بقلم/ أنيس منصور
ثلاثة أعوام من صمود المقاومة الشعبية اليمنية في مواجهة آفة البغي والغطرسة طرفي الانقلاب صالح والحوثي، تكللت بالانتصارات والتقدم الميداني في الجبهات وحولت الميليشيات الانقلابية من طرف مهاجم إلى طرف مدافع، وهو ما سجل درساً لا يمكن نسيانه في تأريخ الإنسانية بأن الذود والدفاع عن الوطن يقف دائماً في مقدمة المهام التي تواجه شعب اليمن أمام خطر المؤامرات والتحديات التي يمكن أن تمس وطننا الحبيب في حريته واستقلاله وسيادته.
وصارت الصورة جلية وواضحة في أن كافة الذرائع التي جرى تحشيدها ضد الشرعية والمقاومة قد فقدت قدرتها على عزل الشعب اليمني عن عقيدته ودينه ونسيجه الاجتماعي الواعي بأهداف ومخاطر عودة الإمبراطورية الفارسية باسم “الحق الإلهي” في الحكم والتوسع.
رغم الجراح والمآسي والألم والعذابات والبيوت المهدّمة بتفجيرات المسيرة الشيطانية والدمار الكبير والإرهاق الذي خلّفته الحرب الشعواء وآلة القتل وضعف إمكانيات بعض الجبهات، إلا أن المقاومة اليمنية الشعبية صامدة وشامخة ومنتصرة تسطر بصمودها الأسطوري الخارق ورباطة الجأش والتصميم والإرادة لتحقيق النصر الأكبر والفعل المزلزل والعاصف في قلب الميليشيات ومن يواليهم ويدعمهم.
أقول لكل مقاوم صامد في الجبهات وثابت خلف قبضة السلاح: ما أروعكم..أنتم شرفنا.. أنتم تاج رؤوسنا.. وأملنا.. وحلمنا.. وبوصلتنا.
أمام الثبات والعزيمة والإيمان بالهدف وتكبيد مليشيات الحوثي وصالح خسائر كبيرة أصبحت قيادة الميليشيا الانقلابية تلقي بعشرات المقاتلين من أفرادها إلى الموت مقابل السيطرة على شبر واحد، وكل يوم في خسارة، فكم من أبطال المقاومة الذين شهدوا المعارك قالوا “يحسبوننا كالأعواد الضعيفة الهشة إذا داسوا عليها تنكسر، لكن المفاجأة أنهم وجدوا رجالاً كالألغام إذا داسوا عليها انفجرت”.
ورغم كل محاولات الانقلابين في اللعب على وتر الإرهاق والاستنزاف حتى تكون هزيمة أو استسلام؛ إلا أن المقاومة لا تزال صامدة صلبة كانت وما زالت تقاوم طغيان العدو ببأس وصبر شديدين وتدير المعركة بكفاءة عالية استراتيجياً وتكتيكياً وميدانياً، الأمر الذي مكّنها من إلحاق هزائم وخسائر كبيرة جداً لم تكن واردة في حسبانهم، ناهيك عن صمود الإرادة الشعبية اليمنية أمام كل الأزمات والانتهاكات والجرائم اليومية ولسان حال كل رافض للانقلابين “مها فعلوا بنا، ورهّبونا، وهجّرونا من بيوتنا، وقتلوا أبناءنا الشهيد تلو الشهيد، فلن ينالوا من إرادتنا التي تشبعت بالصمود والتحدي، ولن يستطيعوا القضاء على المقاومة التي هي جزءٌ منا ونحن جزء منها”.
