بقلم: أ/ فيصل العواضي
مستشار وزارة الإعلام
إذا كان تعريف الدولة انها الشعب والأرض والمؤسسات فانه وتبعا لهذا التعريف يكون الانقلاب الحوثي العفاشي الغادر قد قام بحالة اعتداء على كل مقومات الدولة في بلادنا متجاوزا الدولة الى الهوية وكل ثوابتنا الدينية والحضارية.
ويمكن القول أن ما حصل في اليمن هو أمر لم يحدث في أي بلد في العالم فكثيرا ما سمعنا وعايشنا انقلابات لم تتجاوز تغيير شخص الحاكم كان فردا ام حزبا لكنها أبقت على كل المؤسسات ومقومات الدول والاوطان كما هي عكس ما قامت به المليشيا الانقلابية في اليمن التي استولت على مؤسسات الدولة وانحرفت بها عن وظائفها وحولتها الى وسائل لخدمة قادة المليشيا وبما يحقق أهدافهم من خلال الاستغناء عن كل الكفاءات والخبرات في مؤسسات الدولة وتوظيف جهلة اميون المهم أن يكونوا من بين الانقلابيين وخاصة ممن يدعون الانتماء السلالي الذي بموجبه يزعمون اصطفاء الله لهم.
ويتجسد عدوانهم على مؤسسات الدولة ومقدرات الوطن من خلال سرقة كل مدخرات الوطن من العملة الصعبة وصولا الى الاستيلاء على كل الموارد وترك الموظفين بلا مرتبات مما أدى الى توقف العملية التعليمية وسط اللامبالاة من قبل الانقلابيين بهذا الجانب بل وسط دعوات بالاستغناء عن التعليم وتوجيه المعلمين والطلاب الى جبهات القتال.
هذا على صعيد الممارسة في انتهاك مؤسسات الدولة اما على صعيد الثقافة التي يودون غرسها وثقافتها من خلال ادارتهم للدولة بعد الاقلاب فهي ثقافة الكهنوت والاستعباد التي تكرس سلطة الفرد المطلقة بل وتضفي على تصرفاته القداسة كما سمعنا من اطلاق القاب مثل القرءان الناطق الذي اطلقوه على مؤسس الجماعة الهالك حسين بدر الدين او نص البيعة التي منها وان نولي من امرنا الله بتوليته سيدي عبد الملك بدر الدين الحوثي ولنا أن نسال متى امرنا الله بتولية عبد الملك ونعيد الى الاذهان مقولات اسلافهم التي أشار اليها العلامة نشوان ابن سعيد الحميري في قوله
اذا جادلت بالقرآن خصمي أجاب مجادلا بكلام يحي
فقلت كلام ربي كان وحيا ........ أيحسب قول يحي كان وحيا
ويحي المقصود هو يحي ابن الحسين جد هذه السلالة وامامها والذي لايتسع المجال لذكر ما جلبه على اليمن مذ حل فيها.
هذا على سبيل الممارسة، والثقافة أما اعتداؤهم المُمنهج بوعي على كل مؤسسات الدولة، فهم يعون تماماً ما يريدون، لكنهم يعتمدون في تنفيذ مخططاتهم على تزييف الوعي، والاستخفاف بالناس ففي حين كانت ايتهم التي أعلنوها قبل اجتياحهم للعاصمة وانقلابهم على الدولة هي محاربة الجرعة وحومة الفساد والان اصبحوا أصحاب مظلمة من أيام مقتل الحسين في كربلاء حتى يومنا وعلى الشعب اليمني انصافهم ودفع ثمن مظلوميتهم وتوليتهم الخلافة التي هي من حق جدهم علي ابن ابي طالب كما يزعمون فهل بعد هذا اعتداء على وعي الناس واستخفافا بهم اشد من هذا الاستخفاف لكنا نراهن على اصالة شعبنا الموصوف بالحكمة والايمان أن تكون له صحوة تنهي كل هذا العبث التاريخي.
