×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

أخطر سمات الحوثنة تحويل الجيش اليمني إلى جيش طائفي

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

بقلم: أ. حسن الحاشدي

صحفي وباحث وناشط إنساني.

 لم تكن هيكلة الجيش اليمني كما يظن الكثيرون وليدة الزمن الحوثي الحالي؛ فما حدث حالياً ما هو إلا تكملة لمخطط قديم، ومتمرحل منذ عقود مضت،  فالتغلغل الإمامي في الجيش اليمني له جذور قديمة.

 

بعد نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م حرصت شخصيات إمامية متوزعة الأدوار على الانخراط في الجيش اليمني، وتوطيد علاقتها بالقيادات السياسية العليا التي حكمت اليمن منذ بداية عهد الرئيس الراحل عبدالله السلال، وصولاً إلى عهد علي عبدالله صالح، وخلال تلك الفترات الزمنية تم الزج بالآلاف من الشخصيات الإمامية في الجيش، والحرص على ترقيتها، وتوطيد علاقاتها بالصف الأول من الشخصيات السياسية المؤثرة، والحصول على مناصب حساسة ومهمة في مفاصل الدولة، وكذلك الانخراط عبر مسميات مختلفة؛ سواء قبل  التعددية السياسية  أم بعد إقرار التعددية السياسية عام 1990م. وقد شكل  حزب  المؤتمر الشعبي العام أكبر غطاء ومظلة لعملهم من خلاله، فكان إظهار الولاء  للرئيس علي صالح الذي يعدّ رئيس الجمهورية ورئيس الحزب، وتم إنشاء  ما يشبه «تنظيم سري» داخل الجيش اليمني، يمكن القول: إن اللواء يحي المتوكل كان يمثل رأس هذا التنظيم الإمامي في الجيش والدولة .

نماذج للتغلغل الإمامي في الجيش اليمني

ظل اللواء يحي المتوكل وأحمد الكحلاني وغيرهما من الإماميين المندسين في الجيش اليمني ينسجون خيوطهم، ويرتبون صفوفهم بالتزامن مع إعلان حسين بدر الدين الحوثي تمرّده المسلح في صعدة، وكانت الشخصيات الإمامية في الدولة والجيش اليمني في صنعاء تمدّه بالأسلحة والمعلومات والاستشارات،  وتعمل على تخذيل قيادة الدولة عن محاربة التمرد الحوثي، والتوسط للحوثيين، والعمل على وقف الحرب كلما هزمت مليشيا الحوثي وأوشك الجيش اليمني في الحروب الستة على استئصال شأفتها، وكل هذا باسم إحلال السلام وحقن الدماء، وهم في الحقيقة إنما كانوا يسعون لإعطاء مليشيا الحوثي استراحة محارب، تلتقط فيها أنفاسها، وترتب صفوفها، وتجمع فلولها، وتهاجم من جديد  .

خيانات في حروب مواجهة التمرد بصعدة

لم يقتصر دور الشخصيات الإمامية في الجيش والدولة على هذه المهمات الخطيرة لدعم عودة الإمامة بثوبها الحوثي؛ بل انخرط العشرات من الضباط والجنود في القتال مع الحوثيين، وتقديم الخبرات القتالية لمسلحيه، وتدريبهم على فنون القتال واستخدام الأسلحة الثقيلة؛ مثل الدبابات، والمدفعية، والقنابل، والألغام وغيرها، وليس هذا فحسب؛ بل انخرطت فئة من الضباط والجنود الإماميين في الجيش اليمني الذي أوكلت إليه محاربة التمرد الحوثي في صعدة، وقاموا بمدِّه بالمعلومات الاستخباراتية، ونخر صفوف الجيش من الداخل، ونسج الخيانات، حتى وصل الأمر إلى أن مجموعة من الضباط الإماميين المندسين في الجيش اليمني أمدوا الطيران السعودي بإحداثيات غرفة اللواء علي محسن الأحمر على أنها هدف حوثي. حيث نشر موقع ويكيليكس الشهير ضمن وثائقه المسربة في عام2010م وثيقةً تفيد أن غرفة العمليات اليمنية التي كانت تمدّ الطيران السعودي بأهداف حوثية قامت بإعطائهم إحداثيات لموقع القيادة الذي يتمركز فيه اللواء علي محسن الأحمر؛ ما يدل على مدى التغلغل الخطير للإماميين الذين كانوا في العلن مع الدولة والجيش اليمني، وفي الحقيقة هم مع الحوثي .

خيانات مهدت للانقلاب الحوثي

لعبت القيادات الإمامية في الجيش اليمني دوراً بارزاً بعد توسع مليشيا الحوثي عقب ثورة الشباب السلمية 2011م؛ حيث توسعت هذه المليشيا لتسيطر على كامل محافظة صعدة، ثم بدأت بالتوسع في حجة والجوف بقوة السلاح، وكانت هذه القيادات العسكرية والسياسية تبذل كل جهودها لإشغال السلطة في صنعاء عما يحدث، وتُقدّم كل المساعدات وأوجه الدعم لكي يسيطر الحوثي على المعسكرات في المناطق التي يتوسع إليها، كما عملوا على شن الحرب على طلبة العلم من السلفيين الذين كانوا في مركز الحديث بمنطقة دماج بصعدة، ومن ثم حصارهم وبعدها تهجيرهم .

ولم تكتف الشخصيات الإمامية بتلك الجرائم والممارسات والخيانات؛ بل أعلن بعض هؤلاء الولاء للحوثي، وعملوا معه جهاراً، وأمدوا مسلحيه بالدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي، وعلى رأس هؤلاء يأتي وزير الدفاع السابق اللواء محمد ناصر أحمد الذي لعب دوراً خطيراً في دعم مليشيا الحوثي، والتوجيه لقيادات الجيش بالتعاون معها وتسهيل مهمتها للوصول إلى صنعاء والاستيلاء على السلطة، بل قام بمحاصرة اللواء 310 في عمران، الذي كان يقف حائلاً أمام اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء؛ فحاصروا هذا اللواء، ومنعوا عنه الدعم والإمدادات، وتآمروا عليه، ثم أرسلوا لجنة وساطة مهمتها الوحيدة هي الخيانة وتمكين الحوثيين من اللواء وقائده البطل اللواء حميد القشيبي، حتى تحقق لهم المراد، وبعدها زحفت مليشيا الحوثي على صنعاء، وسيطرت عليها بقوة السلاح وخيانة الشخصيات الإمامية المندسة في الجيش اليمني، التي سعت بكل قوة لتحويله إلى جيش طائفي إمامي يدين بالولاء للقوى الإمامية الجديدة في ثوبها الحوثي.

تحويل الجيش اليمني إلى جيش طائفي

بعد نجاح انقلاب مليشيا الحوثي في صنعاء قامت بتوزيع الرُّتَب على قياداتها، وفي اليوم التالي للانقلاب ظهر القيادي الحوثي أبو علي الحاكم وهو يرتدي البزة العسكرية، وقد تقلّد رتبة لواء! كما ظهرت قيادات أخرى من الحوثيين بعضها لم ينخرط في السلك العسكري الرسمي على الإطلاق، ظهرت هذه القيادات وقد تقلّدت رتباً عسكرية رفيعة، وبدأت مليشيات الحوثي في تولية الموالين لها من المسلحين في مناصب رفيعة في الجيش اليمني، وعزل مخالفيها، والتنكيل بهم، وتم الزج بحوالي 100 ألف مسلح من الحوثيين والموالين لهم فيما أسموها بـ «اللجان الشعبية»، ومن الأسماء الوهمية، تم ضمها كلها إلى الجيش اليمني، وبدأوا بجمع القيادات الكبيرة من الحرس الجمهوري الذي كان موالياً للرئيس الراحل صالح، ومن غيرها، واستهدافها بدورات طائفية على أيدي ضباط من حزب الله اللبناني ومن الحرس الثوري الإيراني، وإرسال بعضهم في دورات تدريبية لدى حزب الله في لبنان أو إلى إيران؛ لتلقي دورات تدريبية؛ في مسعى حثيث لتحويل هوية الجيش اليمني وعقيدته الوطنية إلى عقيدة وهوية طائفية قائمة على أساس الولاية لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.

ومن عناوين وأدبيات الدورات إلى تخرج دفعات عسكرية جديدة باسم «جنود الحسين»،  و»كربلاء» وغيرها من المسميات الإيرانية والعناوين الطائفية .

وقد استشعرت قيادة الشرعية هذا الخطر، فحذر نائب الرئيس اليمني الفريق على محسن الأحمر من تحويل الحوثيين للجيش اليمني إلى جيش طائفي، وتشكيلهم لجيش طائفي على غرار الحرس الثوري الإيراني.

وقد تزامن هذا كلّه مع تجنيد مليشيا الحوثي للآلاف من الشباب والأطفال، وغسل أدمغتهم بدورات تدريبية طائفية، يتم فيها إقناعهم بأنهم «يقاتلون مع نجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السيد عبد الملك الحوثي»، وبأن «السيد عبد الملك الحوثي يريد نصرة الإسلام، ومواجهة الأمريكان والصهاينة والكفار، وأن الذين يقاتلون ضده هم عملاء للكفار ودواعش، وغيرها من المسميات والأكاذيب التي يحشونها في عقول الأطفال والشباب الذي يزجون بهم في جبهات القتال في اليمن. وغالباً ما تستمر هذه الدورات لمدة عشرين يوماً، وقد تصل إلى شهر، ويشترطون بشكل أساسي لاستلام هذا المجند راتبه الضئيل أن يكون قد اجتاز هذه الدورات وحضرها، وشارك فيها، وقد نشرت الصحافة اليمنية وثائق تثبت هذا الأمر؛ كما أن اعترافات العشرات من الأسرى من المجندين الحوثيين الذي وقعوا في قبضة الجيش الوطني شاهدة على ما نقول.   

شاهد على تحويل الجيش اليمني إلى طائفي

في أواخر سبتمبر 2017م قامت مليشيا الحوثي  باختطاف مدير دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع بصنعاء المحسوب على حزب المؤتمر، وظلّ مخفياً لمدة أشهر حتى تم الإفراج عنه بوساطة قيادات كبيرة من المؤتمر، ويومها تحدث عباد العنسي شقيق مدير دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع في حكومة الانقلاب بصنعاء اللواء قائد العنسي عن رفض مليشيا الحوثي الإفراج عن شقيقه المختطف لديها ،..وقال عباد: إن الحوثيين خطفوا شقيقه لرفضه اعتماد كشف بترقية أكثر من 13 ألف شخص في وزارة الدفاع لم يدخلوا حتى السلك العسكري، وأنهم ينتمون جميعاً للحوثيين، يريدون ترقيتهم.

وبحسب موقع المشهد اليمني الذي رصد تصريحات العنسي فقد أشار إلى أن صالح الصماد رئيس ما يُسمى بــ «المجلس السياسي الأعلى» المشكل بين الحوثيين وحزب صالح أصدر أمراً بإطلاق سراح شقيقي اللواء قائد العنسي، إلا أنهم رفضوا توجيهات الصماد، وأبلغنا رئيس مجلس النواب الشيخ يحيى الراعي بأنه سيقابل الصماد لمعرفة سبب رفض إطلاق سراح شقيقي.

 قال العنسي: إن القضية ليست قضية اللواء قائد العنسي، بل قضية جيش دولة بأكمله يسعى الحوثيون لجعله جيشاً عقائدياً يتبعهم من خلال إحلال 13 ألف جندي وضابط من الذين ينتمون لهم وهم في البيوت.

 

في الختام

 المؤكد أن إيران لن تترك السلطة الشرعية اليمنية هذه الأثناء تستمر في بناء جيش وطني جديد يقوم على أسس ومداميك مهنية ووطنية؛.. مداميك يتجذر فيها الإنسان اليمني في جهات الوطن الأربع،  لا يقتصر على عائلة أو طائفة أو فئة، وهذه مهمة شاقة، إلا أنها بتظافر الجميع مع الشرعية، وبإسناد الأشقاء وخبراتهم سوف نصل للمراد،  وبالإصرار سوف يتم قطع أذرع إيران، وينبلج فجر اليمن عبر جيش يمني العقيدة وطني الثوابت، يعيد لليمن اعتباره ولثورة 26سبتمبر ألقها وقيمها، التي تنصّ في أهدافها القضاء على الإمامة والكهنوتية ومخلفاتهما .

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية