مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

جائحة تنهش الجسد اليمني

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

بقلم/ فكرية شحرة

الوضع المأساوي الذي وصل إليه وطننا تعجز كل الأفلام الوثائقية عن شرحه وبيان تفاصيله الغامقة في لوحة حرب خلفت أبشع صورة لمجتمع متهالك منذ البداية.

المجاعة التي تزحف بصمت التعفف والأنفة لعائلات تعيش على الكفاف، يحسبهم الناظر شبعى، والجوع يلسع بطونهم؛ فينفجر دعاءً على من ساق الدمار والفقر إلى وطنٍ لطالما كان خيره يفيض لغير أهله.

مع انقطاع المرتبات للشهر الثامن تمتزج مشاعر الغضب المكبوت مع الدهشة والاستغراب من هذا التجاهل لوضع الناس المردي، وكأن إنسان هذا الوطن قادر على الاستمرار في العيش بلا غذاء أو دواء أو سكن، بعد أن تم طرد كثر من الأسر من سكنها؛ نتيجة تراكم الإيجارات، وعدم الثقة بسدادها من موظف مصيره مجهول.

حالة القلق التي تتفاقم مع قدوم شهر رمضان لهذا العام يجعل الكثيرين يتساءلون: هل يأتي رمضان بالخير؟ أو سيكون استكمالاً لصيام أشهر طوال لآلاف الجائعين في وطن تطحنه الحرب والمجاعة.

الواضح للعيان أن الآلاف من الأسر التي كانت مستورة الحال انزلقت تحت خط الفقر، وانكشف سرها بالعوز والحاجة، ولم تعد البطالة المستشرية هي من يدفع رصيد الوطن من الشباب والعمال إلى جبهات القتال مع الحوثية، التي تدفع ثمناً زهيداً لأرواح لاستقطابها لأتون الاقتتال، بل صار اليأس من تحسن الحال سبباً للانتحار تحت مسمى الجهاد.

في وطن تنعدم فيه كل وسائل الصحة يصبح المرض في متناول كل مواطن بلا استثناء، ذوو الأمراض المستعصية يقع على كاهلهم رعب الموت كل يوم؛ لانعدام الكهرباء فرات طويلة، ومرضى الكلى يُغسلون في جنائزهم بعد العجز عن غسيل الكلى.

انتعشت في هذا الوطن أمراض كانت قد اندثرت في دول العالمحتى المتخلفة منها- وكأن نصيبنا من التخلف ضارب الجذور لألف ومئتي عام، منذ حكم أول إمام وطئ أرض اليمن؛ فحرص أن يكون المرض ثالث ثلاثة لا يفترقون: الجهل، والفقر، والمرض.

الكوليرا شبح آخر يخطف في طريقه الأرواح، وينتشر في مدن اليمن تماماً كمليشيا الانقلاب حن تفشت تحصد في مسيرتها أرواح الأبرياء، كأي وباء مرضي يصيب الوطن.

يمضي المرض والقتل والجوع في سباق محموم لحصد الأرواح دون أن يلوح في الأفق أي انفراج سياسي أو ميداني.

 

ما سببه الانقلاب هو جائحة بكل المعايير، فما يحدث من دمار اقتصادي في البلد، ونهب لحقوق الوطن والمواطن لم يسبق له في التاريخ مثيل؛ كلُّ شيء هنا يدار بسوق سوداء، واحتكار، واستغلال، وسطو مسلح؛ حتى لأقوات البسطاء والمعوزين.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية