×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

اللواء سالم علي ناصر قطن.. القائد في الزمن الصعب

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

بقلم: د/محمد أبوبكر شوبان  

أستاذ الأدب العربي جامعة عدن 

 كانت اليمن ومازالت ولادة للأبطال الميامين، ونثرت فلذات أكبادها بين السهول والجبال والوديان على امتداد الجغرافيا وبين سطور التاريخ، فأينما وجد الواجب توجد قبور اليمنيين على امتداد الحقبة الزمنية من صدر الإسلام وحتى العصر الحديث، فلم يكن غريباً ولا مستغرباً، ولا نزراً أن تجد هامات ينحني لها الزمن إجلالاً لدورها الساطع من وهج الأحداث، ومن هذا الوهج نقتبس خيوطاً للضوء نسلطها على مكامن حياة رجل وقائد وإنسان في مسيرته الحافلة بالكفاح والنضال لأجل وطن طالت المآسي والأحداث أكنافه، وتربص به الأعداء من كل جانب، وحاولت يد النسيان أن تهيل التراب على دوره ..

 

 نحاول في تواضع  أن ننفض  الغبار عن سيرته، وأن نستشرف بعض خفايا مسيرته من زوايا مآثره في ميدان التضحية والفداء .. إنه الرجل الذي تحدى الصعاب وركب المخاطر، القائد سالم علي ناصر قطن  بطل المشهد اليمني في أصعب سيناريو الأحداث قتامة.. القادم من الشرق اليمني من (يشبم) تلك القرية المتواضعة التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة حينها كبقية مدن اليمن وقراه .. التي كانت مهدا لميلاده من العام 1952م في محافظة شبوة .. وبها تلقى تعليمه الأساسي ومنها انطلق مشواره نحو الحياة، التحق بالمؤسسة العسكرية في عام 1970م،  ولنبوغه وشجاعته وبسالته وانضباطه تدرج في المناصب العسكرية، واكتسب تقدير مَن حوله .. تجده في كل الأحداث ينحاز إلى صف الوطن ومصالحه في المنعطفات التاريخية الصعبة، تميز في انضباطه وأداء واجبه واكتسب ثقة قيادته، وتقلد شرف المهام والمناصب التي اعتبرها تكليفاً لا تشريفاً وأبرزها: تعيينه قائداً للمنطقة الجنوبية العسكرية وقائداً للواء 31 مدرع، وقائداً للقوات التي شنت الحرب على تنظيم ما يسمى بأنصار الشريعة في محافظة أبين، وحقق انتصارات ساحقة عليها، وكان له أبرز الأثر في التخطيط والتنظيم العسكري، وربما كانت سبباً مباشراً لجعله هدفاً لأعداء الوطن، ومن الشخصيات التي يخطط للنيل منها ..

 لقد كان لدوره النضالي البارز، ووطنيته السامقة في وطن سماؤه محتجبة بالأحداث وميضاً ساطعاً حاول أن يكشف أوكار الخيانة، وأن يستنير بها طريقه نحو المجد والخلود في الذاكرة اليمنية.

لقد كان اللواء قطن رجل المهمات الصعبة في اللحظات الحالكة فوضعته على ربا المجد، ومن أبرز القيادات التي رحلت، وافتقدها الوطن فيما توالت من أحداث “وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر” .

غاب الذي كان حاضراً  في المكان واللحظة التي يتطلبها  الوطن أن يكون حاضراً فيها؛ فمن صيف 94م وحتى العام 2012م كانت مسيرة رجل قهر خصوم الوطن والإنسانية، وكان له دور ريادي في محاولة فرض وبسط هيبة الدولة واستعادتها من خضم المآسي، وعلى ضوء ذلك وغيره من الإسهامات النضالية التي تدل على وطنيته ونبوغه وشجاعته؛ قُلِّد القائد اللواء الركن سالم قطن وسام الشجاعة، وسام حرب التحرير، وسام الملك عبد العزيز آل سعود، وعدداً من الميداليات في مناسبات مختلفة وما ذاك إلا لمسيرته العطرة الحافلة بالعطاء والنجاح، والتي تدثرت بالمهام القيادية التي تولاها، وأهمها: نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة لشؤون القوى البشرية، وقائداً للواء 115 مشاة، وقائدا لحرس الحدود للمنطقة العسكرية الوسطى، وقائدا للواء 31 مدرع.

 لقد حازت هذه الشخصية الحب والبغض معا: فأحبه الوطن وشرفاؤه، وحقد عليه أعداؤه حتى كان هدفاً لسهامهم لتنال منه يد الغدر والخيانة بحزام ناسف استهدف سيارته، وحط رحاله في أحضان عروسة بحر العرب محبوبته عدن، لتتناثر أشلاء جسده النحيل الطاهر صباح يوم 18 حزيران من العام 2012م بمدينة المنصورة؛ لتكون مناراً لكل الأبطال تروي لهم قصة: كيف يموت الرجال؛ وفي تلك اللحظة سقى بدمه التراب الذي كان أسطورة عشقه وكرامته فوهبه أغلى ما يملك، ولسان حاله يردد ما قاله سلفه الشهيد الزبيري لحظة اغتياله:

بحثت عن هبة أحبوك يا وطني 

    فلم أجد لك إلا قلبي الدامي 

رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جناته ولا نامت أعين الجبناء وتجار الموت.

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية