صالح السقاف
"لم أستلم إلا العلم الجمهوري" بهذه العبارة لخص الرئيس عبد ربه منصور هادي وضع البلاد بعد تسلمه الحكم في انتخابات 2012 م، فبعد قيام ثورة الشباب السلمية عام 2011 م والتي أطاحت بالرئيس السابق قرر المخلوع صالح الانتقام من الشعب، فقام مع المتمردين الحوثين بترتيب الانقلاب الفاشي عام 2014 م وسلّم مقدرات الجيش لهذه الميليشيا التي اجتاحت البلد من صعدة شمالاً إلى عدن جنوباً.
وفي مارس 2015 م انطلقت عاصفة الحزم لتعيد الشرعية لليمن، وأنشأت الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي جيشاً وطنياً بعيداً عن الولاءات الحزبية والقبلية، وكان هناك فضل كبير لقيادات عسكرية من الجيش السابق أمثال القائد الشهيد اللواء عبدالرب الشدادي – رحمه الله – والقائد البطل الفريق محمد علي المقدشي/ رئيس هيئة الأركان السابق وكثير من الضباط المخلصين لله والوطن، وها هي اليوم ألوية الجيش الوطني تدير معركتها لاستعادة الشرعية والجمهورية.
هناك أكثر من واجب ديني ووطني تجاه هذا الجيش من قبل الجميع، وأول واجب يقع على عاتق الحكومة الشرعية هو دعم الجيش بالإمكانات والأسلحة وتنمية أفراده في جميع المجالات، وكذا فإن من أهم الواجبات توفر واستمرار مرتبات أفراد الجيش الذين هم جزء من المجتمع ولديهم أسر وأطفال والتزامات كغيرهم فكيف للجندي أن يؤدي دوره المطلوب وخلفه طفل جائع أو أسرة محتاجة؟ وعى الحكومة بذل مزيد من الجهود في معالجة جرحى الحرب والعناية بهم وبأسر الشهداء منهم، ومن أوجب الواجبات على الدولة أن لا تَسمح بتكوين أي مليشيات خارج منظومة الجيش الوطني مهما كانت وأينما كانت، وإلا فلا الفرق بن هذه الميليشا وميليشيا الانقلابيين؟
وواجبٌ على السياسيين وقادة الأحزاب السعي لحماية هذا الجيش والمحافظة على استقلاليته للوطن كل الوطن كي لا تمتد إليه الأيدي العابثة، داخلية كانت أم خارجية.
وهناك واجب كبير ومهم على حملة الأقلام والإعلامين لدعم هذا الجيش وقيادته، كما هناك واجبٌ على سائر المواطنين تجاه هذا الجيش، حيث نعلم أن الجندي الذي يقاتل بعيداً عن أهله إنما يدافع عنا جميعاً، فتتم مواساة أسرته والعناية بمن خلفه، وإشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم، وكذا العمل على تقوية النسيج الاجتماعي والأمني للمحافظة على ترابط المجتمع ليكون صفا واحدا خلف جيشه وقواته الأمنية.
عاشت الجمهورية والوحدة، وسحقاً للانقلابين ومن ساندهم.
