مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

التلاوة بالأداء الصنعاني

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

جميل قاضي

أمين عام جمعية المنشدين اليمنيين سابقاً

 أذكر أنني قبل حوالى عشر سنوات التقيت بأحد المشايخ الكبار الذين يحبون إنشادي وأسلوبي في الإنشاد الصنعاني، وسألني: لماذا لا يكون هناك قراءة يمنية صنعانية أم غير صنعانية؟ المهم تكون قراءة بنكهة يمنية، تكون مسجلة ومنشورة في متناول الناس؛ أسوة بقراءات الحجاز ونجد ومصر والشام.

 

ظلت الفكرة في بالي منذ ذلك الحين وحدَّثت بها الكثير من المشايخ القرّاء، لكنها ظلت فكرة مجردة مسكونة على أمل أن تتحقق يوماً من الأيام، وعندما علمت بمشروع المصحف الذي ابتدر لإنتاجه المنبر اليمني للدراسات والإعلام، بالأداء الصنعاني، بأصوات يمنية، فرحت كثيراً؛ لأني وجدت ما كنت أبحث عنه منذ سنوات، ووجدت حلمي يتحقق والحمد لله؛ لأن هذا العمل سيفتح للون اليمني آفاقاً واسعة ليسجل حضوراً مميزاً في العالم الإسلامي، ويقيني أن هذا المشروع سيكون له أثر كبير في الوسط القرآني، وحتى عند عامة الناس؛ لأنه يقدم شيئا جميلاً ورائعاً، ومن عمق التراث اليمني الجميل، فالقراءة باللون الصنعاني -واليمني عموماً- لم تشتهر، وليس لها حضور؛ سواء في العالم العربي أم في بقية العالم الإسلامي، وفي ظني أن سبب ذلك يعود لعدم الاهتمام الرسمي والشعبي في إبرازه، وعدم وجود توجهات ومبادرات تُعنى بالتراث الخاص بهذا الفن الجميل.

خصوصية يمنية

المنبر اليمني للدراسات والإعلام سيكون له شرف السبق لتأسيس توجه وصناعة ميدان تبرز من خلاله وتشتهر الأصوات اليمانية ذات القوالب الفنية الخاصة، مشفوعة بأداء عالي المستوى، وهو بداية الطريق الصحيح، ومشروع يبشر بخير، وإن شاء الله يتم اكتشاف قراءات حضرمية وتهامية وغيرها إن تم تسليط الضوء عليها والعمل على إبرازها.

ولعل أشهر  المؤدين بأسلوب القراءة الصنعانية الشيخ محمد حسين عامر شيخ المقارئ اليمنية، ومن قبله الشيخ القريطي، والصفي محبوب -رحمهم الله تعالى جميعا- ومن بعدهم الشيخ يحيى الحليلي -حفظه الله- سيضفي على هذا الإنتاج لوناً خاصاً، ولا أنسى في هذا المقام الشيخ محمد الكبسي إمام الجامع الكبير بصنعاء -رحمه الله- الذي كانت له قراءة مميزة وجميلة تنتمي لما يسمى بالأداء الصنعاني؛ حيث إن الأداء الصنعاني يتوزع بين العديد من المقامات الصوتية التي كان يؤديها كبار القراء، فمن مقام الحجاز والحسيني الذي كان يشتهر به الشيخ محمد حسين عامر؛ إلى مقام العجم الذي اشتهر به الشيخ القريطي –رحمه الله- الذي كان الناس ينتظرون صوته طيلة شهر رمضان المبارك؛ لما  لصوته من روحانية عجيبة تزين أجواء الشهر الفضيل، ونذكر أيضًا مقام النهاوند الذي تميز به الشيخ محمد الكبسي -رحمه الله- إمام جامع الروضة والجامع الكبير بصنعاء، وكذلك القراءة المميزة للشيخ الصفي محبوب -رحمه الله- الذي توزّعت في عدة مقامات صوتية.

والأداء الصنعاني ليس مقاماً بعينه، وإنما أسلوب أداء، وطريقة في النغم؛ ولذلك حتى في إطار هذا النغم الذي أسلوبه صنعاني هناك اختلاف بين أسلوب كل قارئ وطريقته في إخراج النغم.

كيف نستطيع تمييز الأداء الصنعاني؟

هي مسألة تذوُّق فني ونغَمي، فالذي تشبّع بالنغم الصنعاني من خلال الأناشيد والموشحات الصنعانية؛ يعرف طريقة الأداء، ويفرّق بينها وبين الأداءات الأخرى، ومن ناحية علمية وموسيقية يمكن للخبراء في علم النغم والمقامات شرح ما يميّز هذا الأداء؛ لكن لن يفهم هذا الشرح إلا مَنْ عنده علم بالمقامات الصوتية.

 

هذا مشروع يدخل ضمن خصوصيات الهوية اليمنية التي ينبغي أن يحافظ عليها الجميع، حكومياً ومجتمعياً، وعلى المؤسسات الخيرية، وجمعيات القرآن الكريم، والجهات الرسمية ذات العلاقة، تبني مشروعات في هذا المجال، وتدريس المقامات لحفاظ القرآن الكريم؛ لتحقيق التغني بالقرآن الذي حثّ عليه المصطفى -عليه الصلاة والسلام- وإظهار موروثنا النغمي في مجال قراءة القرآن الكريم.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية