×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

عاصفة الحزم.. بلغة عربية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

عبدالرزاق الحطامي

زهاء خمس سنوات على تصريحات مسؤولين إيرانيين بتبجح بالغ وكلمات مشبوبة بالفرح والحفاوة عن سقوط العاصمة العربية الرابعة في حضن مشروعهم الفارسي، ومازالت صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا الحوثية تتكلّم بلسان عربي مبين.

أواخر أكتوبر 2016 تحدّثت صحيفة الثورة الناطقة باسم الحوثيين بعد سيطرة الميليشيا على خطابها الإعلامي، عن لقاء جمع القائم بأعمال السفارة الإيرانية في صنعاء بقيادات حوثية، وبعد اللقاء بأيام قليلة كانت الميليشيا الحوثية تسعى إلى افتتاح قسم خاص في جامعة صنعاء للغة الفارسية، وشملت الخطة "أ" في مشروع التعاون الإيراني الحوثي إجبار معاهد وأكاديميات أهلية في صنعاء على فتح أقسام من هذا النوع، في إطار مخطط شامل نحو تفريس لسان اليمنيين العربي المبين.

اعتمدت السلطات الإيرانية في طهران موازنة ضخمة لبرامج تفريس اللغة العربية في اليمن، وحاز هذا المسعى صدارة اتفاقيات التعاون والشراكة بين إيران وميليشياتها الحوثية بصنعاء في أول زيارة لوفد حوثي إلى طهران برئاسة صالح الصماد بعد أيام من اجتياح الميليشيا الحوثية صنعاء، كما تم في هذا اللقاء الاتفاق على جسر جوي مفتوح بين صنعاء وطهران بمعدل أربع رحلات يومية، الأمر الذي أثار حيرة الكثيرين حول طبيعة هذه الرحلات الجوية اليومية وعددها اللامعقول، وكان من الواضح أن ابتعاث طلاب يمنيين إلى طهران، أو استقدام معلمين إيرانيين إلى صنعاء أحد الدوافع التي استدعت تدشين الجسر الفوري بين العاصمتين.

قرار الميليشيا الحوثية افتتاح أقسام للغة الفارسية جاء متأخرًا بأكثر من عام على موعد البدء في تنفيذ الخطة "أ" من عملية تفريس اللسان اليمني، وهي فترة تتزامن مع العام الأول من عمر عاصفة الحزم التي طوّحت بأحلام المشروع الفارسي من فوق الجسر وأوقفت جناحيه عن الطيران.

تلاشت أطماع القومية الفارسية وخبا فرح الحفاوة مع أول جسر جوي أطلقه التحالف العربي على الأجواء اليمنية في مهمة وسياق آخر، ولم يكن دعم الشرعية السياسية في اليمن أو طلبها من أشقاء الجوار الخليجي نجدة التدخل سوى جزئية في بنك أهداف عاصفة الحزم ومبررات انطلاقها؛ إذ انطلقت العاصفة تدشينًا لمشروع مواجهة بعيدة المدى على ساحة الصراع التاريخي بين قوميتين على طرفي عداء.

اليمن هي العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي والأمن القومي العربي، وانحدارها إلى مستنقع المشروع الفارسي بهويّته الأيديولوجية المعادية للعرب والإسلام سيجرّ بالتالي مساحات المحيط العربي إلى ذات القعر في المستنقع. لقد قلبت عاصفة الحزم كل طاولات المعبد في ديانة النار، وكل المعادلات العسكرية والسياسية في موازين القوى على ساحة الصراع الإقليمي، لتموت الأحرف الفارسية في صنعاء على حبال الصدمة، ويتعثّر برنامج التفريس في مهده أمام مصدات العاصفة على المنحدر.

في هذا السياق لا يبدو من الإنصاف المعرفي في تعريف المصطلحات والمفاهيم اعتبار عاصفة الحزم عملية عسكرية استدعتها ضرورات مرحلية، أو قرارًا سياسيًا فرضته متغيرات طارئة على ساحة توازنات القوة ومعادلات الصراع، فهي -أي عاصفة الحزم- معركة الضرورة الاستراتيجية، وثورة المواجهة التاريخية بين طرفين متناقضين يتصدّر واجهة الصراع التاريخي بينهما؛ إيران كطرف عن القومية الإرهابية الفارسية، وفي الطرف المواجِه المملكة العربية السعودية عن الأمة العربية والإسلامية ككل.

وعلى الرغم من سعي المملكة العربية السعودية قبل عاصفة الحزم عبر كل وسائلها الدبلوماسية وسياستها الخارجية إلى إحداث نقاط مشتركة على خط الصراع؛ إلا أن إيران عملت منذ نشأة نظامها الثيوقراطي على تقويض كل آفاق السلام الممكنة، ومتاحات بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام والمصالح المشتركة.

بعد انسداد كل الأفق بمغاليق الإرهاب الإيراني ووهم هلالها التوسعي، جاءت الميليشيا الحوثية لتؤكّد لدول الخليج العربي وفي صدارتها المملكة العربية السعودية ضرورة اعتماد استراتيجيات أخرى تقوم على تكتيك المبادأة، والمفاجأة، وسرعة وقوة القرار، وكانت عاصفة الحزم التجلّي الأكبر والأقوى لوحدة القرار العربي واستقلاليته، والدفاع العربي المشترك.

دفع التحالف العربي لدعم اليمن بقيادة السعودية وعبر عملية عاصفة الحزم والأمل بكلّ ثقله الأخوي الداعم والمساند لليمن على المستويين العسكري والإنساني، ومازالت عاصفة الحزم تقوم بواجبها على الساحة اليمنية رغم ما تعنيه خمس سنوات من تبعات إنفاق وتكاليف باهظة في أثمان الحرب الطويلة، ولم تنظر إلى ما تقوم به من هذه الزاوية في جردة حساب الحرب، فهي تعي دورها في حماية الأمن العربي من موقع مركزيتها في العالم العربي والإسلامي، وثقلها وتأثيرها المحوري على صعيد السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية نافذة الأثر والقرار.

وطبيعة أي معركة كبرى ومصيرية تمسّ التاريخ والمستقبل على حدٍّ سواء ومتوازٍ كان من الطبيعي أن تطرأ بعض الثغرات والاختلالات على مستويات الأداء والمسارات الاستراتيجية، وهي ثلوم صغيرة لا تُعدُّ في الاعتبار بالنظر إلى الطابع العام للحدث من زوايا بعيدة في جدران المستقبل وأبعاده الإيجابية خارج دائرة المدى المنظور والرؤية القاصرة.

قال أحد المواطنين اليمنيين في لقاء صحفي إن عاصفة الحزم لو لم تقم لكانت الميليشيا الحوثية تقصف اليمنيين اليوم بالبراميل المتفجرة، ويجدر القول في ختام هذا المقال أن أحد هذه البراميل كان يمتلك كلّ مقومات الفرصة لتفجير اللسان العربي المبين في أفواه المجتمع اليمني وقصف لغته العربية وهويته الإسلامية عبر عملية تفريس كامل تستهدف تفريس المجتمع، ولولا عاصفة الحزم لكانت قناة المسيرة اليوم تبث برامجها اليوم وبعد مرور خمس سنوات باللغة الفارسية، ولكان المواطنون المجبرون بقوة السلاح وسجلات الرصد البوليسي يجوبون صنعاء في تظاهرة مقتل قاسم سليماني وهم يؤدون الصرخة الحوثية الخمينية باللغة الفارسية وبطلاقة.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إبرازات

  • لو لم تقم عاصفة الحزم لكانت الميليشيا الحوثية تقصف اليمنيين اليوم بالبراميل المتفجرة
  • قلبت عاصفة الحزم كل المعادلات العسكرية والسياسية في موازين القوى على ساحة الصراع الإقليمي، لتموت الأحرف الفارسية في صنعاء على حبال الصدمة
  • تلاشت أطماع القومية الفارسية، وخبا فرح الحفاوة مع أول جسر جوي أطلقه التحالف العربي على الأجواء اليمنية
  • عملت إيران منذ نشأة نظامها الثيوقراطي على تقويض كل آفاق السلام الممكنة، ومتاحات بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام والمصالح المشتركة

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية