×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

المغتربون ودورهم في مداواة جراح اليمن

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 منذ سقوط العاصمة صنعاء في أيدي المليشيا اليمني الانقلابية في 21 سبتمبر 2014 والمواطن اليمني يعيش أوضاعا متردية في شتى مجالات الحياة. لعل أكثرها مأساوية سوء الحالات المعيشية والصحية بدرجة غير مسبوقة. وتتعمد مليشيا الحوثي تجويع الناس وإفقارهم، في الوقت الذي تذهب موارد الدولة التي تسيطر عليها إلى الأرصدة الخاصة. وتمويل الحرب ضد اليمنيين ودول الجواز.

التقارير الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة مخيفة للغاية، فهناك 18 مليون يمني )من أصل 27 مليونا  بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 103 مليون ذو احتياج شديد، و 7ملاين لا يعرفون هل سيتناولون الوجبة المقبلة أو لا.

وفقاً للمنظمة الدولية نفسها، فإن أطفال اليمن هم الشريحة الأكبر تضرراً؛ فكل 10دقائق يموت طفل يمني جراء سوء التغذية، وفي وسط هذه الأزمات المتفاقمة انضم قرابة 1,5 مليون من موظفي الجهاز الإداري للدولة إلى المهددين بالجوع، بعد توقف صرف رواتبهم منذ قرابة سبعة أشهر.

محمد الطاهري موظف حكومي في العاصمة صنعاء وأب لثلاثة أطفال، اضطر أن يبيع بعض أدوات المنزل من أجل أن يغطي نفقات المعيشة، وباعت زوجته الذهب لسداد إيجار المنزل.

تحدت الطاهري ل" المنبر اليمني ":  وكلّ همّه أن تستجيب الحكومة للمطالبات اليومية بصرف الرواتب التي مضى عليها سبعة أشهر؛ كي تهدأ النفوس، وتستقر الأحوال المعيشية، وهو ما سيعود بالفائدة على الجميع حسب وصفه.

وأوضح أن أغلب الموظفين قد غرقوا في قائمة طويلة من الديون، وأصبحوا تحت طائلة المطالبة الدائمة بسداد تلك الديون، ولا يوجد أي فرص عمل كي يعملوا وتغطية هذا العجز الحاصل.

ليس هذا فحسب فهناك دكاترة في الجامعات اضطروا للعمل في عربات الشوارع، أمثال الدكتور عبدالنور القليصي الأستاذ بجامعة الحديدة، الذي يعمل خبازاً في أحد مطاعم المحافظة، بينما يعمل عبدالجبار العزي -مؤسس قسم الهندسة المعمارية في جامعة ذماربائعاً للذرة الشامية.

  الأمم المتحدة.. سكوت عن الانتهاكات

المنسق العام للإغاثة في اليمن جمال بلفقيه أكَّد صحة هذا الوضع المخيف الذي فرضته مليشيا الانق اب وحصارهم الشديد على المدن، ومنع وصول الإغاثة والدواء، وتهجير السكان، وأوضح في حديث خاص ل "المنبر اليمني" أن التقارير التي تصلهم من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي مؤسفة رغم وجود مكاتب للأمم المتحدة، وأكد بلفقيه أن المنظمات الدولية رغم معرفتها بهذه المؤشرات الخطيرة والانتهاكات المتكررة، إلا أنها تقابلها بالسكوت.

بلفقيه أكد كذلك أن 19 مليوناً لا يحصلون حالياً على مياه صالحة للشرب، وهذا ينذر بواقع صحي خطر، والأخطر من ذلك مغادرة الأطباء من مناطق الصراع بسبب انتهاكات الحوثي.

يأكلون القمامة وأوراق الشجر

قد يستغرب البعض من سماع أخبار تتحدث عن سكان يمنيين يأكلون من صناديق القمامة وأوراق الشجر، لكن هذه هي الحقيقة المرة التي يكابدها بعض أبناء الوطن في ظل إصرار الانقلاب على مواصلة الإجرام بحق الشعب، فأينما اتجهت في اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً خصوصاً في المحافظات التي لا تزال قابعة تحت سيطرة الحوثي وصالح، تجد البسمة غائبة في وجوه أبناء اليمن، يتكبدون الأيام قسراً دون أن يرف جبن لتلك المليشيا القادمة من الجبال.

بل وصل الحقد بهذه الجماعة الانقلابية حسب شهود عيان وتأكيدات حكومية بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، ومركز الملك سلمان للإغاثة، والجمعيات والمؤسسات الخيرية في الداخل.

انتهاكات تُنهي نصف القطاع الصحي

لا يقل القطاع الصحي ألماً عن الواقع المعيشي، فقد خرجت نحو % 50 من المرافق الصحية عن الخدمة جراء الحرب التي تسبب بها الحوثي، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها العاملين في هذا القطاع من قبل المليشيات.

الكثير من المحافظات نفدت منها كميات الغسيل الكلوي، وماتت عشرات الحالات في المشافي وهم ينتظرون عبوة غسيلأما مدينة تعز فقد حوصرت من كل المداخل، وتم الاستيلاء على أدوية ومعدات طبية تابعة لمركز الغسيل الكلوي بالمحافظة حسب بيان رسمي للحكومة الشرعية، ومنع مئات المرضى والجرحى من الأوكسجين والغسيل حتى مات عدد منهم في أروقة المستشفيات.

ما تبقى من مرافق صحية في المناطق الخاضعة للحوثي تمّ الاستيلاء عليها واستخدامها لعلاج وتطبيب قادة الانقلاب وجرحى الحرب، في حين يستمر التهديد على منظمة أطباء بلا حدود والهيئة الدولية الطبية.

(محمد علي)  تعاني والدته البالغة من العمر 55 عاماً من مرض سرطان الدم، عاد بأمه من المستشفى بعد أن عجز عن شراء الأدوية الباهظة الثمن، تجاسرت أمه بالشجاعة، وقالت له"نعود إلى البيت حتى يأتي الموت ".

يقول محمد -وقد ظهرت عليه آثار الألم-: إن مرض والدته قد أضاف عليه عبئاً إلى عبء القيام على أسرته، في ظلّ الظروف التي تمرّ باليمن، وندرة فرص العمل، وغياب مؤسسات العمل الخيري التي كانت تسهم في دفع جزء كبير من ثمن الأدوية المستمرة.

من الأهمية الإشارة هنا إلى أن الأرقام والإحصائيات الصادرة عن الجهات الرسمية والمنظمات الدولية لا تعكس الوضع الحقيقي، فهناك آلاف اليمنيين يعانون من الجوع والمرض في الأرياف لا أحد يلتفت إليهم ولا تصلهم فيموتون في الهامش.

ابتزاز قُطّاع التجارة

القطاع التجاري لم يسلم من أعمال الانتهاكات المستمرة من قبل الحوثيين، فكثير من التجار يشكون من احتجاز العشرات من الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية والبضائع في مداخل المدن الرسمية بسبب مطالبة المليشيا بضرائب وجمارك إضافية؛ مما يؤدي إلى تعرضها النهب أو التلف.

يقول التاجر عبدالرب الغيثي:"إن الحوثيين أنشأوا نقاطاً أمنية في المداخل الرئيسة للمدن، ويقومون بفرض رسوم جمارك غير التي تم دفعها في الموانئ البحرية ومنفذ الوديعة؛ ما أدى إلى زيادة في ارتفاع الأسعار وحجز الشاحنات لأيام طويلة ".

وأضاف في حديثه ل "المنبر اليمني""المليشيات تقوم بابتزاز مستمر للتجار، مرة باسم الج ارك، وأخرى باسم الضرائب، وأحياناً باختراع رسوم جديدة تحت بند المجهود الحربي ودعم المجاهدين وغيرها من وسائل الابتزاز".

وأوضح الغيثي أن كثيراً من قطاعات التجارة اضطرت إلى تسريح عدد كبير من الموظفين بسبب تراجع العمل وانخفاض الإيرادات م ا فاقم من معيشة أولئك الموظفين وزادت رقعة البطالة والفقر بدرجة مخيفة.

أما التاجر توفيق العجل فقد أعلن إفلاسه عبر وسائل الإعلام بعد أن قامت أطقم مسلحة تابعة للحوثيين باقتحام منزله ومكتبه، ونهب جميع ممتلكاته، والمستوصف الطبي التابع له، وإحراق المنزل و المستوصف.ذ

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية