×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

اليمنيون والهجرة .. ذكرى تستلهم الماضي في معركة الحاضر

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

استطلاع/ ماجد العودي

يستلهم اليمنيون ذكرى الهجرة وهم يخوضون معركتهم ضد المتآمرين على اليمن – ملالي إيران ووكلائهم الحوثيين-  الذين يسعون لانتزاعه من عمقه العربي والإسلامي؛ لكون الهجرة تشكّل حدثًا تاريخيًا فاصلًا في تاريخ الإسلام، كان ولا زال يشع عبرًا ودروسًا مضيئة في حياة المسلمين أفرادًا ومجتمعات ودولًا، وفي صدارة تلك الدول والمجتمعات يأتي المجتمع اليمني على وجه الخصوص، كونه يواجه مخالفات الحوثيين التي تناقض المفاهيم الكلية للهجرة النبوية. من أجل ذلك أفردت مجلة « المنبر اليمني» ملفًا خاصًا للهجرة النبوية الشريفة، التقينا من خلاله ؛ نخبة من العلماء والكتاب والمثقفين  الذين تحدثوا للمنبر اليمني بالآتي : 

 

الهجرة أبرز أحداث الإسلام:

تحدث للمنبر اليمني الشيخ  أحمد بن حسن المعلم نائب رئيس هيئة علماء اليمن عن سبب ابتداء المسلمين تأريخهم من الهجرة وتركهم التأريخ بميلاد الرسول -صلى الله عليه وسلم-قائلًا: إنهم – أي الصحابة- نظروا إلى المحطات البارزة في تاريخ الإسلام، ثم قارنوا بينها من حيث أهميتها وأثرها على المسلمين، فيوم المولد من أيام الله المشهودة ولاشك، ويوم البعثة كذلك، والأيام المهمة في تاريخ الإسلام سيما في العهد النبوي كثيرة، وتأتي أهمية كل يوم مما ترتب عليه من آثار، ولاريب في أن الآثار المترتبة على الهجرة كبيرة جدًا؛ لذا اختار عمر -رضي الله عنه- الهجرة على سواها. أما المولد - وإن كان له أهميته ومكانته في نفوس المسلمين- إلا أنه أمر عام يشترك فيه كل البشر؛ كما أن النصارى قد أرخوا بمولد نبيهم، وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم وصحابته- يقتضي مخالفتهم؛ فلذلك لم يعرجوا عليه.

الهجرة ابتدأت ببناء المسجد والحوثيون يفجرونه

الإعلامي خالد عليان نائب مدير قناة اليمن الفضائية يقول: في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة - التي أسست المساجد - وعملت على تماسك المجتمع نتذكر الحوثيين اليوم وهم يفجرون بيوت الله أمام أعين الناس، ويصرخون بالنصر للإسلام، ويضيف: لم يعدموا وسيلة إلا وفعلوها لشق صف المسلمين وإضعافهم، والطعن في الخلفاء الراشدين والأئمة والمحدثين. فمن العجب أن تحتفي اليوم في بلاد الإيمان والحكمة جماعة متطرفة بذكرى الهجرة النبوية الشريفة وفي ذمتهم 299 مسجدًا أو تزيد، عملوا على تدميرها وتخريبها بالكامل، وحولوا أكثر من  146 مسجدًا إلى « ثكنات عسكرية» للقتل والتدمير ومقرات للقنص والتنكيل، وإزهاق النفس التي حرمها الله.

ونوه عليان إلى أن الحوثيين عمدوا  إلى تدمير آخر طال المساجد عبر إفراغها من أدوارها، والزج بخطبائها في السجون، ومنع إقامة التراويح فيها، وتُحرف مسيرة التوحيد ليصعد على منابر المساجد المحتلة رؤوس جاهلة تحرف عقيدة المجتمع، وتجعل المسجد مكانًا لنشر الأحقاد الطائفية، مخالفين بذلك مقاصد تأسيس المسجد بعد الهجرة النبوية.

الهجرة خيار استراتيجي فاصل بين الاستضعاف والتمكين:

تحدث الشيخ عبدالله النهيدي مدير عام على قناة رشد الفضائية، مبينًا أن الهجرة كانت  خيارًا استراتيجيًا لكثير ممن قص الله علينا خبرهم من المؤمنين في القرآن أنبياء أو غير أنبياء، ولعل من نافلة القول: إن كثيرًا من الناجحين في الأرض اليوم كان نجاحهم في غير البلدة التي ولدوا فيها، والمكان الذي ألفوه، ولو أن ذاك العالم أو الداعية أو المهندس أو السياسي أو الضابط ظلَّ في قريته التي ولد فيها لما سمع عنه أحد، ولا جاء له ذكر ولا راح.

الأحداث العظيمة يصنعها من يملك الجدارات

وعن المرأة وأدوارها في الهجرة النبويَّة، والمعايير التي على أساسها يتم اختيار الأفراد للقيام بالمهام، وربطها بواقعنا اليمني وما آلت إليه الأمور في ظل الانقلاب الحوثي من إسناد الأمر إلى غير أهلها، تحدثت د. خديجة عبدالملك داوود الحدابي الأكاديمية في جامعة تعز لمجلة «المنبر اليمني»  قائلة:

إذا كانت البعثة النبوية أعظم حدث في سلسلة التحولات التاريخية الكبرى، فإن الهجرة النبوية أهم حلقة في تلك السلسلة، والحدث العظيم لا يضطلع به إلا من امتلك من الجَدَارات ما يؤهله لصناعة ذلك الحدث.

  وحدث الهجرة له ما بعده من تأسيس بنيان المجتمع المسلم، وتوطيد أركان الدولة الإسلامية، ولم يشارك في صناعة هذا الحدث إلا الخُلَّص من الرجال والنساء. فهناك القائد المصطفى  وصاحبه أبو بكر الصِّدِّيق وآل بيته، وعلي بن أبي طالب، ودليل الرحلة. ولو كان معيار التفاضل في الإسلام هو الجنس، لما أسرَّ النبيُّ إلى صاحبه بأمر الهجرة في حضرة عائشة -رضي الله عنها-  فرغبة النبي في خروجها بادئ الأمر دلالة على خطر ما سيقال، ورضاه عن بقائها بعد تطمين والدها تأسيس لمبدأ أصيل في الإسلام، وهو مبدأ الجدارة والكفاءة، فلو لم تكن عائشة -رضي الله عنها- أهلًا لحفظ السر العظيم للدولة الناشئة، لما تحدث به النبي -صلى الله عليه وسلم-  في حضرتها، إذ يترتب على تسرُّب هذا الخبر تقويض بنيان الدولة التي يمهِّد النبي -صلى الله عليه وسلم-  لتأسيسها في المدينة.

وفي الجانب الآخر تضطلع أسماء بنت أبي بكر بمهمة التموين وتزويدهم بالمعلومات، وهي وظيفة لا توكَل في عُرف الدول إلا للقوي الأمين.  إن ثقة النبي  بالمرأة في هذا الظرف الحرج هي إيذان بعهد جديد يقوم معيار التفاضل فيه على أساس الكفاءة والجدارة ولا شيء سواه.

الهجرة والبناء العسكري للدولة:

تأتي ذكرى الهجرة النبوية واليمن يخوض معركته المصيرية ضد فلول الكهنوت ومليشيا الانقلاب الصفوي، وأبطال القوات المسلحة، والأمن اليمني يقفون سدًا منيعًا أمام تمدد الأطماع الفارسية في اليمن، فهم في جبهات القتال حاضرون، وهم في جبهات الفكر والثقافة والوعي حاضرون،  العقيد جمال الشميري  مدير عام الشرطة العسكرية بمحافظة تعز يتحدث عن الهجرة النبوية الشريفة من زاوية الفعل العسكري قائلًا:

إن أحد أهداف الهجرة النبوية هو إعداد القوة العسكريـَّــة التي تسند إليها مهام حماية الدولة؛ وقد حرص رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على تعزيز الدولة من خلال تدريب المقاتلين، وعمل على تحصيل الدعم بالمال والسلاح والخيل، ودعا الجميع للمشاركة في هذا تحت راية الدولة؛ ولأنه هاجر وهو يعلم أن أعداءه يحيطون به وبالمدينة، ويخططون للنيل منه؛ فقد تحرك في هجرته وفق خطة متكاملة بما فيها الجانب الأمني، ونظَّم المدينة على أساس عسكري،  فقسم المسلمين في المدينة إلى عرافات، وجعل على كل عشرة عريفًا، وجعل من جميع الذكور البالغين جنودًا، وكون منهم الجيوش، والسرايا العسكريّة. وكانت الإدارة العسكرية للرسول -صلى الله عليه وسلم- كالآتي:

أولًا: وحدة القرار العسكري، وقد كان بيد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وحده، ولم يكن لأحدٍ من المسلمين سلطة اتخاذ قرار عسكري بشكلٍ منفرد بعيدًا عن النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم-.

ثانيًا: تشكيل الجيش وتعيين القادة: كان صلى الله عليه وآله وسلم يُشكِّل الجيش والوحدات العسكريّة من الذكور البالغين، ولم يكن يقبل النساء ولا الأطفال؛ فللنساء التطبيب وسوى ذلك من المهام.

 ثالثًا: عملية تدريب المقاتلين: لقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه أمر بالتدريب على الفروسية والرمي، وجعل التدريب العسكريّ أساسيًا في مجتمع المدينة.

رابعًا: وضع قوانين الحرب وآدابها، وترسيخها، ومنها مراعاة الحرمات، ومنع التعدي والتجاوز. ومن يتأمل أفعال الحوثيين يجدهم يتعدون ويتجاوزون القيم كلها التي أرساها النبي –صلى الله عليه وسلم-، فتجدهم يقتلون النساء والأطفال، ويهلكون الحرث والنسل، وينقضون العهود.

 إن الهجرة النبوية حدث تاريخي رافقه تحولات في حياة المسلمين ومدنيتهم، وأظهر قدراتهم في التخطيط والإدارة، وبناء العلاقات الدولية، وقراءته واستشراف ما فيه من دروس كان الهدف من تخصيص هذا الملف لهذا الموضوع المهم في حياة المسلمين، وفي المقالات التالية نستكمل محاور الملف ببيان: التغييرات المجتمعية العميقة التي أحدثتها الهجرة في حياة المسلمين، وفي أنظمة المجتمع. 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية