مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

ميليشيا الحوثي.... عوامل الزوال الحتمي

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

إبراهيم حمود عسقين

المستشار الإعلامي لمحافظة إب

 

يبالغ بعض اليمنيين والعرب من تخوّفاتهم من أن يصير اليمن أشبه بحوزة شيعية تتبع ملالي طهران، وأن إرثها التاريخي العظيم سوف يندثر دون رجعة بفعل التجريف الطائفي القائم على قدم وساق على مدار اليوم والساعة في صنعاء والمحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، ورغم وجاهة تلك التخوّفات التي تستند على وقائع مماثلة حصلت في دول كثيرة وأوّلها إيران والعراق؛ ورغم ما يجمع عليه اليمنيون والعرب من خطورة بقاء الحوثي مسيطرًا على المحافظات المكتظّة بالسكان، حيث ستكون عواقب ذلك إيجاد حواضن مجتمعية للفكر الإيراني المدمِّر والمعادي لليمن وشعوب المنطقة، إلا أنني مع كل تلك المخاطر الحقيقة، والتهديد الجدّي أجد من المستحيلات استمرار قبول الشعب اليمني بالحوثي حاكمًا أو نافذًا في اليمن، مع اعترافنا بكون أي امتداد لعمر سيطرته سيضاعف تكلفة المواجهة وجهود التخلص منه فكرًا وواقعًا لأسباب عدة أهمها:

  • طبيعة تكوين الميليشيا التي لا يمكن أن يستقيم حالها إذا لم تنتج حروبًا متواصلة وافتعال معارك وخلق أعداء كي يبقَى الوضع استثنائيًا يتيح لها التحرك والتصرف القامع لكل صوت يخالفها، بدعوى مواجهة التحديات، فالميليشيا تعيش على الحروب وإنتاج أسبابها، وإذا خمدت حروب الداخل مع الشرعية والمقاومة فإنها ستلقي بنفسها وشرها على الجوار كي تبقي حالة الاستنفار الحربية قائمة وسط المجتمع الذي أخضعته بهذه السياسة.
  • الاحتقان الشعبي والسياسي والقبلي في ذروته، وينتظر من الشرعية والتحالف التحرّك صوب صنعاء والمحافظات ليعلن موقفه الحاسم، وهو ما نلمسه جميعًا في المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيا لينتصر ويسترد يمن العروبة والحضارة، وما يلوح في الأفق هو بشائر نصر قريب سنحتفل به جميعًا في صنعاء التاريخ.
  • مقومات الحوثي وادعاء سيطرته على ما تحت يده من جغرافيا تكاد تنحصر في استخدامه المفرط للقوة، وامتلاكه السلاح، ناهيك عن إطلاقه العنان لأتباعه في التشكيلات الأمنية الميليشاوية وعناصره التجسسية، والتي كوّنت لدى المجتمع، أو زرعت لديه الرعب والخوف واحتمالات التغييب في السجون السريّة.

لن نبالغ إذا ما قلنا إن حياة الحوثيين كجماعة ميليشاوية مرهونة باللحظة التي ستنتهي بإنزال البندقية من على كتف أتباعه وأنصاره..

ولعل البون الشاسع بين ما يرفع من شعارات وبين ما يحصل من ممارسات، يضعنا أمام حقيقة عصابة تحولت في لحظة خطأ تاريخي إلى نظام حاكم؛ لكنه نظام مثخن بالأوساخ وأوبئة القرون الماضية.. يتنامى الرفض الشعبي الساخط والصامت نتيجة لما سبق، ولعل ما حدث في ديسمبر 2017م يظهر كم أن الحوثيين غير مرغوب فيهم كنتيجة حتمية لما أحدثوه في حقّ البلد والوطن.

كما يدرك اليمنيون أن قتال الحوثيين واستماتتهم في الدفاع عما يسمّونه الأرض لا يمكن أن يكون دفاعًا عن الوطن، بالقدر الذي يكون حقيقة دفاعًا عن وطنهم هم لا وطن اليمنيين.

لا حاضنة شعبية يمكنها أن تمدّ الحوثيين بالاستمرارية، وكلّ الذي يحدث من سيطرته على المجمعات السكانية في المحافظات يشبه إلى حدٍّ ما الانحناء للعاصفة، وتهدئة ليس مع الحوثيين، ولكن مع تاريخهم وسلوكهم السيء، ذلك التاريخ المثخن بإفراطهم في استخدام القوة ضد معارضيهم، أو بمعنى أصح اللجوء إلى توقيع هدنة من طرف واحد مع بندقيتهم المصوبة تجاهنا جميعًا، أو مع عصاباتهم وميليشياتهم المنفلتة...

لا يمكن أن نجزم باستمرار الحوثيين وبقائهم تبعًا لتقسيمات الجغرافيا والكثافة السكانية الكارهة فعلًا للحوثيين وما كان منهم طيلة خمس سنوات.

كما أن العلاقة الحوثية الإيرانية وظهور الوجه الخميني لميليشيا الحوثي هو الأكثر إزعاجًا للشعب اليمني الذي لا تربطه بإيران ثقافة، ولا فكر، ولا عقيدة، ولا عادات، ولا تقاليد، ولا جوار، حيث يكّن الشعب اليمني بكلّ مذاهبة العداء والكراهية للنظام الإيراني الخميني منذ نشأة الثورة الخمينية وسيطرتها على إيران. وارتباط الحوثيين بإيران وانكشاف تبعيتهم الطائفية للخمينية وإعلانهم الولاء الكامل لنظام الولي الفقيه أجهز على البقية الباقية من حياد بعض اليمنيين، وصار اليمنيون في حالة إجماع تاريخي على وجوب التخلّص من هذه النبتة الإيرانية، وقلعها، وتطهير اليمن والمنطقة من وبائها الماحق.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية