مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الالتفاف حول الشرعية ضرورة وطنية وتاريخية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

عبدالناصر العوذلي

الأمين العام المساعد حزب جبهة التحرير

 عندما قدم الكهنوت من جبال مران كانت هناك أسباب ومسببات لعودته بعد أن خفت بريقه ردحًا من الزمن، وأفل نجمه، ومن هذه الأسباب وأهمها، أن الجمهورية والجمهوريين آنذاك قبلوا أن يبقى بعضٌ من جلاوزة الكهنوت في أروقة الدولة الناشئة، وحصلوا على مناصب عليا ضمن تسوية أعطتهم بعض الكينونة استطاعوا من خلال تواجدهم في مؤسسات الدولة أن يعيدوا صياغة أنفسهم، وترتيب أوضاعهم حتى بلغوا مرحلة التمكين فانقضوا على الدولة وأسقطوا مؤسساتها وهيئاتها ودوائرها في لحظة فارقة من تاريخنا المعاصر، واستطاعت هذه الشراذم أن تستغل تجاذبات الأحزاب ومناكفاتها، وتعدد مساراتها السياسية في الإطباق على العاصمة وإسقاطها، والانطلاق بعد ذلك إلى المحافظات الأخرى، وها نحن اليوم نخوض غمار حرب ضروس مع هذه المليشيا التي أردت البلاد وأنهكت العباد، ورهنت الوطن لمشاريع خارجية، وأنهت مكنوناته وتنفذت على مقدراته.

ونحن في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ أمتنا اليمنية؛ يجب علينا كأحزاب وتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني والمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وعموم فئات الشعب أن نلتف حول القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي يمثل الشرعية الدستورية المنبثقة من انتخابات شعبية، وهذه الشرعية هي ضمير أمتنا النابض التي لانقبل المساومة عليها، إيمانًا منا بأنها تنطلق من طموحات شعبنا اليمني الصابر التواق للحرية والعيش الكريم.

إن التفافنا حول الشرعية والانطلاق من خلالها يعدّ ضرورة وطنية وتاريخية، ورفضنا للمشاريع الصغيرة التي يحاول المارقون اختزال الوطن من خلالها، ونحن كقوى سياسية وتنظيمات حزبية،  منظمات مجتمع مدني نرفض هذه الهرطقات التي تفتت الوطن وتشظيه. فالحوثيون بفكرهم القمعي المستمد من الحوزات الصفوية، وكل من سار على ركبهم واقتفى أثرهم؛ كل أولئك لا يهدفون إلى الارتقاء بالوطن بقدر ما يفكرون بالتسلط والاستحواذ، وهناك رابط بين الحوثيين في صنعاء ومجلسهم السياسي الهجين وبعض المكونات في بعض المحافظات؛ هذه المجالس لا تعبر إلا عن إفلاس أصحابها، وارتهانهم للخارج الذي يرسم لهم السيناريوهات وينطلقون من خلالها، وينفذون أجندات من شأنها تفويض السيادة الوطنية.

لا مناص لمن أراد الخلاص من شر هذه الميليشيا أن يلتحق بركب الشرعية؛ فهي المخولة شعبياً وعربياً ودولياً بالتحدث والعمل باسم الشعب اليمني، وهي التي تمثل اليمن الكبير اليمن الاتحادي بكل أطيافه ومكوناته، وهي التي تعمل جاهدة لاستعادة الدولة من براثن شذاذ الآفاق القادمين من عمق الظلام والتخلف والجهل، أولئك الحمقى الذين يدعون أن لهم حقا إلهيا وإرثا نبويا، ويقتلون الشعب بحجة الاصطفاء والتميز وأنهم العرق الأنقى، وبهذه النظرية فتكوا بالشعب وقسموا المجتمع إلى قسمين: سادة لهم كل شيء، وقبيلي تابع أشبه بعبد ليس له أي شيء، وتلك أفكار ما أنزل الله بها من سلطان؛ يدلسون بهذه الخزعبلات على عوام الناس، ويستغلون العاطفة الدينية لحب آل البيت.

ونحن اليوم -وكل يوم- ومنذ أن وطئت تلك الأقدام الهمجية تراب أرضنا الطاهرة نؤكد لقيادتنا السياسية الشرعية أننا سائرون في ركبها لتحرير الوطن كل الوطن من هذا الكهنوت السلالي البغيض، وهذا عهد علينا إيمانًا منا بنبل الهدف وسمو الغاية، وهدفنا وغايتنا تخليص شعب كريم تداعت عليه كلاب الساسان كما تتداعى الأكلة على قصعتها، وقد آن وقت الخلاص فالنصر صبر ساعة، وقد أزفت الآزفة وحان رفع العلم الجمهوري على جبال مران، وهو عهد قطعته شرعيتنا على نفسها ونحن معها في الإيفاء بالوعد تحقيقًا لآمال الجماهير في الخلاص من هذا الكابوس الذي جثم على صدر الأمة طيلة ثلاث سنين دمر الكهنوت فيها كل مكنونات البلاد، وهدم أساسات الدولة، وقوض أمن الشعب واستقراره، وقضى على مقومات الحضارة وأعادنا إلى عصر الإمامة عصر التخلف والمرض والجهل. ما أشبه هؤلاء بأولئك؛ لأنهم ينطلقون من مشكاة واحدة... 

أيها الحوثيون: لا مقام لكم بأرض الجنتين أرض سبأ وقتبان وحمير وحضرموت؛ أرض عربية لا ساسانية ولا ينبغي لها إلا أن تكون عربية.

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية