مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

تجنيد الأطفال.. نعوش المستقبل

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

حمدان الرحبي

ليس هناك جريمة في حق الطفولة أعظم من تدمير مستقبل المجتمع، عبر تحويل جيل المستقبل إلى أداة للقتل والتدمير، فبدلاً من أن يذهب الطفل إلى المدرسة ليتلقى العلم الذي يفتح مداميك وعيه ومستقبله، يتم تغريره تحت دوافع عديدة للذهاب إلى الحرب المقدسة كما تسميها العصابات والمليشيا زوراً، مستغلين الفقر المدقع الذي تعيشه الأسر اليمنية، حيث تستقبل فلذات أكبادها محملين بالنعوش وغالباً ما تعود النعوش فارغة تحت مسمى “ذهب ولم يعد”.

يعتبر القانون الدولي تجنيد الأطفال جريمة حرب كما في المحكمة الجنائية الدولية، ويكفل القانون الدولي الذي وَقّعت عليه اليمن للأطفال الحق في الحماية من العنف والاستغلال والإيذاء، ويُعرّف القانون الدولي ظاهرة تجنيد الأطفال في الحروب بأنها ارتباط أي طفل دون سن الثامنة عشرة بقوة عسكرية أو بجماعة عسكرية، وهذا ما يحصل للأسف في اليمن وبشكل أكثر مأساوية من أي مكان بالعالم.

لم يسجل تاريخ الصراعات في اليمن خلال المئة سنة الماضية، ظاهرة تجنيد للأطفال بهذا المستوى الكارثي مثل ا شهدتها خلال الانقلاب الذي قاده الحوثي وصالح على اليمنيين، إذْ سجلت مراكز الرصد أكثر من 10 آلاف طفل تم تجنيدهم خلال حرب المليشيا على الدولة، حيث حولت المليشيا محافظات صنعاء وذمار وصعدة إلى بنوك لتجنيد الأطفال ومعظمهم قضى نحبه في جبهات القتال، منهم من عاد جثة هامدة إلى أسرته، وكثيرٌ منهم تحللت أجسادهم النحيلة في بطون الأودية وعى سفوح الجبال.

لقد دفع أطفال اليمن ثمناً باهظاً خلال هذه الحرب، وهو الثمن الذي ستدفعه اليمن خلال عقود قادمة، وبحسب تقارير دولية فإن أطفال اليمن يمثلون ما نسبته % 80 من مجموع السكان دون سن 18 سنة، أي 9.6 مليون طفل، منهم 2.2 مليون طفل مصاب بسوء التغذية العام حسب منظمة اليونيسف.

وتشير شهادات الأطفال الذين تمّ الزج بهم في حروب المليشيا العبثية إلى عملية إجبار تحت تهديد السلاح لأكثر من 5000 طفل، أغلبهم تم إيهامهم بتجنيدهم في قوات الأمن داخل المدن ليكتشفوا أنهم وسط معارك عسكرية لا ناقة لهم فيها ولا جمل وتُستخدم فيها شتى أنواع الأسلحة!

اعرف كثير من الأطفال الذين تمّ أسرهم من قبل قوات الحكومة الشرعية بتناولهم حبوب مخدرة ومهلوسة، وهي طريقة سهلة للسيطرة عليهم من قبل المليشيا وتوجهيهم إلى طريق الموت الذي لا رجعة منه.

 

إن تجنيد الأطفال جريمة مكتملة الأركان بحق الأطفال وبحق المجتمع وبحق المستقبل ككل، وتظهر نتائج ذلك على المدى القريب والبعيد، فقتل الطفولة البريئة وتدمير روحها تحت لافتة مزيفة يدفع ثمنه الجميع من كل الأطراف، ويتحول معه المستقبل إلى أكفان وكوابيس لن تفيق منها اليمن إلا بعد عقود من الزمان.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية