تقرير /شوقي أحمد

  منذ إعلان إنهاء مشاركة قطر في التحالف العربي الداعم للشرعية، وإعلان مقاطعة قطر من قبل السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين؛ تستغل قناة الجزيرة أحداث اليمن، وتوظفها لمهاجمة التحالف العربي؛ ممثلا في السعودية، والإمارات، مستخدمة أساليب تخلط بين الحقيقة والتضخيم، والمبالغة، والادعاء، معتبرة اليمن ساحة لتصفية حسابات مع دول المقاطعة دون أي مراعاة لمصلحة الشعب اليمني.

بدأ التناغم والانسجام واضحاً بين الإعلام الحوثي وقناة الجزيرة، وأصبحت تستضيف في تغطيتها، وبرامجها غالبية القيادات الحوثية، وتُروّج لكافة الفعاليات الطائفية، والعدائية التي تقيمها المليشيات، بل وتعدّها معبرة عن الشعب اليمني، لا عن الحوثيين، كما حدث في تغطيتها لمظاهرات الحوثيين تحت شعار «يوم القدس»، وتغطي الجزيرة أيضاً بشكل موسع أي عمليات قصف للمواقع العسكرية الحوثية، وتحصل على المواد المصورة من الحوثيين، ومراسلي قناة المسيرة، وتعرضها بالتزامن، وأحياناً قبل قناة المسيرة الحوثية.

التحول لم يكن بالتماهي والانسجام مع الإعلام الحوثي فقط، بل سخّرت القناة تغطيتها للنيل من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، وخصصت لذلك عدداً من البرامج، والشخصيات التي تحمّل التحالف مسؤولية ما يقوم به الحوثيون من جرائم، وانتهاكات بحق اليمنيين.

تحولت القناة أيضاً في موقفها من السلطة الشرعية، وأصبحت تتناولها بنوع من الاستخفاف، والترويج أن الرئيس عبدربه منصور هادي معتقل، أو قيد الإقامة الجبرية في الرياض، رغم لقاءاته اليومية مع السفراء والوزراء ومشاركته في المحافل الدولية.

مشاهدات

- في إطار انتهاكات المليشيات الحوثية بحق جيران اليمن، من خلال إطلاق الصواريخ البالستية على المدن السعودية، تروّج الجزيرة لهذه الأحداث باعتبارها انتصاراً تحقق للمليشيا الحوثية، رغم نجاح اعتراضها كاملة من القوات الجوية السعودية.

- في سياستها التحريرية تخلَّت الجزيرة عن  مصطلح «مليشيا الحوثي»، وأصبحت تكتفي بلفظ «الحوثيون» أو «جماعة الحوثي» وأحياناً تسميهم «أنصار الله الحوثيون».

- تبث القناة خطابات زعيم المليشيا الحوثية؛ عبدالملك الحوثي، عبر قناتها الرسمية، وقناة الجزيرة مباشر، وهي القناة الوحيدة التي تبث هذه الخطاب، إلى جانب قنوات المسيرة، والمنار، والعالم التابعة لإيران، وتبث من الضاحية الجنوبية في بيروت.

- تروّج القناة لتقارير المنظمات الدولية التي تحمّل الشرعية والتحالف العربي مسؤولية انتهاكات بحق المدنيين في بعض المحافظات، بينما تتجاهل القناة الجزء الأهم من التقارير، وهو أن الحوثيين هم من ارتكبوا أو تسببوا بالجرائم والانتهاكات.

- تتطابق تغطية قناة الجزيرة مع الإعلام الحوثي الذي يروّج أن التحالف فشل خلال ثلاث سنوات في تحقيق أي من الأهداف، رغم أن السلطة الشرعية أصبحت تسيطر على أكثر من %80 من الأراضي اليمنية، والحكومة الشرعية تحكم هذه الأراضي وتقدم الخدمات فيها.

- تروّج الجزيرة في تغطيتها الإخبارية؛ أن التحالف العربي يعرقل تقدم الشرعية في مختلف الجبهات، وهو ما يتعارض مع العقل، والمنطق، والهدف الذي جاء من أجله التحالف.

- أنتجت الجزيرة فيلماً وثائقياً بعنوان: «كيد الأشقاء»؛ لاتهام التحالف بعدم الجدية في دعم الشرعية لحسم المعركة، بهدف إحداث شرخ في ثقة مؤيدي الشرعية في قيادة التحالف العربي.

- تصرُّ قناة الجزيرة على أن المحافظات الخاضعة لسلطة الشرعية، تعيش الفوضى والاقتتال، وأن الشرعية بمساندة التحالف عجزت عن إيجاد مدينة آمنة، وهذا يتطابق مع ما يروِّج له الإعلام الحوثي، رغم أن رئيس الحكومة تجوَّل في مختلف المحافظات اليمينة.

-  لا تغطي الجزيرة أو تشير إلى أيٍّ من الأعمال الإغاثية، والعمليات الإنسانية  التي تقدمها المملكة العربية السعودية، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بل تنتقص منها أحياناً.

- تساند الجزيرة إعلام الحوثي في تغطيتها؛ من خلال ترويج شائعة أن الجنود المقاتلين ليسوا يمنيين، وإنما مرتزقة كولومبيون جلبهم التحالف بالمال، وهو ما تروّج له المليشيا الحوثية؛ وأن من يقاتل من أجل الشرعية هم غزاة أجانب ومحتلون.

- تروّج القناة لقوة الحوثيين، وعروضهم العسكرية، وأن هزيمتهم من قبل الشرعية بدعم التحالف حلم لن يتحقق.

- تدعم القناة في تغطيتها الإعلامية ادعاءات مليشيا الحوثي بالسيطرة على مناطق في حدود المملكة.

- خلال حروب الدولة الست التي خاضتها الدولة ضد المليشيا الحوثية من العام 2004م وحتى العام 2010م، كانت الجزيرة مساندة للحوثيين في تغطيتها، ولم يكن أحد يسمع صوت الناطق باسم الحوثيين إلا من قناة الجزيرة.

فتح مكتب الجزيرة في صنعاء

مواقع إخبارية نشرت قبل أشهر أن قناة الجزيرة تعمل على إعادة فتح مكتبها في صنعاء الخاضعة لسلطة الحوثي، بعد التقارب الإعلامي مؤخرًا، ونشر محمد على الحوثي رئيس ما يسمى باللجنة الثورية التابعة للحوثيين على صفحته في تويتر أن هناك «موافقة من حيث المبدأ»، وأن مناقشة التفاصيل ستكون مع الجهات المعنية، وهو ما دعا مدير مكتب الجزيرة لإصدار بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يؤكد أن إعادة فتح مكتب الجزيرة مجرد شائعة.