مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

7000 ألف ساعة.. غسل أدمغة وتغيير ثقافات

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

 

أبو بكر الدوسي


رئيس الدائرة الإعلامية في حزب الرشاد اليمني

لا يكاد يختلف اثنان أن أهم وسائل تغيير العقل الجمعي لأي شعب تكاد تنحصر في ثلاث مؤسسات:

المؤسسة التعليمية، والمؤسسة الدينية، والمؤسسة الإعلامية، ومن يملك إحدى هذه الوسائل يستطيع تغيير العقل الجمعي إلى حدٍّ كبير، بل ربما وسيلة إعلامية واحدة فاعلة، تحقق الكثير.

لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن كل هذه الوسائل الثلاث في مناطق نفوذ الحوثي هي تحت سيطرته الكاملة، لك أن تتخيل أي تغيير يمكن إحداثه، وأي قنابل بشرية موقوتة يتم تجهيزها لما بعد الحرب.

يؤكد هذا ما يتذكره الجميع حين اقتحام الحوثيين صنعاء، كان هدفهم الأول مبنى الإذاعة والتلفزيون، ولا زلت أتذكر يومها كنا على الهواء، ووجهت سؤالًا لمحمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين، لماذا تقصفون مبنى الإذاعة والتلفزيون، تهرب ثم أغلق الهاتف.

ومنذ اقتحام صنعاء ضيقت الميليشيا الخناق على كل الأصوات، ونهبت القنوات، وأغلقت مقرات الصحف، وصادرت ممتلكات الوسائل الإعلامية، وضاقت ذرعًا بتلك الوسائل الإعلامية التي كانت متحالفة معها، تمامًا كما هو الحال في إيران، الصوت الواحد، والمرشد الأوحد.

أين الخطر؟

الإنسان أخلاقًا وسلوكًا وثقافة هو نتيجة لمدخلات البيئة المحيطة، ما بين سبع إلى ثماني ساعات يقضيها الطالب يوميًّا في المدرسة، يستفتحها بالإذاعة المدرسية التي تحوَّلت إلى حصة ميليشاوية خالصة، تختم بالـ (الصرخة)، ثم باقي يومه أمام مدرس (مبردق) يهذي باسم السيد، وخلف جنبيته ملزمة السيد، وأمام هذا الطالب المسكين كتاب على غلافه الشعار (الصرخة)، وبين دفتيه حشو من هرطقات الملازم التي حشرت في كل وحدة من وحدات الكتاب؛ فضلًا عن زيارات المشرفين وطلبات (الصرخة التي لا تنتهي)، وقس على ذلك، ثمان ساعات يوميًّا بواقع 1400 ساعة سنويًّا، تخيل ماذا عساها أن تحدث من تغيير، ثم اضرب ذلك في 5 سنوات حتى الآن، 7000 ألف ساعة قضاها التلاميذ في المدرسة فقط؛ رقم كارثي.

ماذا عن الإعلام المسيطر عليه بشكل كامل، ماذا عن المساجد والخطب؟ خطر كارثي لا متناهي، إضافة إلى الدورات الثقافية التي يؤخذ إليها كثير من الأبناء قسرًا، ولا يمكن أن ينتج هذا التجريف سوى قنابل بشرية موقوتة لما بعد الحرب، وستكون هي الأخطر، ربما هناك آلات لنزع الألغام التي زرعها الحوثي بالآلاف، لكن هذه الألغام أخطر.

إننا أمام أكبر جريمة ترتكب بحق العقل والفكر اليمني في أوساط الشباب خاصة والأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين، خمس سنوات تغير كثيرًا من الأخلاق والقيم والعادات والمفاهيم، وما تلك الجرائم التي ترتكب في حق المعتقلين والقنص للأبرياء والأطفال إلا دليل على تغيير القيم لدى أعضاء الميلشيا، وغسيل أدمغتهم وهو ما حولهم إلى وحوش، ونزع منهم يمنيَّتهم وإنسانيَّتهم، بل وحتى آدميتهم.

كنت في صنعاء بين عامي 2007 و 2015م كنا نرى الحوثيين في العام 2008م، يقومون بتوزيع ملازم الهالك حسين الحوثي بطرق متخفية أشبه إلى حدٍّ كبير بطرق موزعي المخدرات، ومع ذلك انظر ماذا فعلت، فكيف اليوم وقد سيطروا على كل الوسائل المتاحة.

ماذا عسانا أن نفعل؟

الواجب تجاه هذه الجريمة الكارثية التي تهدف إلى تغيير العقول والأفكار والثقافة والقيم، ليس على جزء من المجتمع دون آخر؛ بل على كلٍّ واجب -بحسب مكانته ومسؤوليته- تبدأ المسؤولية من البيت حيث على الأب والأم والأخ الذين يجب عليهم أن يعملوا بكل جهد للحفاظ على أبنائهم، فمدمن المخدرات قد يتعافى، أما من تلوث عقله بتلك الأفكار فتداويه أصعب.

وعلى الحكومة الشرعية القيام بواجبها إعلاميًّا باعتماد برامج نوعية متميزة تبين للناس خطورة هذه الأفكار الطائفية الإرهابية التي تسوقها ميليشيا الحوثي.

وعلى المجتمع الدولي والمحلي العمل بكل الطرق الممكنة من أجل إنهاء التمرد الانقلابي الحوثي في اليمن، والتمكين لعودة الدولة، قبل أن يتسع الخرق، ويجدوا أنفسهم أمام أعداد هائلة تكن الحقد والكره لكل جميل في الحياة.

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية