×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الغدير ... توظيف سياسي خبيث

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

المنبر اليمني/ خاص

 

احتفلت إيران  وتوابعها من ميليشيا التخريب في اليمن (الحوثيون) وسوريا ولبنان والعراق بفعالية سياسية، يتم إلباسها اللباس الديني، لتركب ظهر التاريخ ومنقولاته، فتعيد توجيهه باتجاه التعصب، وبث الشحناء بين المسلمين، وغرس الكراهية والحقد بين مسلمي الأمة منذ فجر الإسلام (بغض الصحابة) وحتى اليوم، وهي محاولات صفوية لتمزيق الأمة، وحبسها في زاوية الكراهية والبغضاء والصراع التاريخي الدموي الذي لا يهدأ؛ خدمة لأعداء الأمة، بل إنهم يقومون بالدور الأكبر في تدمير الأمة، وتفجير الخلافات، والصراعات، والحروب أكثر من غيرهم من الأعداء، بدعوى أن المسلمين اليوم هم أنفسهم قتلة الحسين، وأتباع يزيد بن معاوية، وهم من اغتصبوا الخلافة على علي بن أبي طالب، وبذلك يكونون قد عصوا الرسول، وعصوا ربهم، وخالفوا المنهج، وكفروا بالله الواحد الأحد، ويجب قتالهم، واستباحة دمائهم، وأموالهم، ومصالحهم.

 ويعتقد الشيعة الحوثيون والإيرانيون أن مسلمي اليمن ممن لا يؤمنون بالولاية كفار، يستحقون القتل أكثر من اليهود والنصارى؛ ولذلك رفعوا السلاح بوجه اليمنيين، وشعارهم الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، لكنهم صبوا لعنات القتل، والحروب، والدمار، والتشريد، والتفجير على اليمنيين، وسَلِمَ منهم الأمريكان واليهود وإسرائيل، بل واتفقوا معهم.

احتفالات للمزايدة السياسية

يحتفل الحوثيون بما يسمونه عيد الغدير، وهي مناسبة سياسية، يقومون بتكفير الصحابة فيه، بدعوى أنهم اغتصبوا الخلافة، واختاروا أبا بكر، وبايعوه، ثم عمر، ثم عثمان، وعندهم أن ولاية علي -رضي الله عنه- أصل عقائدي، وركن من أركان الإيمان كالتوحيد والإيمان بالله، يَكْفُر من ينكره، ويستحق القتل والإبادة، ولربما قال قائل: إنهم لا يعلنون ذلك، ولا يكفّرون الناس، ونقول: إنهم يفعلون، بل ويعلنون هذه العقيدة على الملأ؛ ألم تقرأ شعاراتهم الممتلئة بالتكفير لكل من يعارض فكرة الولاية، ألم تقرأ تلك اللافتات التي تقول إن ولاية علي من ولاية الله؟. شعارات الحوثيين وخطاباتهم التكفيرية لا تحتمل تأويلاً سوى أن من يخالفها كافر عدو للإسلام، حلال الدم والمال، وهو ما يعتقدونه في الشعب اليمني كله والشعوب المجاورة، مهما قالوا في تسويقهم الإعلامي غير ذلك.

ما الغدير الذي يحتفل به الحوثيون؟

"غَديرُ خُم هو: موضع بين مكة والمدينة، وهو واد عند الجحفة به غدير، يقع شرق رابغ، بما يقرب من (26) كم، و"خم" اسم رجل صباغ نسب إليه الغدير، والغدير هو: مستنقع من ماء المطر.

وسبب القصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى اليمن ليخمّس الغنائم، ويقبض الخُمس، فلما خمّس الغنائم، كانت في الغنائم امرأة هي أفضل ما في السبي، فصارت في الخُمس، ثم إن علياً خرج ورأسه مغطى، وقد اغتسل من الجنابة، فسألوه عن ذلك، فأخبرهم أن الوصيفة التي كانت في السبي صارت له فتسرَّى بها، فكره البعض ذلك منه، وقدم بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بما فعله علي مع الوصيفة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: «يَا بُرَيدةُ أَتُبْغِضُ عليًّا؟» فَقال: نَعَمْ، قَالَ: «لاَ تُبْغِضْهُ، فَإِنَّ لَهُ فِي الخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ» رواه البخاري.

فلما كانت حجة الوداع، رجع علي من اليمن ليدرك الحج مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وساق معه الهدي، كما رواه مسلم.

وروى البيهقي في دلائل النبوة وصححه ابن كثير في البداية والنهاية عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب إلى اليمن، فكنت ممن خرج معه، فلما أخذ من إبل الصدقة، سألناه أن نركب منها ونريح إبلنا، فكنا قد رأينا في إبلنا خللًا، فأبى علينا، وقال: إنما لكم منها سهم كما للمسلمين. قال: فلما فرغ علي، وانطلق من اليمن راجعًا أمَّر علينا إنساناً، وأسرع هو فأدرك الحج، فلما قضى حجته، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم: "ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم"، قال أبو سعيد: "وقد كنا سألنا الذي أستخلفه ما كان علي منعنا إياه نفعل، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أن قد ركبت، رأى أثر المركب، فذم الذي أمره ولامه، قال: فذكرت لرسول الله ما لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق، حتى إذا كنت في وسط كلامي، ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فخذي، ثم قال: "مه، بعض قولك لأخيك علي، فو الله لقد علمت أنه أخشن في سبيل الله"، قال: فقلت في نفسي: لا جرم، والله لا أذكره بسوء أبدًا سراً ولا علانية.

ولما كثرت الأقوال والذم في علي -رضي الله عنه- من بعض الصحابة ومن رافقه إلى اليمن أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يسرّي عن علي، ويجعل له مكانة في نفوس هؤلاء القوم وعند الصحابة، فخطب النبي -صلى الله عليه وسلم- خطبة، وقال مما قال في هذه الخطبة: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وهو حديث متواتر، رواه أحمد بن حنبل في المسند عن عدد من الصحابة، ورواه الترمذي وابن ماجة، وغيرهم بأسانيد صحيحة.

لكن الشيعة والمتعصبين لعلي -رضي الله عنه- أولوا هذا الحديث على أنه صريح بالولاية له دون الصحابة جميعهم، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان؛ ولذلك يبغضون هؤلاء الخلفاء ويسبونهم، ويكفرونهم، ويعدونهم مغتصبين لحق علي في الولاية،"(من مقال للكاتب ثابت الأحمدي)، والتي يعدّونها من أركان الإسلام، بل هي عندهم أهم ركن في الدين على الإطلاق. مع أن ما يسمى حديث الغدير لا يتعلق بالولاية السياسية "للإمام علي" على الإطلاق، بدليل أن علي -رضي الله عنه- نفسه لم يحتج به على الأنصار والمهاجرين الذين اجتمعوا في السقيفة، ولا بعدها، ولا قبلها، فقد رفض أن يبايعه المسلون حين قدم إليه أبو سفيان وعمه العباس، عقب نبأ وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: "نبايعك، فإذا ما علم الناس أن عم الرسول بايعك فسوف يبايعونك!" فرد عليه علي -رضي الله عنه-: "اغرب عني، ما أظنك إلا تكيد للإسلام كيدك له في الجاهلية!! فلقد سددتُ عنها باباً، وطويتُ عنها كَشْحا." أي الخلافة.

والحديث الذي يسميه الشيعة حديث الولاية رواه أئمة الحديث من أهل السنة، ويعتمد الشيعة على هذه الروايات كلّها، بينما يكذّبون كتب السنّة التي روت هذا الحديث، فلو كانت الكتب كلها كذب كما يدّعون، فالحديث الذي يسمونه حديث الولاية كذب أيضاً (نقول ذلك جدلاً).

إنفاق 250 مليونًا للغدير

والتوظيف السياسي الإيراني الخبيث

 

حكم الأئمة من طائفة الزيدية المتشيعة اليمن قروناً، لكنهم لم يحتفلوا بما يسمّى عيد الغدير كما يفعل الشيعة الحوثيون اليوم، السبب أن الميليشيا الحوثية أُنْشِئت برعاية إيرانية، ورسَّخت عقائد الإيرانيين الصفوية في أتباعها؛ لكونها ميليشيا عميلة تابعة للخمينية الإيرانية، وليست وليدة الأرض اليمنية، فالشعب اليمني شعب متسامح، صاحب عقيدة إسلامية معتدلة، يحب المسلمين جميعاً، ولا يتعصب، ولا سيتنقص من الصحابة أو يسب أحدهم، ولا يكفر المسلمين.

أدخلت إيران عقائدها الصفوية عن طريق الميليشيا الحوثية وقياداتها، كي تضمن طاعتهم العمياء، وتقودهم حيث شاءت بمقود الدين، لكي تربط اليمن بمصالحها، وتتحول اليمن إلى ساحة نفوذ إيراني عبر قاعدة شعبية، يحاول الحوثيون إيجادها عن طريق الاستقطاب المجتمعي ببرامج الدورات الطائفية المستمرة، وبهذه الفعاليات الطائفية التي تنفق عليها مئات الملايين، حيث أعلنت الميليشيا أنها خصصت أكثر من 250 مليون ريال لاحتفالات الغدير، بينما يعيش الشعب اليمن حالة مأساوية مريعة، وكارثة اقتصادية لا مثيل لها عبر تاريخه.

 

* الفقرة منقولة من مقال للباحث ثابت الأحمدي

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية