مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

أم المشاكل.. لا عيد لها

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

 

 د.عبدالمجيد محمد الغيلي-رئيس التحرير

 يحتفل بعض الناس بعيد الأم، لكن اليمنيين اليوم لهم أمّ أخرى يحتفلون بها بطريقة خاصة. هذه الأم هي «أم المشاكل»، وهي أم تختلف عن سائر الأمهات، فهي أم لم تلدهم بل هم الذي ولدوا أمهم. واحتفالهم بها هو سعيهم للقضاء عليها ودفنها.

«أم المشاكل» في اليمن هي الانقلاب الذي قامت به المليشيات الحوثية الإيرانية على الدولة، فبين عشية وضحاها أصبحت الدولة تحت يد عصابة مسلحة، لا تعرف من الإدارة إلا العبث والفوضى، فلم تلد في اليمن إلا مشاكل وراء مشاكل، وكلما حاول اليمنيون التخلص من إحداها ولدت تلك الأم مشاكل كثيرة.

 إن «الانقلاب» هو جذر المشاكل التي حلت باليمنيين، اليوم... لقد تذرعت مليشيات الانقلاب ببعض المشاكل القائمة، كان هناك سعي لحلها وتجاوزها تحت سقف الدولة، وتحت مظلة الحوار الوطني، وتحت الشرعية المنتخبة شعبيا، والمتوافق عليها إقليميا ودوليا.

ولكن الانقلاب جاء فاقتلع الجذر، اقتلع الأساس الذي يمثل نقطة اللقاء الوحيدة لليمنيين. فكان وقوف كل الشرفاء - داخل اليمن، وخارجها - ضد الانقلاب قرارا مصيريا، لم يكن بوسع أي رجل حر شريف في العالم إلا رفض هذا الانقلاب وإدانته، والسعي في إزالته بمختلف السبل، ولو بالقوة...

 لقد كانت لحظة فارقة، تلك اللحظة التي توافقت فيها مكونات القوى اليمنية على مخرجات الحوار الوطني، المخرجات التي تؤسس ليمن يسع الجميع، ويحل مختلف المشاكل التي أفرزها النظام السابق، وكانت مخرجات الحوار الوطني كفيلة بتشييد اليمن كما يحلم بها اليمنيون... فجاءت هذه المليشيات التي كانت جزءا من الحوار، لتنقلب مرتين: مرة على الحوار الوطني الذي التزمت به، ومرة على الشعب اليمني الذي غررت ببعض فئاته، ومارست الخداع معهم، ورفعت شعارات مضللة، جعلت بعض القوى وبعض السلطات يتمالؤون معها، ويتعاونون سرا، وبعضهم جهرا، فأقدموا في جريمة بشعة، لقد دهسوا الدولة، دهسوا آمال اليمنيين، دهسوا كل ذلك بشاحنة تحمل مجموعة من المجرمين  والمغرر بهم..

اليمنيون، لن ينسوا كل أولئك الذين تحالفوا في الداخل والخارج من أجل الانقلاب على السلطة الشرعية، كما إنه في المقابل لن ينسى كل أولئك الذين تحالفوا في الداخل والخارج من أجل القضاء على الانقلاب ورد الشرعية إلى اليمن.

 إن أي حديث عن مبادرات للحوار أو للتصالح، ينبغي أن يكون أولا وقبل كل شيء مبنيا على رجوع الأمر إلى نصابه، أن يعود لليمن رئيسها الشرعي، وأن يتحمل الرئيس اليمني مسؤوليته التاريخية والوطنية والشرعية تجاه الشعب اليمني، الذي انتخبه، وأوكل إليه مهمة قيادة اليمن إلى بر الأمان ...

على الانقلابيين – ومن لا زال يدعمهم، أو يسهم في إطالة بقائهم - أن يفيقوا عن جريمتهم، ويرجعوا إلى رشدهم، فاليمن اليوم تعاني من مآسٍ ومشكلات ونكبات وأوجاع وأطماع، لم تمر بمثلها عبر تاريخها الطويل الذي يمتد لآلاف السنين...

  ودول الإقليم تدرك جيدا أن صحة اليمن أو اعتلاله، يعود بأثره على المنطقة كلها، وقوة اليمن مصدر قوة لجيرانه ودول التحالف، ولا سيما مع التربص والمكر الذي يحيط بأمتنا. ولذلك كان القرار التاريخي في عاصفة الحزم، الذي جعل هدفه الأساس إعادة الشرعية إلى صنعاء لتدير الدولة، ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.

 

 

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية