×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

ميثاق العمل الدعوي .. نبراس للوطن وشوكة في حلوق أعدائه

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 كان يوم الثامن عشر من ذي القعدة 1437 هـ مختلفاً في تاريخ اليمن الحديث، حين قرر عدد كبير من علماء ودعاة اليمن قطع الطرق أمام التدخلات الإيرانية بتوقيعهم ما بات يعرف ب «ميثاق علماء ودعاة اليمن» في مقر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالرياض، وفي السطور التالية تستعرض «المنبر اليمني » رؤية ورسالة هذا الميثاق..

شهد حفلَ التوقيع جمعٌ غفيرٌ من علماء ودعاة اليمن يمثلون مختلف المكونات الدعوية والمدارس الفقهية في اليمن، أجمعوا على  أهمية هذا الميثاق الذي دعت إليه الضرورة الشرعية، والمصلحة الوطنية للوضع الحالي في اليمن، والنصوص الشرعية المحكمة، والقواعد المجمع عليها عند أهل السنة والجماعة، والواقع اليمني والإقليمي، وحاجات الأمة الإسلامية اليوم بصورة عامة، واليمن بشكل خاص، وما يفرضه ذلك من وحدةِ صف العلماء، وتوحيد أهدافهم وأولوياتهم في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها الأمة.

لماذا الميثاق؟

يقول عضو اللجنة الإشرافية في برنامج التواصل مع علماء اليمن د. إبراهيم بن عبدالعزيز الزيد، إن هذا الميثاق في واقع الأمر هو منتجٌ يمنيٌ خالصٌ دعا إليه الغيورون على حاضر اليمن ومستقبله، ورأوا أن هناك حاجة ماسة لاجتماع العلماء والمفكرين، وأن يكونوا يداً واحدة ضد كل ما يهدد اليمن السعيد ورأوا أن اجتماعهم وسيلة مهمة جداً لعلاج ما يعيشه اليمن من أزمات فرأوا الحاجة إلى ميثاق شرف بن العلماء والدعاة والعاملون في الحقل الإسلامي فتوجهوا إلى هذه الوزارة بهذا المقترح وكان برنامج الوزارة وعاءً لتحركهم.

ويوضّحُ الزيد أن الوزارة ممثلة في برنامج التواصل مع علماء اليمن رحبت وعلى  رأسها الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بهذه المبادرة، ووجهت بإتاحة الفرصة للعلماء والمفكرين والدعاة من الإخوة في اليمن أن يجتهدوا في إنتاج هذا الميثاق وأن تسهل لهم السبل وأن تيسر لهم الوسائل فاجتهدوا حسب ما دعت إليه إمكانات هذا البرنامج، واجتمعوا عشرات الاجتماعات وعقدوا الكثر من اللجان وورش العمل منذ شهور عديدة حتى وصلوا إلى هذه الصيغة الحسنة.

نبراس للجميع

يؤكد رئيس لجنة الميثاق الشيخ أبو الحسن بن مصطفى السليمان على أهمية الميثاق وأهدافه والمراحل التي مرّ بها، مثمناً الجهود الكبرة والمتواصلة التي بذلها العلماء  في صياغة وإعداد هذا الميثاق الذي سيكون نبراساً يعمل به كل العلماء  من أجل اليمن واستقراره.

ويرحب أيضاً مستشار الم شف العام على برنامج التواصل مع علماء اليمن د. عبدالعزيز بن عبدالله العمار، بتوقيع علماء ودعاة اليمن على الميثاق الذي يُعد مبادرة مهمة لتقوية الجبهة اليمنية الشرعية وتعزيز دور العلماء الراشدين الربانين والجهات الشرعية المعتبرة وقطع الطريق على إيران والمناهج الفكرية والدعوية المرتبطة بها، لافتاً إلى أن دور وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد كان بمثابة الترحيب بالفكرة وتقديم جميع المساعدات والتسهيلات للأهداف المباركة التي يسعى  لتحقيقها علماء  اليمن لصالح بلدهم وإعادة الأمن والاستقرار لكافة أراضيه.

أكثر من 70 عالماً وداعية

ويتفق علماء اليمن من كل الأطياف على أهمية الميثاق، حيث يؤكد رئيس رابطة علماء ودعاة عدن الشيخ عامَّر بن ناشر العريقي على دوره في دعم المقاومة وإعادة الشرعية في اليمن، واصفاً الميثاق بأنه حدثٌ تاريخي ومهم وجلل وضخم، وشوكةٌ في حلوق أهل النفاق الشقاق.

ويلفت العريقي إلى أن الميثاق وقّع عليه أكثر من 70 عالماً وداعية وفتح المجال للتوقيع للمئات من العلماء والدعاة من جميع الشرائح كما أتيح أيضاً التوقيع الإلكتروني على  البيان في الموقع الخاص بالميثاق.

مواد وأهداف الميثاق

يحتوي ميثاق العمل الدعوي على «88» مادة تشكل منهج الدعوة في اليمن والمنطلقات الأساسية للدعاة وضرورة التعاون على  وحدة الصف والعمل الدعوي والتحذير من الخلاف والإسهام في بناء الإنسان علمياً ومعرفياً والاستفادة من الأخطاء السابقة.

ويهدف الميثاق إلى الحفاظ على  توحيد الصف، واجتماع الكلمة، وتنسيقِ الجهود لحماية الدعوة من التصدعات الداخلية والمؤامرات الخارجية، ووضع آلية للتعامل الشرعي مع مسائل الخلاف، وتحقيق التعاون والتكامل لنصرة الدين، وترسيخ مبدأ التناصح والتحاور بالتي هي أحسن، وكذلك السعي لتنسيق الجهودِ، وتقارب الرؤى ووجهات النظر بن الهيئات العلمية، والأحزاب السياسية، والجمعيات الخيرية بما يحقق مقاصد الدين ومصالح الأمة العامة والخاصة، والحثّ على مراجعة وتطويرِ مناهج التعليم وأساليب التربية لدى المدارس الدعوية وتهذيبِهَا على هَدْي الكتاب والسنة.

ويحذّر الميثاق من مناهج الإفراط والتفريط، وأن الخلاف في الفروع – غير المُجْمَع عليها - لا يجوز أن يكون سببًا للتفرق في الدين، ولا يؤدي إلى خصومة أو بغضاء، أو يُبْنىَ عليه ولاءٌ أو براء، ولكل مجتهد أجره.

كما يتعاهد العلماء الموقعون على الميثاق على جمعِ الكلمة على الحق، وتنميةِ روح التعاون على الروح التقوى بين العلماء والدعاة، والعمل على تعزيز ائتلاف وتوافق اليمنيين، وتعزيزِ انتمائهم لدينهم ووطنهم وأمتهم، وفق منهج أهل السنة والجماعة، ويؤكدون على الاحترام المتبادل بن الجميع، وترك التجريح المبني على  الظنون والأهواء، والابتعاد عن الهيمنة والإقصاء للآخر، وتجنُّب مفسدات الأُخُوَّة. ويؤكدون على رَفْض التقارب مع الفكر الرافضي؛ لما له من آثار خطرة على عقيدة الأمة ووحدتها.

جهات عديدة أيدت الميثاق

فور صدور البيان قامت عدة جهات علمية وشرعية بتأييد ما ورد فيه ببيانات وتصريحات، ومن ذلك البيان الصادر عن رابطة العلماء المسلمين، حيث أصدرت بياناً تؤيد فيه الميثاق وتدعو الجميع للالتزام بمضامينه، جاء فيه: «الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد..

فقد تابعت رابطة علماء المسلمين فعالية إقرار وتوقيع ميثاق علماء ودعاة اليمن الذي تم في العاصمة السعودية الرياض واطلعت على مجمل ما جاء في الميثاق الذي وقعت عليه عدة جهات علمية ودعوية وسياسية من شتى التوجهات الإسلامية من أهل السنة والجماعة؛ وقد سرّنا ما جاء في الميثاق من أهداف ومنطلقات وتصورات تنبع من العقيدة الإسلامية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح؛ وندعو الجميع للالتزام بمضامينه؛ وإننا في رابطة علماء المسلمين لنؤيد هذا الاتفاق والائتلاف ونؤكد على ضرورة إنفاذ بنوده، ونعدها خطوة مباركة نحو توحيد الأمة؛ تحقيقاً لما أمر الله تعالى به في آية الاعتصام بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴿﴾ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينْ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ﴿﴾ كَذَٰلِكَ يُبَنِّ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون).

 ونتوجه بالشكر لله تعالى على فضله وامتنانه على أهل اليمن بهذه النعمة العظيمة؛ ثم الشكر موصول لكل الجهات الإسلامية التي شاركت في صياغة وتوقيع هذا الميثاق، كما نثمن الجهد الذي قامت به وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية على رعايتها وتسهيلها لتوقيع هذا الميثاق؛ (هذا ونندب جميع الجماعات الإسلامية في كل بلدان العالم الإسلامي إلى الاقتداء بأهل السنة في اليمن؛ وتوحيد الجهود فيما بينها بما يحقق الألفة والمحبة؛ ولحمة الصف في مواجهة المكائد التي تحاك لأمة الإسلام. قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴿﴾ يَأْمُرُونَ ِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴿﴾ أُولَٰئِكَ سَيرَحَمُهُمُ اللَّهُ ﴿﴾ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). والله الموفق وهو الهادي إلى سبيل الرشاد.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية