×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الصحافي اليمني.. بين مطرقة المليشيا وسندان الصمت الدولي

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

 

عاشت الصحافة اليمنية عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في العام 2011 م، أزهى عصورها، حيث شهدت ازدهاراً غير مسبوق، وبلغت الحريات الصحافية مرحلة متقدمة،

 

فأنشئت الصحف الورقية اليومية والأسبوعية وانطلقت المواقع الالكترونية، واستمرت أكشاك الصحافة مزدحمة بالصحف بكل ألوانها وتوجهاتها، حتى اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء بإسناد ودعم من قوات الرئيس المخلوع علي صالح وانقلابهم على السلطات الشرعية واستيلائهم على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر  أيلول 2014 م، التاريخ الذي لم تعد الصحافة اليمنية بعده كما كانت قبله.. البتة!

 

مثّل هذا التاريخ نقطة تحول فارقة في تاريخ الصحافة اليمنية، حيث شهدت من بعده انتهاكات وممارسات قمعية لم تشهدها منذ عقود، فقد مارست سلطات الانقاب ومليشياته أبشع الانتهاكات واعترت الصحافيين عدوها الأخطر، وعمدت منذ اليوم الأول لاستيلائها على مؤسسات الدولة إلى ملاحقة الصحافيين واختطافهم وتعذيبهم وفصلهم من وظائفهم وإغلاق المؤسسات الصحافية ونهبها وحجب المواقع الإخبارية وإسكات كل صوت يعارضها وتضييق الخناق، الأمر الذي أجبر المئات منهم على النزوح ومغادرة البلاد، وكادت المحافظات التي تسيطر عليها وخصوصاً العاصمة صنعاء تصبح خالية من الصحافيين.

 

سوابق وإحصائيات

 

في سابقة خطرة، شهد الوسط الصحفي انتهاكات مخيفة حيث وصل الأمر إلى تسميم الصحافيين في موائد أصدقائهم، كما حدث للصحافي محمد العبي الذي توفي مسموماً في العاصمة صنعاء وأكدت ذلك لجنة تحقيق دولية كشفت ملابسات وفاته المفاجئة، كما وصل الأمر إلى الحكم بالإعدام بحق الصحافيين كما حدث للزميل الصحافي يحيى الجبيحي، حيث أصدرت بحقه محكمة حوثية حكاً بالإعدام!

 

ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل وصلت الانتهاكات الحوثية ذروتها، وباتت المليشيا ترتكب مجازر صحافية جماعية، كما حدث مؤخراً في محافظة تعز، حيث قصفت المليشيا تجمعاً للصحافين بقذيفة هاون، أسفر عن مقتل 3 صحافيين وإصابة 2 آخرين بإصابات خطرة. وفي أحدث الإحصائيات لانتهاكات ميليشيا الانقلاب بحق الصحافة والصحافيين قال أشرف الريفي وهو مسؤول في نقابة الصحفيين اليمنيين أن النقابة سجلت منذ اجتياح مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح للعاصمة صنعاء، أكثر من 650 حالة انتهاك بحق الصحفيين والمؤسسات الصحافية. وأشار الريفي في حديث لمجلة “المنبر اليمني”، الى أن حالة الانتهاك المسجلة موزعة ما بين حالات قتل وإصابات واعتقال واقتحام مؤسسات إعلامية وصحافية، وفصل تعسفي وحجب مواقع إخبارية محلية وخارجية، مؤكداً أن النقابة سجلت 22 حالة قتل و 19 حالة اختطاف، و 20 حالة تعذيب، بالإضافة إلى 61 حالة اقتحام ونهب مؤسسات صحافية ومنازل صحافيين، كما سجلت 50 حالة حجب مواقع إخبارية إلكترونية محلية وخارجية.

 

 محاكاة داعش

 

من جانبه، قال الصحفي اليمني ورئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنين “صدى” حسن الصوفي، إن مليشيا الحوثي والمخلوع صالح تعمدت أن تجعل الصحافة عدوها الأول، حيث اعتبر زعيم الحوثيين الصحافيين عملاء وخونة يجب تصفيتهم، مؤكداً أن الجماعة قامت بتجريف الصحافة بشكل كامل، حيث أصبحت سبع محافظات يمنية تحت سيطرة الانقلابين من بينها العاصمة صنعاء خالية من الصحافيين.

 

وأفاد الصوفي في سياق حديثه لمجلة “المنبر اليمني”، بأن 21 صحافياً اعتقلهم الحوثيون عقب اجتياح صنعاء، لا يزالون حتى اللحظة في سجون المليشيا، مشيراً إلى أن من بين المعتقلين الصحافي يحيى الجبيحي الذي حُكم عليه بالإعدام، في محاكمة عبثية تشبه إلى حد كبير الممارسات التي يمارسها تنظيم “داعش”، وأكد أن الصحافيين يتعرضون للتعذيب الوحشي في سجن المليشيا منذ أكثر من عامين، حتى وصل بعضهم إلى حد الشلل والعجز عن الحركة، مشيراً إلى أن الحرب على الصحافة من قبل سلطات الانقلاب لا تزال مفتوحة بشراسة، حيث ما زالت المواقع الاخبارية محجوبة القنوات والصحف مغلقة بعد أن تم نهبها.

 

صمت دولي

 

الصحافي اليمني ومدير تحرير صحيفة “المصدر أونلاين” التي أوقفها الحوثيون واقتحموا مقرها ونهبوا تجهيزاتها وأثاثاتها الزميل علي الفقيه أفاد بأن الانقلابين نفذوا حكم الإعدام بحق الصحافة اليمنية، وسخروا ما تبقى من الإعلام لترديد شائعاتهم وأكاذيبهم وخطابهم التحريضي الطائفي.

 

وقال الفقيه في حديثه لمجلة “المنبر اليمني”: “منذ أن استكمل الانقلابيون مخططهم الانقلابي، واستولوا على العاصمة ومؤسسات الدولة، قضوا على كل الصحف والقنوات وحجبوا المواقع، وسيطروا على الصحافة والفضائيات الرسمية، وأسكتوا ونهبوا تجهيزات وسائل الإعلام المعارضة لهم.

 

وأوضح بأن الانقلاب شكل للعاملين في الحقل الإعلامي نكبة غر مسبوقة، ووزعهم ما بن سجين ومرد في الداخل والخارج وعاطل عن العمل، وكانوا هم الهدف الأول لجماعة الحوثين وصالح، وتعرضوا لملاحقة ومطاردة، منوهاً إلى أن أكثر من 20 صحفياً من زملائنا العاملين في وسائل الإعلام المختلفة لا يزالون يقبعون في سجون المليشيا ويتعرضون لأبشع الانتهاكات والتعذيب.

 

وأضاف: “رغم البيانات والبلاغات التضامنية الصادرة عن مؤسسات حقوقية دولية، إلا أننا نرى المجتمع الدولي خذل اليمنيين بشكل عام والصحافيين بشكل خاص، حيث يمكن ملاحظة غياب الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون في الإحاطات التي يقدمها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إلى مجلس الأمن الدولي” مؤكداً أنه لا يبدو أن هناك أي ضغط دولي على الانقلابيين لإطلاق سراح الصحافيين والكف عن ممارسة الانتهاكات بحقهم.

 

 

ودانت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية انتهاكات سلطات الانقلاب بحق الصحافيين، حيث قال جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش معلقاً على تلك الانتهاكات: “يأتي إغلاق الحوثيين للمنظمات في خضم حملة احتجاز واختفاء قصري للنشطاء ورموز المعارضة السياسية والصحافيين، وهذا نهج قمعي إضافي يستخدمه الحوثيون للتضييق على مساحة الديموقراطية في المناطق التي يسيطرون عليها”.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية