطائفية في مركز المحافظة.

اللافت في أنشطة هذه الفرق الحوثية أنها تستغل وبشكل مستمر أي حدث لنشر الفكر الطائفي والسلالي، وغالبًا ما تكون محشوةً بتحريض على الدفع بفلذات الأكباد إلى الجبهات لمحاربة إسرائيل وأمريكا، ودحر العدوان -حدَّ مزاعمهم- ليعودوا في توابيت، وتمتلئ البيوت بالعويل حين لا ينفع بكاء ولا ندم.

شوّهوا رسالة المرأة في الحياة

قدم الحوثيون المرأة بطريقة فجة وقبيحة، وشوّهوا صورتها، ومن صور ذلك أن ما يسمّى بالزينبيات – وهو الجناح النسائي الحوثي العسكري-  يقمن بالمشي والسلاح فوق أكتافهن، وامتطاء ظهور الأطقم و(الشاصات)، والهجوم على البيوت، والاشتراك في عملية نهب وسرقة البيوت بعد اقتحامها وانتهاك حرمتها.

الزينبيات في محافظة إب -على سبيل المثال- يقمن بالهجوم على المحلات، ويقمن بأعمال عسكرية واستخباراتية، ولديهن شبكة للإرشاد الطائفي والاستقطاب للقيادات، ومن ثم يرسلنهن إلى ذمار وغيرها لتلقي الدورات الطائفية والتدريب العسكري.

الحوثيون يسيرون بخطة خطيرة لاستهداف كل شرائح المجتمع، ويستغلون طول وقت سيطرتهم، ويستغلون إمكانية الدولة ومؤسساتها المغتصبة لكسب أكبر عدد، ولصنع حاضنة شعبية، وخازنة مالية تضمن لهم الاستمرار.

يعمل الاستقطاب الطائفي الحوثي بوتيرة عالية، معززًا بعمليات نهب وسرقة للمال العام والخاص كذلك. فالحوثيون لا يهمهم أمر اليمن؛ لأنهم عبيد لأسيادهم في إيران، ويسعون بكل قوة إلى تغيير هوية اليمن وإلحاقها بإيران عن طريق برامج وأنشطة وانتهاج ساسة القوة والقمع، ومن ذلك قيامهم بتغيير المناهج، وإلزامهم المدارس بتدريس ملازم الهالك حسين الحوثي.

تستخدم ميليشيا الحوثي النسائية أسلوب الترغيب والترهيب لتجنيد مديرات المدارس في خطة التجريف الطائفي الحوثي، وتسخيرهن للعمل مع الميليشيا، واستقطاب الطالبات وأولياء الأمور، واستدعائهن لحضور أنشطة طائفية ودورات عقائدية تعبوية موبوءة بفكر الحوثي الخميني المنحرف، ويتم إعداد فرق خاصة بذلك، بحيث تُكافأ من تنفّذ، وتُستبدَل من تقصّر، وهكذا في كل المواقع والإدارات.

سمعنا قصصًا مرعبة عن خطف الحوثيين لأطفال صغار والزج بهم في محرقة الجبهات، وأن بعض الأمهات يلحقن بأولادهن ويدفعن مبالغ طائلة قبل نقلهم إلى الجبهة، إحدى الأمهات في محافظة إب لحقت بالطقم، وتعلقت به، وامتطت سيارة المسلحين كي تسحب ابنها الطفل، وهي تبكي وتصرخ، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الحادثة، وصارت حديث الناس بشكل واسع.

تحكي أم بمرارة ودموع غزيرة كيف غسلوا دماغ ولدها، وتحوَّل إلى عدو كاسر، يرفع السلاح بوجهه أمه وأخواته. وهناك مآسٍ كثيرة تعانيها المرأة الأم والأخت والزوجة، على سبيل المثال تقوم الميليشيا النسائية بمنع من تفقد ولدها أو قريبها من التعبير عن وجعها حين يعيدونه من الجبهة جثة هامدة، أو يعيدونه صورة مكتوب عليها شهيد، كما يطلقون على قتلاهم، وربما عمدت من يعملن في صفوف الميليشيا إلى رفع الزغاريد في انتهاك صارخ لمشاعر الأم أو الأخت أو الزوجة. في إحدى الحارات جاؤوا بطفل قُتِل في الجبهة، فصرخت الأم، وارتفع صوتها بالبكاء والنحيب، فقامت إحدى الحوثيات بإعطائها حبة دواء وشربة ماء فقدتْ على إثرها وعيها، ولم تفق من غيبوبتها إلا بعد ما أقاموا الجنازة وصوروها في قناتهم؛ لأجل ذلك تعيش النساء حالات قلق دائم على أولادهن وذويهن.

الواقع مؤلم ومرير، فالحوثي يحمل فكرًا خبيثًا ودخيلًا على مجتمعنا وديننا، واستمراره خطر على اليمن والمنطقة برمتها، والمرأة جزء من المجتمع، وطالتها أنواع الانتهاكات الحوثية وأبشعها، لكنها ورغم ما تعانيه في ظلِّ هذه الميليشيا ستبقى مدافعة عن هويتها اليمنية، وستقاوم هذا الوباء بكل ما تملك.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية