محمد المسوري

المحامي الخاص للرئيس السابق

العلاقة اليمنية السعودية ليست علاقة قاصرة على روابط الجوار، وإنما علاقة أخوة، وعلاقة قرابة، وقد تلقّت اليمن الكثير من الدعم من الإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية في كافة الجوانب، وما يحدث اليوم من تحرّك كبير للأشقاء في مواجهة المدّ الإيراني هو خير دليل على هذه العلاقة الكبيرة، فالمصير واحد، والخطر سيداهم الجميع، وما تفعله السعودية لا يعدّ دفاعًا عن اليمن فحسب، بل عن المنطقة العربية بكاملها، ويجب أن نعمل على توعية المجتمع خاصة في ظلّ الأكاذيب والتضليل الحوثي الذي يستهدف المملكة بين الحين والآخر.

نشاهد في الميدان دعمًا سخيًّا في الجوانب الإنسانية والاقتصادية من الأشقاء في السعودية؛ سواء من خلال دعم البنك المركزي، أم من خلال الدعم الإنساني الذي قدّمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وإسناد كبير جدًا تقوم به السعودية على المستوى السياسي وكافة المجالات لليمن، وهذا يدلّ على أن الأشقاء يحرصون حرصاً كبيراً على اليمن، وعلى شعب اليمن، ما يستوجب منا الشكر الجزيل على ما يقومون به، ونناشدهم بمواصلة مسيرة الدعم الكريم؛ خاصة في هذا الوضع الإنساني الخطير الذي تواجهه اليمن؛ سواء من الخطر الإيراني الحوثي، أم من وباء كورونا.

أكدت مرارًا أن اليمن ليست بالنسبة للخطر الحوثي الإيراني سوى بوابة للمنطقة العربية بأكملها، هدفهم مكة والمدينة والرياض، وما هو أبعد من ذلك، وهذا الأمر يستهدف الأمة الإسلامية بأكملها. وبناء على ذلك فإن الحسم العسكري هو الحل الأنجع لتفادي هذا الخطر والقضاء عليه في مهده، وتحريك كافة الجبهات  دون استثناء كفيل بتحقيق ذلك، ولهذا ينبغي أن تلغى اتفاقية ستوكهولم التي أنهاها الحوثي على الأرض بتحركاته التي صار من خلالها ينفرد بكل جبهة على حدة، وها نحن نشاهد ما يحدث في الجوف، ومحاولات اقتحام مأرب والبيضاء، يتحرّك بأريحية، وهذا أمر خطير جدًّا، لا تأمنوا الحوثي فوعوده كاذبة؛ فهم يستخدمون التقيّة بشكل كبير، فهم يقولون لا يريدون الاعتداء على السعودية. والحقيقة غير ذلك، فهم يريد ما هو أبعد من ذلك، لا تأمنوا مكرهم على الإطلاق، ونحن أمامكم تجربة، كنا حلفاء معه، وكيف غدر بنا، وكيف نكل بنا، قتل الزعيم والأمين، وشرد القيادات، والقيادات الباقية في الداخل تحت الإكراه، الحوثي ليس الأقرب، بل هو الأخطر على الجميع.

 الحوثيون اليوم يعلمون على مدار الساعة من أجل تجريف الهوية اليمنية، وأصبحت صور رموز النظام الإيراني معلقة في ساحات العاصمة والمحافظات، غيروا المناهج، هناك تجريف طائفي خطير في المجتمع، وهو خطر سيصعب علينا مواجهته إذا استمر أكثر.

نحن بحاجة إلى تحرّك كبير على المستوى السياسي، والمستوى العسكري، والمستوى الإعلامي، والمستوى الحقوقي، والمطلوب أن نتحرك أكثر لا أن تقل هذه التحركات، ونشد على أيدي إخواننا في المملكة، ونطلب منهم مزيداً من العزم والحسم، ونحن معهم جنبًا إلى جنب.

لقد كان لعاصفة الحزم دور كبير في الحدّ من التوسع الإيراني، واستطاعت أن تحرر مساحات شاسعة من أرض اليمن. نحن اليوم بحاجة إلى تكاتف الجميع في الشرعية والتحالف وكل القوى الرافضة لمشروع الحوثي، وتحريك كافة الجبهات لتحرير الوطن، لا أن نظل في موقف المدافع.

حققت عاصفة الحزم كثيرًا من الإنجازات، وتم بناء جيش ومقاومة، وتحقيق انتصارات كثيرة في محافظات عدة؛ ولذا نطالب التحالف والأشقاء في المملكة العربية السعودية أن يعززوا هذا الدور للحدّ من المخاطر التي نواجهها اليوم من الحوثيين، ومن يقول إن الحوثي أقرب من المؤتمر أو من الإصلاح، أو أن الحوثي أقرب من الشرعية، وأن المستقبل هو مع الحوثي، فهو يدفع بالوطن والمنطقة نحو الكارثة، وطامة كبرى لو تم تصديقها، فعواقبها وخيمة، وللأسف هناك أصوات إعلامية نشاز تفعل ذلك، وتمعن في تشتيت الصف الجمهوري. لا تأمنوا الحوثي، فأهل مكة أدرى بشعابها، ونحن أهل اليمن أدرى بالحوثيين من غيرنا؛ مخططه كبير وسيطال الجميع، ويجب أن نكون جميعًا كالجسد الواحد.

 نصيحتي للجميع؛ تكاتفوا، وحدوا صفكم؛ فوالله إن خلافاتنا والشقاق الذي نحن فيه هو الذي يجعل الحوثي يتمدد، تناسوا الماضي، وتناسوا الخلافات، وتكاتفوا، وأتمنى من الأشقاء في المملكة العربية السعودية أن يستمروا ويواصلوا جهودهم السابقة في توحيد الصف. بدأت المملكة مساعيها الخيرية في توحيد الصف اليمني، فلا تتوقفوا، ولا تيأسوا. ونسأل الله أن يلطف بالعباد والبلاد.