×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الحوثي.. الخطر الطائفي قراءة مختلفة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

الحوثي.. الخطر الطائفي قراءة مختلفة

24 مليون يمني تحت سطوة التجريف الطائفي

دراسة أعدّها/ أحمد اليفرسي

نعرض فيما يأتي تقريرًا موجزًا يكشف الخطورة الكامنة في بقاء الحوثي مسيطرًا على محافظات مهمة في اليمن تعدُّ الأعلى ازدحامًا بالسكان، والأكثر من حيث الكثافة البشري على مستوى الجمهورية.

وما يجدر الإشارة إليه في هذا السياق هو أننا انطلقنا في هذا التقرير من قضايا عدة غاية في الأهمية

الأولى: أن ما أعلنته الشرعية من تحرير 80% من المحافظات اليمنية صحيح، لكنه حديث عن الجغرافيا لا عن السكان، فالمحافظات المزدحمة بالسكان والأعلى تعدادًا للمساكن والسكان لا يزال الحوثي مطلق اليدين فيها؛ يجنّد، ويستقطب، ويشحن طائفيًا، ويغير العقائد، ويستولي على المقدرات، ويصادر الثقافة، والجغرافيا، والهوية بمنهجية هي الأخطر في تاريخ اليمن على اليمن والمنطقة.

الثانية: تكمن خطورة ما نتناوله هنا في هذا التقرير في أن تعداد المحافظات 22 محافظة، يسيطر الحوثي منها على 10، ويتقاسم مع الشرعية والتحالف محافظتين هما تعز والحديدة، وليس هذا فحسب، بل إن الحوثي ينفذ مشروعًا طائفيًا في كل قرية يسيطر عليها، يستهدف تحويل تلك المناطق والقرى والمدن إلى بيئة حاضنة ومقاتلة، تتبنّى أفكاره وقيمه وأجنداته، وتُقاتل من أجلها، وفي المقابل لا نجد مشروعًا فكريًا ثقافيًا للشرعية يعمل على معالجة تفخيخ العقول والأفكار وتحصين أبناء المجتمع من التجريف المتسارع الذي تنفذه ميليشيا بتوجيهات ومخططات إيرانية.

الثالثة: المراهنة على انصياع ميليشيا الحوثي للحلول السياسية سيضاعف الخطر، ويعطي الميليشيا مساحة أكبر لتعميق الثقافة الإيرانية وزرعها في الشعب أكثر وأكثر..


 
وفيما يأتي إحصاء بعدد قرى المحافظات التي لا تزال تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، وبحسب ما أشرنا إليه سابقًا فإن الحوثي يتقاسم النفوذ والسيطرة مع الشرعية في محافظتي تعز والحديدة، ومن ضمن ذلك القرى والمديريات المذكورة هنا التابعة للمحافظتين.

جدول/ المحافظات اليمنية التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا وعدد القرى والسكان في كل محافظة

م

المحافظة

عدد المديريات

عدد القرى

عدد السكان التقريبي (احتساب نسبة النمو السكاني السنوي)

1

محافظة إب

18

2,777

3,000.000

2

محافظة أمانة العاصمة

12

52

2,500,000

3

محافظة البيضاء

11

1,495

1,200,000

4

محافظة ذمار

9

3,377

3.000.000

5

محافظة صعدة

14

1,212

1,500,000

6

محافظة صنعاء

19

2,177

2,000,000

7

محافظة المحويت

8

1,214

1,200.000

8

محافظة عمران

19

1,646

2,000,000

9

محافظة ريمة

6

739

1,200,000

10

محافظة تعز

20

1,990

4,000,000

11

محافظة حجة

29

3,798

2,000,000

12

محافظة الحديدة

 

2,302

3.600.000

 

الإجمالي

 

22779

27.200,000

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من الجدول السابق تبين أن ما يقرب من 20 ألف قرية تحت تصرف ميليشيا الحوثي، وتكمن خطورة ذلك في الآتي:

1-تقيم الميليشيا الحوثية الدورات الطائفية بهدف التعبئة والتحريض وزرع العقيدة بمتوسط كل ساعة على مدار اليوم في كل المحافظات اليمنية، ويشمل ذلك إخضاع موظفي الدولة في جميع مجالات عمل مؤسسات الدولة المختلفة المدنية منها والأمنية والعسكرية لتلك الدورات.

2-بحساب رقمي من البيانات الواردة في الجدول يتبين أن الميليشيا تفرض الدورات الطائفية في كل منطقة وقرية، ولو استطاعت الميليشيا استقطاب 10 شباب من كل قرية تعداد سكانها ألف نسمة لكان العدد الإجمالي مهولًا...

3-لو كان لدينا 20 ألف قرية سيجنّد الحوثي 200ألف في غضون فترة وجيزة... ويزداد الأمر خطورة بعد مضي أربع سنوات أو خمس سنوات من انقلابه وعمله المستمر والمتواصل.

4-لم يكن الحوثي يحلم بأكثر من أن يستمع له أهل صعدة الذين غالبيتهم قبائل سنية لا أن يجنّدهم، ولم يكن يحلم أن تسلم له اليمن على طبق من ذهب، وبعد انقلابه على الشرعية ومخرجات الحوار الوطني لم يُضع الوقت لحظة واحدة في تحويل كل منطقة يسيطر عليها إلى محطّة عمل دؤوب لتغيير الهوية، والتأثير في الأجيال عن طريق الدورات الطائفية، وتغيير مناهج التعليم في كل مراحله، وإقامة المناشط التعبوية المكثّفة، وتتضاعف الخطورة كلما طال مكوث الميليشيا وهيمنتها على تلك المناطق.

5-محافظات صنعاء والبيضاء وتعز وإب وذمار وحجة، أكثر محافظات اليمن تعدادًا للسكان، وفيها يقيم الحوثي أنشطته الثقافية الطائفية الإرهابية بمعدّل 3 دورات في كل ساعة يوميًا بحسب معلومات ميدانية حصلنا عليها من مصادر في تلك المحافظات.

6-الشعب اليمني كان يرفض مجرّد سماع قادة ميليشيا الحوثي، وباتو اليوم يسيطرون على كل مجالات تدبير مصالح الناس التعليمية، والأمنية، والاقتصادية، والصحية، والخدمية، وغيرها. صحيح أنهم بحدّ ذاتهم كارثة اقتصادية وأمنية وتعليمية وصحية، لكن حين يطول المقام يبدأ المجتمع بالتعايش مع الفوضى والفشل والتعوّد عليه، وسيفرض هذا الوجود تطبيعًا قهريًا على المجتمع، ومن خلاله سيستقطب الفكر الحوثي أنصارًا، ويفخخ مئات آلاف العقول.

 

ماذا يعني بقاء الكثافة السكانية تحت سيطرة الميليشيا الحوثية؟

 

يظهر من استقراء الجدول السابق أن ما يزيد عن 24 مليونًا من سكان اليمن تتحكّم بهم ميليشيا الحوثي، هذا إذا أخذنا في الحسبان نصف سكان محافظتي تعز والحديدة.. أكثر من ثلثي سكان اليمن تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، وهذا رقم صادم للغاية ويضاعف الخطورة على أجيال المستقبل.

وإذا تساءلنا: لماذا لا ينتفض هؤلاء ضد ميليشيا الحوثي مادام هذه الملايين من الناس يرفضون المليشيا؟ وللإجابة عن هذا التساؤل نقول:

أولًا: جرى تسليم ميليشيا الحوثي مقدرات الدولة كلها، ووضعت الميليشيا يدها عليها، وأصبحت تتحكّم بها، وربطت مصالح الناس بها وجودًا وعدمًا.

ثانيًا: تضم مقدرات الدولة إمكانات كبيرة للجيش والأمن الذين بنيت طوال 30 عامًا، جرى تسليمها بكل تفاصيلها، ويشمل ذلك ألويتها، وإمكانياتها التسليحية التقليدية والاستراتيجية والتقنية، والخِبْراتية، والمخازن الرئيسية والفرعية، وصار من الصعب فتح جبهة ضد الميليشيا الحوثية ما لم تكن إمكانيات التسليح والعتاد قريبة مما تمتلكه الميليشيا.

ثالثًا: اعتمدت الميليشيا على تنفيذ سياسة التوحش الداعشية خطوة خطوة، ومارست كل أساليب القمع المتوحش ضد كلّ مشتبه به وضد الأبرياء، ويزداد قمعها تجاه المعارضين، قتلًا وتمثيلًا بالجثث، وتفجيرًا للمنازل والمساجد، وتعذيبًا حتى الموت ...إلخ

رابعًا: لم تستطع الشرعية تحويل المحافظات التي حُررت إلى نماذج مغرية لبقية المحافظات التي لا تزال ترزح تحت وطأة الميليشيا الحوثية؛ لتنتفض ضدها، وتلتحق بركب المناطق المحررة التي تنعم بثقافة الدولة وبهيمنة مؤسساتها واستتباب الأمن فيها، إضافة إلى مماطلة المجتمع الدولي وتدخلاته ومساعيه لإيقاف العمل العسكري لتحرير الحديدة وصنعاء وبقية المحافظات.

خامسًا: الممارسات المناطقية العنصرية التي تمارسها كثير من التشكيلات المسلحة في المناطق المحررة انعكست سلبًا على أبناء المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية.

  

هل ندرك خطورة أن نترك 24 مليون إنسان تحت سلطة إيران وأدواتها في اليمن؟

 

جانب من مضامين الدورات الطائفية الحوثية

  

تمارس ميليشيا الحوثي سلوكًا إرهابيًا داعشيًا في فرض ثقافة دخيلة على الشعب اليمني، وتستجلب خبراء وموجهين من إيران لإعادة تشكيل وعي الملايين من اليمنيين؛ لتحويلها إلى قطيع في التلال الإيرانية الحوثية.

 

مواثيق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجرّم استخدام الإرهاب والقمع والمصادرة لفرض العقائد وتغيير الدين أو المذهب، وهو ما تفعله الميليشيا في 24مليون يمني بكلِّ ما يحمله الإرهاب والقمع من سمات وحشية.

مضامين الدورات

تنتهج الميليشيا الحوثية –بحسب مصادرنا-خطوات لإحداث شحن طائفي يهدد السلم الاجتماعي، وتفخيخ عقول الأطفال والنساء والفئات الأخرى في المجتمع، ممن يُجْبَرون على حضور الدورات الطائفية، وهي كالآتي:

 

-       إشاعة الرعب والخوف في نفوس الناس حول مصير من يرفض الدورات، ويجري عقابه بطرق وحشية، وهذا يجعل الناس يندفعون مكرهين إلى الحضور أو الدفع بأبنائهم وإخوانهم.

-       يقومون بتجريد كل من يحضر تلك الدورات من أي جهاز (الجوالات- الساعات) طوال فترة الدورة.

-       يستقبلهم أشخاص مدربون على عمليات التهيئة النفسية للحاضرين، وخلق حالة من المهابة للرموز والبرامج المعروضة.

-       يقومون بتوزيع منشورات، وهي ما كان يعرف بملازم الهالك حسين الحوثي.

-       تنفذ جدول محاضرات مركزة تتعلق بدلالات الصرخة ومعانيها عندهم، وبيان آثارها في الكفار والمنافقين (يقصدون أن كل من يرفضهم منافق).

-       يجري عرض محاضرات مسجلة للهالك حسين الحوثي(فيديو وتسجيلات صوتية)

-       تقدّم للحاضرين محاضرة مهمّة تتحدث عن نبوءات سيدهم، بأنهم سينتصرون، ويعدّون دخولهم صنعاء تحقيقًا لتلك النبوءات، ويلفقون أحداثًا أخرى كثيرة يدّعون أن زعيمهم تنبأ بها؛ يهدفون من ذلك إلى ترسيخ رمزية زعيمهم الهالك، وتقديسه وصدقية ادعائه الزائف للحق الإلهي، ومن ثم وجوب وفرضية طاعته كشرط لدخول الجنة.

-       محاضرات لشرح أفضلية آل البيت، ومقدار التآمر عليهم قديمًا بزعمهم من قبل الصحابة -رضوان الله عليهم- وحديثًا من قبل أهل السنّة (محاضرات تكفيرية يقومون بتكفير جماهير المسلمين بدعوى أنهم أعداء الحسين وعلي وفاطمة).

-       من مخرجات تلك المحاضرات التكفيرية والدورات الطائفية شاهدنا شبابًا حوثيين أو من المتأثرين بهذه الثقافة التكفيرية يرجع إلى أهله ويختلف مع أبيه، وربما أقدم على قتل أبيه أو إخوانه، ويعود إلى جبهات الحوثي دون تأنيب ضمير.

-       يقدمون محاضرات عن المشروع الأمريكي الإسرائيلي، ومزاعم وقوفهم مع المحور الإيراني ضد إسرائيل وأمريكا.

-       محاضرات تروي تاريخًا مزورًا عن المملكة العربية السعودية؛ تشحن الحاضرين بالحقد والكراهية تجاه المملكة، وتصورها بأنها أكثر خطرًا على الإسلام من إسرائيل.

-       تقديم روايات تاريخية عن الصحابة والخلفاء والدول الإسلامية ورموز أهل السنة.. روايات مزورة، ويقومون بتعضيدها بحكايات وأساطير خيالية بحسب الروايات الجارودية والاثني عشرية الجعفرية.

-       التسويق لمقام الولاية والعصمة ومحاولة إقناع الحاضرين بها.

-       عرض أفلام وثائقية مزورة (تزورها خبرات دعائية إيرانية ولبنانية)، عن كثير من القضايا التي أشرنا إليها أعلاه.

-       عرض أفلام سينمائية وأفلام وتمثيليات تدمّر قناعات المتلقي وثوابته الدينية والثقافية، باستخدام الاستثارة العاطفية والوطنية والدينية، ومن ذلك أنهم يقومون بتقديم شخصية تمثل دور الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ويتم نسج حكايات عنه وتشويهه بصورة تثير الحقد والكراهية، ومثل ذلك كثير من الرموز والقادة الذين يخشى المشروع الإيراني منهم من الأحياء والراحلين الذين لهم تأثير في أوساط الناس من العلماء والقادة والسياسيين والمفكرين وقيادات الدول.

-       يعرضون تلك القصص على أنها شخصيات حقيقية تم تصويرها خلسة، ويحاولون إقناع المتلقي بذلك.

-       تظهر الشخصيات التي يعرضونها في الأفلام والتمثيليات بصورة مشوهة، ترتكب أبشع الجرائم، ويحاولون ربط تلك الشخصيات باليهود الذين يتآمرون معهم على الإسلام.

-       قام بإنتاج تلك الأفلام متخصصون في الدراما والسينما الإيرانية واللبنانية، ويمنع تداولها مطلقًا إلا لأغراض التعبئة والشحن العقائدي.

-       يعرضون على الحاضرين فيلمًا أمريكيًا عن غزو صنعاء، من إخراج الأمريكي وليم فريدكين، وبطولة كل من تومي لي جونز وصامويل جاكسون.

يحكي الفيلم قصة مظاهرة احتجاجية قام بها اليمنيون ضد الوجود الأمريكي في اليمن، وقيامهم بإطلاق النار على العلم الأمريكي، ويظهرون قيام القوات البحرية بإطلاق النار على المدنيين، مما أسفر عن مقتل 83 متظاهرًا.

وهذا الفلم يقومون بعرضه على كثير من الشباب الذين يأتون بهم من القرى والأرياف على أنه حقيقة، ويوجهونهم لقتال أمريكا التي اعتدت بزعمهم على اليمن، ويجري تصوير الجيش الوطني والمقاومة وكل من يعارضهم على أنهم منافقون عملاء للقوات الأمريكية التي قتلت هؤلاء اليمنيين.

-       بعد انتهاء الدورة يقومون بربط المشاركين بمشرف المنطقة الثقافي؛ لتزويدهم بأدبيات مختلفة، وإشراكهم بالأنشطة الثقافة في المنطقة بصورة مستمرة.

-       يقومون بتكليف كلّ من حضر باستقطاب المجتمع من حوله، ونشر ما يسمونها بالثقافة القرآنية المرتبطة بقرناء القرآن من آل البيت (هكذا يعبئونهم)، ويتم تكليفهم بالدفع بعدد من الشباب إلى حضور الدورات الثقافية.

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية