×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

عاصفة الحزم أجهضت المشروع الإيراني!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

عبدالباسط الشاجع

 

ظلّت الميليشيا الحوثية على مدى السنوات الماضية تتهرّب وتحاول إنكار ارتباطها بإيران، وتزعم بين الحين والآخر أنها صاحبة قرار سياسي مستقل، لكن تلك المحاولات فشلت في إثبات مصداقيتها بالنظر إلى ارتباط الميليشيا الحوثية بإيران مذهبيًا، وفكريًا، وعسكريًا، وسياسيًا، حيث كانت الأحداث تؤكّد كل يوم أن الميليشيا الحوثية ليست سوى ذراع إيران في اليمن، مثلها مثل الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان.

جاء مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس بضربة أمريكية، ليوضّح الموضّح ويؤكّد المؤكد، فقد عكس موقف الميليشيا الحوثية من الحادثة ليس تبعية فحسب، بل وعبودية مطلقة لإيران وفكرها ونفوذها وموقفها وأهدافها في المنطقة.

لقد غرقت صنعاء وصعدة وذمار بصور قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، والتنديد بمقتله، والتوعّد بالردّ، في الوقت نفسه ظهر مقطع فيديو لابنة قاسم سليماني تطلب من عبدالملك الحوثي وحسن نصر الله الانتقام لوالدها، في إشارة لواحدية المشروع وقوة الارتباط، وكون حركة الحوثي جماعة وظيفيّة ضمن مشروع إيران في المنطقة، وهو الأمر الذي لم ينفه الحوثيون بتشييعهم الضخم لسليماني، وإعلان ارتباطهم بقادة إيران في أكثر من مناسبة.

يعرف الجميع أن الحوثيين ومنذ تأسيس حركتهم الميليشاوية كانوا على علاقة مباشرة بإيران، وتبعية كاملة لها؛ مذهبياً، وسياسياً، وفكرياً، وثقافياً، وعسكرياً، لكنهم حاولوا التستّر وراء خطابٍ رفَعَ شعار الوطنية في مواجهة القوى الخارجية؛ لإخفاء تلك التبعية خلال الفترة الماضية، لكن الأحداث جاءت لتقدّم كلَّ يوم دليلًا جديدًا يؤكّد المؤكد ويوضح الموضح.

وعبر مسيرتها التدميرية، حرصت ميليشيا الحوثي على نشر الفكر الإيراني عن طريق إنشاء الحوزات، وممارسة طقوس نفسها التي تمارس في قم، كالبكاء واللطم على الخدود، وإيفاد أنصارها في دورات فكرية وتثقيفية إلى مدينة قم الإيرانية تستمر أحيانًا سنوات عدة لصناعة مراجع متخصصة. وعملت على نشر ملازم ومحاضرات مؤسس الجماعة التي ركّزت على تقديم قراءة خاصة للقرآن تتناسب مع أهداف الجماعة؛ لما للقرآن من تأثير وتقدير لدى المتلقي، وكذلك طباعة كتب دخيلة في مضمونها على قيم وعادات وتقاليد المجتمع اليمني، تزدري فيها الصحابة الكرام، وتشرعن للمتعة، وغيرها من السلوكيات الدخيلة، إضافة إلى تزيين العاصمة صنعاء بصور ضخمة مزعومة للإمام علي والحسين وأئمتهم الاثني عشر حتى تشعر كأنك في طهران أو الضاحية الجنوبية في لبنان ولستَ في العاصمة صنعاء، لتقدم للمواطن رسالة بالواقع الجديد، ومحاصرة وعيه بها في كل حركته.

معركة الهوية الدينية والفكرية اليوم في اليمن معركة خفية تدور في الظل بعيدًا عن المواجهات العسكرية، إلا أنها لا تقل أهمية وخطورة؛ بل هي أشد خطورة؛ كونها تستهدف الوعي، وتدمر العقل، وتؤسس لمستقبل مخلخل بأفكار وافدة من قُم تستعبد المجتمع، وتتسيّد عليه بدعاوى الحق الإلهي، وتجرّ المجتمع به نحو الولاء الكامل لإيران والولي الفقيه. فهي معركة الهوية والانتماء، وتهدد استقرار المجتمع اليمني ودول الجوار، وتفتح الباب الواسع على حروب مستقبلية أشد ضراوة بدوافع طائفية يجب أن نتصدى لها جميعًا.

ورغم أن عاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس 2015 بقيادة التحالف العربي لدعم الشرعية وإسنادها قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية قد أجهضت أحلام ميليشيا الحوثي في السيطرة الكاملة على اليمن، وتسليم قرارها ومصيرها لملالي طهران واستعباد الشعب اليمني، إلا أن ميليشيا الحوثي استغلت توقّف القتال في معظم الجبهات والمناطق اليمنية ما بين عامي 2018 و 2019، لتكثيف غرس مشروعها وأفكارها الخمينية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والتي تشكّل كثافة سكانية كبيرة، إضافة إلى تلقيها أسلحة إيرانية ومعدّات متفجرّة عن طريق التهريب.

وما لا يخفى أن الجميع يعي أن هذه المعركة ليست معركة اليمن وحدها؛ بل هي معركة الإقليم بأكمله، وعلينا واجب التصدي لها، ومقارعتها بالحجة والمنطق، واستخدام كافة الأدوات والوسائل الإعلامية، بالتوازي مع استكمال عملية الحسم العسكري واستعادة مؤسسات الدولة، حيث تسعى الميليشيات عبر سلسلة من المفاوضات العبثية التي يفرضها المجتمع الدولي إلى إطالة أمد المعركة، ومن خلالها تسعى بعض القوى الدولية إلى تثبت الميليشيا الحوثية سلطة أمر واقع بضمانات وهميّة، وهو ما سيجلب كوارث مستقبلية تطال المنطقة بأكملها، وسيفرّخ هذا الفكر جيلًا مشحونًا بالمظلومية التاريخية هدفه الثأر والانتقام.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • حرصت ميليشيا الحوثي على نشر فكرها عن طريق إنشاء الحوزات، وإيفاد أنصارها في دورات فكرية وطائفية إلى مدينة قُم الإيرانية، تستمر أحيانًا سنوات عدة لصناعة مرجعيات متخصصة
  • علينا واجب التصدي للحوثية، ومقارعتها بالحجة والمنطق، واستخدام كافة الأدوات والوسائل الإعلامية، بالتوازي مع استكمال عملية الحسم العسكري واستعادة مؤسسات الدولة
  • مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس بضربة أمريكية فضح الميليشيا الحوثية وعبوديتها المطلقة لإيران وفكرها ونفوذها وموقفها وأهدافها في المنطقة

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية